+A
A-

الفنان سلمان زيمان في حوار خاص لـ “البلاد” قبل وفاته: لتبدع عليك أن تختلف

الحوار مع فنان كبير بقامة الفنان البحريني سلمان زيمان حوار ذو نكهة خاصة، تُلامس فيه التواضع الجم، إضافة إلى طيبة القلب ودماثة أخلاق قلما تجدها في فنانين آخرين، تسمع أغانيه “أم الجدائل” و “متى نلتقي” بصوته الشجي وهو يحاورك، ويأخذك من حيث أنت إلى عوالم أخرى من الفن الراقي الهادف.

لم يندم قط على أغنية قدمها، ويفخر بل ويجزم على أن كورال فرقة أجراس هو الأفضل على الساحة الفنية الخليجية، ورغم ذلك لا يسمع أغنياته فلماذا؟ وكيف لا يسمع أغنياته التي أطربت وتطرب كل من استمع إليها؟ هذا ما قاله في حواره مع “البلاد” قبل أن يتوفاه الله:

أين سلمان زيمان؟ وأين فرقة أجراس البحرينية؟

أنا موجود، وكذلك فرقة أجراس البحرينية لازالت موجودة، وأعمالنا الفنية لازالت قائمة، حتى وإن كانت بالتعاون بين اثنين أو ثلاثة من أعضاء الفرقة. وأبناء زيمان، الأخوة السبعة لازلنا مستمرين في المجال الفني، وشاركت الأخوات الخمس هدى، وسلوى، ومريم، وشريفة، وبدرية كذلك إلى جانب كورال الأصوات الرجالية في أغنية جديدة. فكورال فرقة أجراس ومنذ أن بدأ العام 1981، حتى اليوم لم يتوقف نشاطه، فإن لم نكن موجودين على المسرح، فإننا موجودون في الاستوديو، والعكس كذلك صحيح، أحييت حفلا بدار الآثار بالكويت، وحفلا في البحرين بالصالة الثقافية، قدمت فيه أغنية حبيبتي من كلمات الشاعر عبدالحميد القائد، ومن ألحان الموسيقار مجيد مرهون. وقدمنا أغنية جديدة باسم “هل كان حبًا؟” للشاعر المصري صلاح عبدالصبور من الحاني وتوزيع خليفة زيمان، فنشاطنا ولله الحمد مستمر.

إذن فجمهوركم متعطش لإنتاج أكثر؟

في الواقع نحن بحاجة إلى الإعداد لحفلات أكثر، والمشكلة التي تواجهنا أن بعضا من أفراد الفرقة العازفين ابتعدوا عن الآلة الموسيقية، فهجروا عزفها، مكتفين بالتذوق الموسيقي، وإن كان بعض أفراد الفرقة مازالوا نشطين بجانبي، أخي خليفة والأخوات الأربع، إضافة إلى الأخت العزيزة هدى عبدالله ومجموعة أخرى من الأعضاء في الفرقة بين حين وآخر. فلا يمر عام إلا ولنا أغنية أو أكثر، ففي العام 2016 قدمنا أغنيتين جديدتين.

والأمر ذاته مع أخي خليفة زيمان فهو نشط جدًا كذلك، إذ هو المايسترو الذي يقود فرقة البحرين للموسيقى منذ أكثر من عقد من الزمان، إضافة لكونه عضوًا في فرقة أجراس البحرينية، ويشارك في التوزيع والتنفيذ للأغاني سواءً داخل البحرين أو خارجها.

