+A
A-

رسول بوكتي: لدي موسيقى بداخلي أريد أن يسمعها الجميع

تحدث أستاذ هندسة الصوت في بوليوود الهندي رسول بوكتي عن ولعه ورحلته مع موسيقى الأفلام ضمن مهرجان الجونة السينمائي في الدورة الأخيرة، ويعد أحد أروع مهندسي الصوت في الهند، فقد تمكن من الاستحواذ على الجماهير ورسم صورة لمومباي، بصخبها وفقرها وجمالها ليشعرنا وكأننا بداخل الحدث من خلال فيلمه Slumdog Millionaire من إنتاج سنة ٢٠٠٨.

حاز رسول على الأوسكار وصاحب أكثر من ٩٨ فيلمًا، وقدم خلال محاضرته “جماليات الصوت في السينما“ قصصا جميلة عن بداياته بحضور نجوم الفن في مصر والعالم العربي، إلى جانب عدد من صناع السينما حول العالم.

ولد في إحدى القرى البعيدة عن كيرلا بالهند. وكان أصغر عشرة إخوان، عمل والده مدقق تذاكر حافلات خاص، وكان رسول يضطر للسير مسافة 6 كيلومترات إلى أقرب مدرسة، وكان يذاكر دروسه في ضوء مصباح الكيروسين، حيث إن قريته لم تكن بها كهرباء!

حصل على درجة البكالوريوس في الفيزياء وقُبل في كلية الحقوق الحكومية، ولكنه لم يتمكن من استكمالها. وفي العام 1995، تخرج من معهد السينما والتلفزيون في الهند في بون.

ما الموسيقى بالنسبة للمهندس بوكتي يقول إنها ”تعبير عن مشاعري، أنها تحرك كل ما بداخلي عندما أستمع إلى الموسيقى أتعرف إلى نفسي من الداخل أكثر، هناك شيء يساعد على التواصل النفسي الداخلي، لقد استمعت للكثير من الموسيقى منذ صغري وأنا مولع بها، وكنت متشوقا لتعلم أصول الموسيقى عندما كنت طفلا، بالرغم من ظروفي التي لم تسمح بذلك“!

”أتذكر المكان الذي ولدت فيه بالقرب من إحدى أكاديميات الموسيقى ”أجانتا“، كنت أذهب هناك من الخارج واستمع للموسيقى ولأصوات آلالات مثل ”التانبورا“، كانت روحي تنجذب إلى ذلك المكان بالرغم من صعوبة الدخول إليها بسبب ظروفي المادية، وكان ترفا ولم يكن بوسعنا تحمل ذلك، بدأت أستمع إلى الموسيقى بجدية بالغة عندما جئت إلى معهد الأفلام، كان والدي عاشق الموسيقى الكلاسيكية، وكان يستمع إليها من الراديو، وكان يختار الحفلات الليلة للاستماع، وأذكر بأن أمي كانت تكره ذلك، المعبد الذي كان بقربنا كان مصدر الترفيه الوحيد لي، إضافة إلى عروض السيرك أثناء حضورهم لقريتنا“.

”كان كل احتفال في المعبد يشمل إما دراما أو محاكاة مع الجمهور، وقبل ذلك كان هناك العروض الكلاسيكية والشعبية، ولم تتمكن سلطات المعبد من إبعاد هذه العروض عن جدولها، وأتذكر أنا وأبي كنا نستمتع بالاستمتاع لهذه العروض الكلاسيكية، وكنت أشارك في بعضها بأدوار بسيطة.

ثم عندما جئت إلى مدرسة الفيلم، بدأت أستمع إلى ”رافي شانكار“ وغيره من الموسيقيين الكلاسيكيين في غرفة الاستماع في المعهد. وبتوجيهات من أساتذتي بدأت التعلق اكثر مع آلالات الموسيقية مثل السيتار وربما كانت هذه أول مبادرة لي نحو الموسيقى الكلاسيكية، ورسمت لي الطريق؛ بسبب أن الموسيقى الكلاسيكية الهندوستانية تسمح لي بأن اقدم أكثر، ومن حسن حظي أن أكون جزءًا من أعظم التقاليد الموسيقية في هذا البلد“.

”ثم كجزء من دراستي، كان يحتم على الاستماع لكل موسيقى حولي، موسيقى العالم سواء كانت من الكلاسيك روك أو البوب الغربي، أو الأوبرالية، كل التجارب ساعدتني أن اقدم اليوم الموسيقى في الأفلام الناجحة“.

”الموسيقار هو شخص لديه موسيقى خاصة بداخله يريد أن يسمعها كل من حوله، وهذا ما أحس به، يستخدم موسيقي آلة موسيقية للتعبير، أنا أستخدم الميكروفونات للتعبير عن نفسي بالطريقة نفسها، وهكذا تصنع الموسيقى سواء للأفلام أو للاستماع“.

ووصف عمل مهندس الصوت هو تسجيل الموسيقى والأصوات وإنتاج الموسيقى والمؤثرات الصوتية. كما يُحقِّق التزامن والتوازن بين الموسيقى والأصوات والمؤثرات الصوتية. ولا تقتصر الأعمال الرئيسة لمهندس الصوت على هندسة الصوت فقط، بل يمكن أن يلعب في الكثير من الأحيان دور تقني هندسة الصوت أو تقني صيانة أجهزة الصوت.

انتقل بوكتي إلى مومباي بعد تخرجه، ووصف ذلك بأنه “هجرة طبيعية كخريج المعهد”، وكان أول ظهور له في تصميم الصوت مع فيلم العام 1997 ”المفتش الخاص: اثنان زائد اثنين زائد واحد“ أو Private Detective: Two Plus Two Plus One، والذي أخرجه راجت كابور. حصل على إشارات كثيرة مع فيلم العام 2005 “الأسود“ أو Black الذي أخرجه سانجاي ليلا بهانالي، ثم قام بعد ذلك بهندسة الصوت للإنتاج الرئيس مثل موسافير (2004)، وزيندا (2006)، إشارة المرور (2007)، وغاندي، وأبي (2007)، وساواريا (2007)، ودوس كاهانيان، وكيرالا فارما بازهاسي رجا (2009)، وإنثيروان (2010) وغيرها من الأفلام في بوليوود وماليلاليم والتاميل.

Slumdog Millionaire

حقق فيلم “Slumdog Millionaire” أو (المليونير المتشرد) جائزة أوسكار أفضل فيلم خلال حفل توزيع الأوسكار في ٢٠٠٨، فضلا عن سبع جوائز أخرى منها جائزة أفضل مخرج للبريطاني داني بويل.

وكان “سلامدوغ مليونير” الفيلم الذي أنتج بميزانية محدودة مع ممثلين غير معروفين ولم يكن من المقرر عرضه في الصالات، حديث الجميع، حيث شاهدته شخصيا أولا في مهرجان دبي السينمائي الموقع الأول لعرض الفيلم دوليا، ومنه ترشح للأوسكار، ويروي قصة يتيم يقيم في مدينة صفيح في بومباي ويفوز ببرنامج مسابقات تلفزيوني على جائزة أفضل مخرج للبريطاني داني بويل.