+A
A-

رمضان يساعد المسلمين على التوازن

في تحقيق نشر في صحيفة “Arab News” السعودية أخيرًا، حول كيف لشهر رمضان أن يؤثر على المسلمين من جميع النواحي، وكيفية إدارة الوقت في ساعاته.

يقدم لنا شهر رمضان المبارك الفرصة المناسبة للتمرين لمدة شهر في تحقيق التوازن الصحيح في الحياة من خلال تقسيم الوقت على مدار اليوم مع الصوم للأنشطة المختلفة. فهو شهر ليس فقط للامتناع عن تناول الأكل فحسب، إذ إن معظم المحتوى الملهم المتوافر على الإنترنت يضغط علينا للبدء في وقت مبكر وتقسيم أنشطتنا اليومية بفعالية، وهذه الفرصة سانحة في شهر رمضان الذي يسمح لنا بذلك، لكن للأسف لا يستفيد معظمنا منه. لكن هناك من يستغلون ذلك مع الصوم كبرنامج للمساعدة على تطوير العادات الجيدة والمهارات وإدارة الوقت، ويحاولون بذل قصارى جهدهم للاستفادة من هذا الشهر لمساعدتهم على مواصلة تلك المهارات على مدار العام.

حول ذلك تقول وعد باشرحيل “إن إدارة الوقت أسهل دوماً في شهر رمضان، وليست مشكلة في الشهر، فكل شيء مركز وفي وقت ومكان محدد، والأمور التي لم تتصور قط أنك قد تفعلها، ينتهي بك الحال إلى القيام بها”.

وأضافت أنها تستيقظ بعد الظّهر لإعداد وجبة الإفطار، وبعد الإفطار، تجلس مع عائلتها وتتناول معهم القهوة، ثم تقضي الوقت لصلاة التراويح، ثم جولة أخرى مع القهوة، “في شهر رمضان مهما تفعل فلن تحس بالتعب أبدا، بل تشعر دوماً بالنشاط والحيوية”.

كما تحدثت بشرى خالد، وهي باكستانية الجنسية وتقيم في السعودية، عن فائدة توقيت رمضان، وقالت في حديثها لـ “Arab News”: عندما نقارن شهر رمضان بأشهر أخرى من العام، فإنه مختلف تماما، فالأهم في أذهاننا الصلوات وقراءة القرآن والاستفادة من أي تجمع للمعرفة حول ديننا (مع أننا هذه الأيام لدينا خيارات عديدة لذلك على شبكة الإنترنت)، وفي اللحظة التي ندخل فيها شهر رمضان نشعر بالاختلاف التام، حتى ونحن في وسط الفوضى التي نشعر بها، هناك هدوء وإيجابية رغم أننا في حاجة إلى إدارة الأعمال المنزلية والعمل المكتبي في نفس الوقت.

واستذكر أسامة امتياز، وهو باكستاني آخر يعيش في السعودية، بعض ذكريات رمضان المفضلة عنده، وقال “لقد كنا نجتمع معاً كعائلة، وكنا نجلس مع جدي وجدتي نضحك ونحكي قصص خفيفة”.

وأضاف “هذا واحد من أفضل الأشياء في رمضان، القدرة على قضاء الوقت مع عائلتك وتقدير قيمة ذلك حقا، أن تكون ممتنا لما لديك، والشيء الذي أحبه في شهر رمضان هو كيف يجعلنا أكثر احتراماً للآخرين، بل إننا نقترب أيضاً من الله، ونعطي الفقراء ونقرأ من القرآن الكريم يوميا”.

وذكر “في ظل الظروف العادية، يساعد شهر رمضان الناس على التواصل مع الأصدقاء والعائلات، وفي أيامنا هذه ومع تفشي مرض الكورونا، تأثر الشهر الفضيل بصورة مباشرة، وفي اعتقادي إن ذلك مؤقت، فمع انتهاء هذا الوباء، سنترقب شهر رمضان المقبل بنفس الحماس مع دعوة الأحباب إلى وجبة الإفطار والذهاب إلى الشواطئ وغيرها”.

وقال “أعتقد أن العادات الاجتماعية تتطور بشكل كامل في شهر رمضان، وهناك المزيد من الروابط بين الأسر والأقارب، إذ كانت الأسر تجتمع مرات عديدة في هذا الشهر الكريم، انه من المؤكد شهر الابتعاد عن العادات المضرة وأخذ إجازة منها”.

وخاب ظن خالد بسبب انتشار الوباء الحالي ضد طريق العادات الرمضانية المعتادة التي شملت التجمعات العائلية، وقال “نحن غير قادرين على الاختلاط الاجتماعي في شهر رمضان هذا، وهو أمر مختلف تماماً هذا العام، فالأشخاص الذين يلتزمون بالتباعد يحتاجون إلى البحث والتوصل إلى فهم أفضل للموقف، لأنه مهما بلغت صعوبة هذا الموقف، يتعين علينا أن نفعل ما هو ضروري لحماية أنفسنا ومن معنا”.

وتحدث عن طقوس استعداد أسرته لشهر رمضان، بتزيين المنزل بزينة رمضانية خاصة مع وضع الأضواء، ويتم ترتيب الزوايا للقهوة والحلويات.