+A
A-

مي بنت محمد: صون المساجد التاريخية ضمن خريطة أحلامنا ومشروعاتنا

تقديرًا للتكليف الذي أقره رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وتوجيهاته السامية لوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف خلال الاجتماع الاعتيادي الأسبوعي لمجلس الوزراء الذي انعقد يوم الإثنين الماضي بشأن التعاون مع هيئة البحرين للثقافة والآثار من أجل الحفاظ على المساجد التاريخية الأثرية، أعربت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة عن عميق الامتنان والتقدير لهذه اللفتة السامية، شاكرةً سموه على التكليف الرسمي الذي يحقق رؤى الثقافة، ويساند صياغة مساعيها الدائمة للاعتناء بالإرث الإنساني وإبراز جمالياته المعمارية والتاريخية.

وصرحت: “التكليف السامي هو موضع تقدير واهتمام، والتوجيهات التي تقر بأهمية التعاون والتكامل ما بين مختلف الجهات الرسمية هي تأكيد على أهمية صياغة شراكات حقيقية، نقدم من خلالها مضمونات عميقة لكل ما نقوم به، وهذا رهان وطني مشترك، يؤكد أهمية صون وحماية وإعادة تأهيل هذه الملامح الإنسانية وإعادة استثمارها وإحيائها لمواصلة أدوراها في كل موقع”.

وأردفت: “هذه المساندة السامية واللفتة الإنسانية من صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء تلهمنا كي نمنح ونمارس مسؤولياتنا ونواصل أحلامنا لحفظ وصون وإعادة تأهيل كافة المكونات الأثرية والتاريخية، التي تعد المساجد أحد ملامحها التي نعتز بها”، مشيرة إلى أن دعم سموه الدائم للثقافة كرس لمنجزات إنسانية عديدة، من أهمها متحف دائرة البريد الذي تم افتتاحه من موقعه في المنامة التاريخية في أواخر العام 2015، وكذلك توجيهات سموه الدائمة لاستعادة الهوية التاريخية والدور الوظيفي لجامع المهزع في سوق المنامة القديم.

وأوضحت أن الجوامع والمساجد التاريخية هي جزء من سيرة اشتغال الثقافة على المدن العريقة؛ كونها مكونا أساسيا في تركيبة كل مدينة. خصوصا وأنها ملامح أصيلة تشكل ذاكرة المكان ورمزية بصرية له. وقد حرصت هيئة البحرين للثقافة والآثار ضمن مساعيها على فرد خارطة أحلام ومشروعات لاستعادة الهوية البصرية للعديد من المعالم والملامح، من بينها: منارة جامع الفاضل في المنامة التاريخية التي تسعى الثقافة لاستعادة الفسيفساء والجماليات التي تنفرد بها هذه المنارة عبر مشروع متكامل بدعم كريم من سمو الشيخة مريم بنت سلمان آل خليفة وبنك البحرين والكويت.

من جهة أخرى، فقد استكملت هيئة البحرين للثّقافة والآثار المرحلة الأولى من أعمال تنقيب الأساسات الأثرية لجامع المهزع في سوق المنامة القديمة، والتي تمّ تنفيذها بالتعاون مع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، تلبية لتوجيهات صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، وتسعى الهيئة حاليا لبدء الإعداد لمرحلة التنقيب الثانية، خصوصا بعدما كشفت المرحلة الأولى عن بعض الأساسات التي من المحتمل أن تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر، والتي ستساهم في تقديم شواهد وقيم تاريخية تؤكّد أصالة هذا الجامع، كما ستساند فريق العمل من أجل التوصل إلى معلومات حول التصور الأولي لخرائط جامع المهزع، وبالتالي المساهمة في وضع تصور نهائي للمشروع وتنفيذه. وحول ذلك عقبت الشيخة مي بنت محمد بالقول: “التفاتة سموه الكريمة ومساندته الدائمة لها دور حقيقي في التوجيه لتنفيذ المشروعات والمنجزات وفقًا للمعايير والمواصفات التي تعتني بقيمتها وتاريخيتها، والتي يعد جامع المهزع أحدها، خصوصًا وأن هذا الجامع يجسد خصوصية واستثنائية عريقة، تبعا لموقعه ضمن سوق قديمة مُدرَجة على قائمة التراث الوطني الأمر يستلزم معايير دقيقة للتعامل معه. كما أن ارتباطه بهوية أصيلة ومعطيات تاريخية تلهمنا أن نكرس من أجله كافة الأدوات الثقافية والعلمية والهندسية”.