+A
A-

“الجزة” موروث قديم وتراث شعبي أصيل

إذا كان (الفانوس) أحد أهم المعالم في شهر رمضان، فإن (الجزَّة) لا تقلّ شهرة عن الفانوس الرمضاني، مهما تعددت المسميات من بلد إلى بلد آخر، ولمَ لا، وهي أحد رموز الأصالة المهمة لدى بعض القبائل السعودية الكبيرة، ومن العادات القيمة، القديمة والمتوارثة لديها، فهي تمثل عودة إلى ذلك الزمن الجميل، إذ إن (الجزة) أو ما يُعرف بالمنقل، والتي توارثتها أم سارة عن أجدادها واحتفظت بها تعيد اليوم إلينا طقوسها في هذا الشهر الفضيل، لتشعرك بالدفء في مجلسها، وتسترجع أجمل الذكريات والقصص القديمة بحضور العائلة، فتعود بك إلى الماضي رغمًا عنك. الجزة معروفة من العادات القديمة، وهذا المصطلح عرف وذاع لدى قبيلة (الجحدلي)، حيث تستعد ربات البيوت بتجهيز المنقل وأدواته مع أفخم الأواني الذهبية التي ورثتها عن أجدادها، وكذلك المبخرة والعود الفاخر، إلى جانب تلك الأواني، ويتم وضعها داخل غرفة تسمى بيت الشعر، أي، مجلس البدوي، ولا يزال يطلق على الجزة المنقل كما في السابق، أمَّا دلة القهوة، فكان يُطلق عليها (بكارج) وبعضها مطليّ بالذهب أو الفضة، وهناك (المطبقية) التي يوضع السكر ومشتقاته في داخلها، وهي صحون محدودة العدد، تتواجد جميعها في كل منزل، في السابقونظرا لعدم وجود الغاز، كنا نجد جميع من في الحي، يقومون بتسخين الشاي و القهوة على الجمر! ومع تطور الزمن وكثرة التغييرات التي طرأت أصبح من النادر وجود مثل هذه العادات، لكن، تظل الجزة مصطلحًا قد لا ينساه البعض.

الجزة موروث قديم وتراث شعبي أصيل، لا تزالبعض المجتمعات الخليجية والسعودية تحتفظبها، وهي موجودة في منزل كل قبيلة خليجية عموما، ولشهر رمضان طقوس خاصة بالنسبة لنا، ويظهر جمال الجزة يومًا في السنة، وقد اعتادت عائلتي وأحفادي على ذلك”.

هي ذكريات زمن جميل حاضرة دائمًا وآسرة تجددها العائلات في منطقة الخليج العربي  بأصالة نادرة، مع هلال كل رمضان كريم لتسكبها على موائد شهر الخير شهية بالصحة والعافية.