+A
A-

الفنان راشد المعاودة.. أول بحريني يعمل مخرجا مساعدا في التلفزيون المصري

كانت حياة الفنان والكاتب المسرحي الكبير راشد المعاودة (رحمه الله) حافلة بالإنجازات على مختلف الأصعدة المسرحية والإذاعية والتلفزيونية، وغذى نار الميدان الثقافي والفني بزيت فكره وإبداعه المفعم بالإنسانية، وقدم النتاج الأدبي الأصيل المرتبط الارتباط الحي بهموم الإنسان البسيط ومشكلاته، فالمعاودة رحمه الله كان يعلم أن الأديب يستمد قضاياه من جمهوره، فهو – أي الجمهور- كالشهاب الذي يتوهج في سماء الأديب والفنان.

فيما يلي نستعرض الرحلة الدراسية الثانية إلى القاهرة لراشد المعاودة 1973 - 1972 وكيف استفاد منها وفق ما جاء في كتاب راشد المعاودة “الإبداع في حب الوطن“ الذي أصدره مسرح أوال العام 2016 .

بعد أن أثبت راشد المعاودة حضوره في المشهد الثقافي والمسرحي والفني والإعلامي في البحرين، إضافة إلى اهتمامه بتراث الفنون الشعبية في البحرين

ونتيجة لجهوده المخلصة في كافة المجالات التي اهتم بها، سافر إلى القاهرة للدراسة في معهد الإذاعة والتلفزيون، وكان ذلك في العام 1972.

وقد التحق بالمعهد والذي كانت تديره الإعلامية همت مصطفى، وأشرف على تدريسه علي عيسى رئيس الإذاعة، وهو أحد رواد الدراما في مصر، وكذلك عبده دیاب، وقد أثبت راشد تميزه وحضوره خلال دراسته في المعهد، حتى أصبح أول بحريني يعمل مخرجا مساعدا في التلفزيون المصري، ومن زملائه الداعمين له في المعهد سعد أبو السعود، كما حصل أيضا على دعم ومساندة من الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، وقد شارك راشد مخرجا مساعدا مع عدد من المخرجين المصريين خلال دراسته في المعهد، ومن تلك الأعمال التلفزيونية التي شارك فيها مخرجة مساعدة مسلسل “أغرب القضايا” للمخرج عبده دیاب ومسلسل “وجه في الزحام “ من إخراج علية ياسين ، وعلوية زكي.

وقد استفاد راشد من وجوده في القاهرة أثناء الدراسة في معهد الإذاعة والتلفزيون، حيث تعرف على الكثير من نجوم الفن المسرحي والسينمائي، كما كان يحضر وقت تدريباتهم على المسرحيات وأثناء تصوير المسلسلات والإذاعية، وكان يطلب منهم في المعهد كتابة تقارير حول المسرحيات التي يشاهدها الطلبة. ومن بين الفنانين الذين عرفهم عن قرب، فاطمة رشدي وفريد شوقي، وسعيد أبو بكر، وصلاح ذو الفقار، وعبدالله غيث، وقد شاهد كيف يحترم الفنانون بعضهم ويقدرون فنانيهم الكبار من أمثال الفنان الكبير الراحل يوسف وهبي الذي كان له هيبة ووقار، حين يحضر إلى المسرح والأستوديو للتصوير، كما تعرف على الفنان الكبير زكي طليمات، وهو أحد أهم رواد المسرح العربي.