“ثمة لحظات عصيبة نعيشها، لكنها تأتي بأبواب من الفرج من رب العالمين. وها نحن نلهج بالدعاء إلى رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، لما أنعم علينا من خير أزال عنا الهم بصدور أمره الكريم لإدراجنا ضمن المستفيدين من برامج الدعم المالي للمتضررين”. هكذا تحدث إبراهيم المرشد، وهو سائق سيارة أجرة يعيل أسرة مكونة من ثمانية أفراد، من بينهم اثنان من الشباب يدرسان في إحدى الجامعات الخاصة.

مراقبة الوافدين والأسواق

وحال إبراهيم كحال الكثيرين من أهل البلد، فجائحة كورونا تسببت في تجميد العالم، فما بالك ببلد صغير كبلادنا، حيث يرى أنه رغم محدودية الإمكانات لبلادنا إلا أن قيادتنا الرشيدة كما نرى بواقعية في كل مناحي الحياة، وفي كل الظروف وفي كل الشدائد هي معنا أولًا بأول، وكم شاع الفرح والاستقرار في نفسي؛ لأنني كنت أفكر في كيفية تغطية احتياجات الشهر الفضيل لعائلتي ونحن في هذه الظروف، وهذا حال الكثير من سواق الأجرة وأمثالنا من ذوي المهن الحرة كالبحارة والمهنيين الذين بلا راتب تقاعدي أو مصدر دخل ثابت لهم.

ويشدد على ضرورة تكثيف مراقبة الجاليات والوافدين الذين لا يلتزمون بالاشتراطات الوقائية؛ لمنع انتشار كورونا من جهة، ومن جهة ثانية يزاحمون البحرينيين في مصدر رزقهم ثم أيضًا لابد من مراقبة الأسواق والأسعار؛ لأننا حتى لو حصلنا على دعم من الدولة في هذه الظروف الصعبة، وازداد ارتفاع الأسعار، فتلك مصيبة كبيرة فعلًا والله المستعان.

الالتزامات المالية تتضاعف

ويتفق معه كل من السائق محمد ناصر ومحمد إبراهيم مخيمر اللذين يثنيان على ما طرحه المرشد، وكما علم الكثيرون، فإن أمر سمو رئيس الوزراء بإدراج سواق سيارات الأجرة ضمن المستفيدين من الحزمة المالية والاقتصادية (دعمًا لاحتياجاتهم المعيشية في ظل الظروف الاستثنائية والتحديات الناجمة عن انتشار فايروس كورونا عالميًا)، حيث يشيران إلى أن كل يوم يأتي عليهم في مهنتهم، يضاعف التزاماتهم المالية ومشاكلهم، فهو بلا مدخول منذ بدء الإغلاق، ولا تنسى أن عددًا كبيرًا من البحرينيين يعملون في هذا المجال، أضف إلى ذلك حاجتهم المستمرة لتغطية غلاء الأسعار، وهنا جاءت توجيهات القيادة الرشيدة تدعمنا وتضعنا في أعلى الأولويات.

ويشير مخيمر إلى أن من لا دخل له ولا راتب تقاعدي كحالنا وحال الكثيرين منا، يحتاجون إلى بارقة أمل كالتي جاءت بأمر سمو رئيس الوزراء ربِّ يحفظه ويمتعه بالصحة العافية ويطيل عمره، ويضيف صاحبه محمد ناصر :”سمعنا قبل ذلك أن الدولة لن تتخلى عن أصحاب المهن الحرة وستغطيهم كيف لا وهي التي ساندت الشركات والمؤسسات والمعسرين، ونحن أوضاعنا أصعب منهم”.

نذخر المال للعيال

“حمدا لله على فضله وفرجه.. الأمور تسوء جدًا يا ولدي”. هكذا تحدث السائق سيد علي سيد هاشم الذي “فضفض” مباشرة حال الحديث معه عن شعوره بصدور أمر سمو رئيس الوزراء، حيث قال: “أنا ما أحب التصوير ولا أطلع في الجرايد والتلفزيون، لكن يا ولدي أبو علي الله يحفظه ويطول عمره طول عمره حضن للجميع، ومن أيام الشيخ عيسى هذا فعله، واليوم جلالة الملك أبو سلمان وسمو الأمير سلمان أبو عيسى ما قصروا اي والله ما قصروا”، ويشير إلى أن شيوخنا وقفوا معنا وقفة مشرفة وهذا ليس بالأمر الغريب وهذا هو سمة أهل البحرين، فلدينا أبناء في الجامعة ومصاريفهم كثيرة وحتى لو كانت المعاهد والجامعات مغلقة، لابد أن نجمع ونذخر المال؛ لكي ندفع الرسوم في السنوات المقبلة، والحمد لله خيرات البحرين تعمنا وتزول هذه الغمة.

التعجيل في الصرف

ويقول السائق سعيد أحمد أن هذه الخطوة ليست غربية على سموه، وبصراحة، كنا على ثقة بأن جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد وكل المسؤولين المخلصين لن يتأخروا في دعم المواطن ولن يقصروا معه، واليوم، وأقول هذا الكلام بكل صراحة، نحن في راحة نفسية، فالشكر لله والفضل له ولسمو رئيس الوزراء، ونتمنى أن يتم التعجيل في آلية صرف الدعم للمستحقين في أسرع وقت.