+A
A-

أوروبا تبدأ برفع إجراءات العزل لاحتواء “كورونا”

بدأت ألمانيا التي تعتبر أن وباء “كوفيد 19” بات “تحت السيطرة”، أمس الاثنين رفع إجراءات العزل، في عملية بطيئة وحساسة في أوروبا المغلقة منذ أسابيع والمتحمسة لإحياء عجلتها الاقتصادية بعدما سجّلت أعداد وفيات قياسية جراء كورونا المستجد.

وحتى اليوم، دفعت القارة الأوروبية الثمن الأكبر للوباء بتسجيلها قرابة ثلثي حصيلة الوفيات في العالم البالغة 164 ألفًا.

وإيطاليا هي الدولة الأكثر تضررًا من الوباء في أوروبا (23660 وفاة) تليها إسبانيا (20453) وفرنسا (19718) والمملكة المتحدة (16060)، وفق التعداد الأخير الذي أعدّته وكالة فرانس برس استنادًا إلى مصادر رسمية.

واعتبرت السلطات أن الوباء في ألمانيا بات “تحت السيطرة ويمكن إدارته” مع تسجيل 135 ألف إصابة وقرابة 4 آلاف وفاة. وسمحت صباح الاثنين بإعادة فتح المحال التجارية التي لا تتجاوز مساحتها 800 متر مربع.

الوضع “هشّ”

ستظلّ التجمعات الكبيرة كالحفلات الغنائية والمسابقات الرياضية ممنوعة حتى 31 أغسطس على الأقلّ. وستفتح المدارس والثانويات أبوابها تدريجيًا اعتبارًا من الرابع من مايو.

وتبقى التجمعات التي تضمّ أكثر من شخصين ممنوعة وينبغي أن تتمّ المحافظة على مسافة 1.5 متر بين الشخص والآخر في الأماكن العامة وارتداء القناع الواقي هو أمر توصي به المستشارة أنغيلا ميركل.

وحذّرت الأخيرة من أن الوضع لا يزال “هشًا”، وقالت “نحن في بدايات الجائحة”، مؤكدة أنه لا يزال من المبكر رفع كل تدابير العزل، وسيكون “من المؤسف جدا أن نعاود السقوط”.

وتدرس دول أوروبا هذه الاستراتيجية للخروج من الأزمة التي وضعتها ألمانيا القوة الاقتصادية الأولى في القارة العجوز. وأوروبا معزولة منذ قرابة شهر وتستعدّ بعض دولها للبدء برفع بعض إجراءات العزل في وقت يبدو كأنه تمّ احتواء المرض. التحدي كبير: إعادة إطلاق تدريجي للنشاط واحتواء حماسة السكان المعزولين، مع التحذير من احتمال ظهور الفيروس مجددًا عبر المحافظة على الأنظمة الصحية التي باتت مستشفياتها مكتظة.

وفي مؤشر إلى حال الطوارئ الاقتصادية، توقع بنك إسبانيا للعام 2020 انهيارًا “غير مسبوق في التاريخ المعاصر” للناتج المحلي الإجمالي من 6.6 % إلى 13.6 % لدى القوة الاقتصادية الرابعة في منطقة اليورو بسبب الوباء. وكانت النمسا سمحت الثلاثاء بإعادة فتح المتاجر الصغيرة والحدائق العامة. وبدأت النروج أمس الاثنين إعادة فتح دور الحضانة والمدارس الابتدائية، في خطوة أولى من عملية بطيئة وتدريجية لرفع القيود المفروضة منذ منتصف مارس.

وقالت سيليي سكيفييل بعدما أوصلت طفليها إلى دار الحضانة إن ابنها البكر “كان سعيدا جدا لرؤية أصدقائه”.

العالم ما بعد الوباء أسوأ

وتستعدّ فرنسا وإسبانيا وإيطاليا التي تسجّل تراجعًا في أعداد الإصابات والوفيات بعد أسابيع من الارتفاع، لأولى تدابير رفع العزل في الأيام أو الأسابيع المقبلة. واتّخذت فرنسا أمس الإثنين خطوة أولى في هذا الاتّجاه بإعادة السماح بزيارة دور رعاية المسنين، وفق شروط معيّنة. وفي الدنمارك سمح للشركات الصغيرة بإعادة فتح أبوابها شرط التقيّد بتدابير نظافة صارمة وبقواعد التباعد، علما أن دور الحضانة في البلاد عادت للعمل في 15 أبريل.  وقال رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب “سيترتب علينا تعلّم العيش مع الفيروس”.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أمس “أخشى أن يصبح عالم ما بعد (الوباء) مشابهًا كثيرًا لعالم ما قبله، لكن أسوأ”. وتعمل الحكومة الفرنسية التي تواجه انتقادات لتأخرها في تعميم الفحوص وارتداء القناع، على خطة رفع عزل تدريجية اعتبارًا من 11 مايو. في إيطاليا، ذكّرت السلطات أن أولى تدابير تخفيف العزل لن تُتخذ قبل الثالث من مايو. لكن الشركات تعيد فتح أبوابها شيئًا فشيئًا حتى ولو كان ذلك بشكل جزئي مترافق مع العديد من التدابير الوقائية. في إسبانيا، سُجلت 399 وفاة في الساعات الـ 24 الأخيرة مقابل 410 وفيات في اليوم السابق، في أدنى حصيلة منذ 4 أسابيع، وفق ما أعلنت وزارة الصحة أمس الاثنين.

وسيتمّ إغلاق المشرحة الميدانية التي أُقيمت في حلبة للتزلج في مدريد الأربعاء بعدما استقبلت أكثر من ألف نعش، واعتبارًا من 27 أبريل سيُسمح بخروج الأطفال من المنازل بعدما كان ذلك ممنوعًا منذ 14 مارس.

في المقابل، تم تمديد العزل الذي فرض في 23 مارس في المملكة المتحدة إلى ما لا يقلّ عن 3 أسابيع الخميس.

وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن الوباء لا يزال بعيدًا عن السيطرة على المستوى العالمي، خصوصًا مع “أعداد مستقرة أو متزايدة” في المملكة المتحدة وشرق أوروبا.