نشطت في الفترة الأخيرة خارج مملكة البحرين، فهل أصبت بعدوى عين عذاري، فغدوت تسقي البعيد وتنسى القريب؟

لا، لم أكن يومًا كعذاري أسقي البعيد قبل القريب كما اشتهر عن عذاري الجميلة العذبة بفحوى هذا المثل، فنشاطي في بلدي البحرين أكثر من نشاطي خارجها، ولي مشروع لإعداد أغنية ليوم المرأة. للاحتفال بهذا اليوم المميز عالميًا، وإن لم أحضّر فعليًا بعد الكلمات، أو الألحان أو من سيشارك في الغناء سواءً كان غناءً فرديًا أو دويتو، أو ككورال، فتفاصيل المشروع لم أحددها بعد، إلا أنه ضمن جدول أعمالي الفنية المقبلة.

* هل يوجد من آبائكم وأجدادكم فنان أو مغني أو له اهتمامات موسيقية، ليكون جميع الأخوة والأخوات مغنين، فهل جينات الفن تجري في عروقكم؟

يضحك ويجيب “سألت والدي ووالدتي رحمها الله، وسألت حتى أجدادي عن ذلك وجميعهم نفوا وجود فنانين في العائلة، لكن اليوم أبناءنا وربما أحفادنا يملكون ذات الموهبة.

هل كان البحر عليك سخيًا، فوهبك هذا الصوت الشجي؟

البحر هو طفولتي، وشبابي ومتعتي. البحر ملأ علي حياتي كلها سواء في السباحة أو الترفيه أو حتى الصيد، أشعر بسعادة كبيرة وهو يحتضنني، فأنا لا أكتفي فقط بالنظر إليه، بل أسعد عندما أنزل إليه فأنا ابن البحر الذي اتسع للعبي، وتسكعي، ولم يخيب أبدًا ظني، ولم يغدر بي قط بل كان متسامحًا جدًا معي.

“هل كان حبًا”... أغنية جديدة بمشاركة كورال فرقة أجراس، أتحرص دائمًا على الاحتفاظ بقوة تماسك فرقة أجراس وعدم اللجوء إلى كورال آخر؟

أجزم أن كورال فرقة أجراس هو الأفضل حتى اليوم في البحرين، لانسجام أصوات أعضائه وتقارب أصواتهم، وتناغمهم مع الموسيقى والأداء. فالعلاقة الوطيدة التي تربط أعضاء الفرقة من جهة، وعلاقة الأخوة زيمان من جهة أخرى أعطى الثقة المتبادلة بين الجميع، ما انعكس على روح الفرقة عموما. فنحن 18 عضوًا يجمعنا الفن والأخوَة وعلاقتنا قوية بدرجة كبيرة، لإيماننا جميعًا بقوة العمل الجماعي، وبقوة العمل التطوعي وإيماننا برسالة الفن. فأعضاء الفرقة يعطون الفرقة أكثر مما يتوقعون الحصول عليه، فهم ملتزمون بدفع الاشتراكات السنوية لتمويل الفرقة، وإن لم يحصلوا بعد الكثير من الأنشطة على مكافئة مالية.

فلسطين في أغانينا، بحث أجريته فما هو هدفه وطبيعته؟

البحث قمت به كمساهمة في احتفال الجامعة العربية والدول العربية بالقدس عاصمة الثقافة العربية العام 2009، إذ أقامت فرقة أجراس وبالتعاون مع فرقة البحرين للموسيقى حفلا غنائيا في 16 ابريل 2009 يحتفي بالمناسبة هذه، كما وشاركت في احتفال أسرة الأدباء والكتاب لنفس المناسبة بندوة وقدمت بحثا حول وجود “فلسطين” في الأغنية العربية عموما. بحث تطرقت فيه إلى نتاج الموسيقى الشعبية الفلسطينية، وتطرقت إلى عدد تكرار كلمة فلسطين في أغاني المغنيين العرب عموما، وكيف ساهم الفنان العربي في مساندة القضية الفلسطينية في أغانيه، مع التركيز على المغنيين البحرينيين، منهم فرقة أجراس البحرينية، التي تبين من خلال البحث أنها أكثر من تطرق للقضية الفلسطينية في المجال الفني في جميع دول الخليج العربي.