+A
A-

الجامعة .. قلق الطلاب يتحول إلى اطمئنان

أشكر جريدة البلاد التي فتحت صفحاتها لطلاب الإعلام؛ ليرسلوا مباشرة لمحرر صفحة العزل المنزلي معايشاتهم اليومية مع الظروف التي فرضها فيروس كورونا؛ ليعبروا عما يجول في خاطرهم ويروا آراءهم وأسماءهم وصورهم على صفحات واحدة من اكبر صحفنا المحلية، وهم في هذه السن الصغيرة مما يمثل دعما نفسيا وصحفيا لهم يساعدهم على تجاوز المخاوف من هذا الوباء ويتكامل دورها مع الدور الأكاديمي الذي تضطلع به جامعة البحرين في تخريح جيل من شباب الصحفيين ممن لديهم الانتماء والمسئولية نحو وطنهم.

ومثلما كنت سعيدا أن الطلاب يقدمون للصفحة هذه المساهمات مباشرة، فقد لفت نظري ما عبر عنه أحد طلاب السنة الأولى من قلق بشكل أكثر من اللازم؛ بسبب قلة خبرته الأكاديمية وحداثة تعامله مع البيئة الجامعية التي لم تزد عن فصل دراسي واحد إلى جانب ظروف كورونا التي وضعت بعض الطلاب تحت ظروف ضاغطة أسرع من قدرتهم على التكيف.

ففى بداية الأزمة شعر الكثير من الطلاب على مستوى العالم بالقلق حول مستقبلهم، وكان الكل في حال ترقب وتساؤل: هل سيتم استكمال الفصل الدراسي، وما الأساليب التي سيتم بها هذا الاستكمال؟ وكانت هذه الأسئلة حاضرة في كل الأذهان، وهذا القلق كان له ما يبرره؛ لأنها أزمة مفاجئة تطرح الكثير من السيناروهات لمواجهتها.

ولكن والحمد لله كانت حلول جامعتنا الوطنبة جاهرة لمواجهة هذا الفيروس عبر تفعيل نظاما للتعلم عن بُعد اتسم بالكفاءة العالية باستخدام  اثنين من ابرز التطبيقات العالمية، وهما “ بلاك بورد”و”مايكروسوفت تيمز”، وتوفبرالدعم الفني لكل من الطلاب والأساتذة بتنظيم العشرات من الدورات باللغتين العربية والإنجليزية؛ لاستيعاب هذه التقنيات هذا إلى جانب اتخاذ القرارات بشأن الامتحانات وأساليب التقييم وغيرها من مفردات العملية التعليمية، والتي وفرت للطلاب مسارين يختارون الأنسب من بينهما، وقد وصفت هذه القرارات بأنها من أبرز قرارات الجامعة على مر تاريخها؛ لأنها استطاعت أن تعبر بطلابها هذه الأزمة المفاجئة بنجاح وعدالة وديمقراطية، ولذلك لقيت قبولا وأريحية من كل الطلاب انعكست فى تعليقاتهم الإيجابية والسعيدة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وفي تواصلهم مع الأساتذة في المحاضرات عن بُعد، وباتت تجربة الجامعة مثالا يحتذى لكثير من الجامعات ومؤسسات التعليم في البحرين وخارجها.

والمؤكد الآن أن هذا الطالب وكل الطلاب يستطيعون أن يطمئنوا أن جامعتهم تقف بجانبهم وتحقق ما يجول في خاطرهم عبر الإجراءات التي اتخذتها، والتي استطاعت من خلالها أن تواجه أزمة كورونا باقتدار، فقد أدركوا أن إدارة الجامعة وأساتذتها هم آباؤهم الذين يحرصون على مصالحهم وهو ما حول قلق الطلاب إلى اطمئنان، وحيرتهم إلى يقين وعمل وتحصيل علمي، وحول التباعد الذي فرضه “كورونا” إلى تقارب وتواصل يصب في النهاية في مصلحة الطلاب وتطورهم الأكاديمي انعكس في المشاعر الإيجابية وعبارات الامتنان من الطلاب وأولياء أمورهم للحكومة الرشيدة وإدارة الجامعة التي ساعدتهم على الاستمرار في الدراسة دون ضياع فصل دراسي منهم.

 

بقلم: د.جمال عبدالعظيم

استاذ الإعلام جامعة البحرين