+A
A-

خياطات متطوعات يخطن بـ “أنامل الخير” مئات الكمامات يوميًا

ربما كانت الدموع، هي أصدق تعبير عن السعادة بإنجاز أمر ما، ولأنها لغة، وغالبًا ما تتقنها النساء الطيبات الكريمات، لاسيما في الأزمات والظروف الصعبة، برقة قلب وعاطفة نبيلة، فإن هذه اللغة بلا حروف ولا مفردات، تصبح مؤثرة حال رؤية الناس وهم في سعادة حين يتسلمون كمامات تحميهم من جائحة كورونا، أبدعت في صنعها خياطات بحرينيات متطوعات، وقام بإيصالها إلى بيوت المواطنين والمقيمين، وإلى الجمعيات الخيرية وإلى كل جهة تطلبها، متطوعون من أبناء البلد ممن يعملون في التوصيل.

هي أنامل بحرينية تخيط مئات الكمامات يوميًا.. لعلك تسمع ضجيج ماكنات الخياطة، فليست كلها هادئة وحديثة الطراز، وليست كلها جديدة وليست كلها مهيأة، لكن فريق المتطوعات البحرينيات قفز على كل الظروف الصعبة حال ظهور مشكلة نقص الكمامات في السوق مع قرار إلزامية الارتداء، فبرزت الفكرة لدى مجموعة من المواطنات وتقرر تشكيل فريق من الخياطات اللواتي بدأن على الفور في خياطة وإنتاج وتوزيع الكمامات مجانًا على الناس، ويكفي هنا أن شير إلى أنه في يوم الخميس 16 أبريل الجاري، تمكن الفريق من خياطة 1849 كماما تم توزيعها على المحافظات والجمعيات والصناديق الخيرية، فهذا هو شعار وهدف فريق “أنامل الخير”، كما تقول المواطنة ليلى المعلم (أم علي) إحدى المبادرات الرئيسات، ولابد من الإشارة هنا إلى أن المواطنات لم يرغبن في الحديث مع “الصحافة” عن تجربتهن، إلا أن “البلاد” عبرت عن تشرفها بنقل هذه التجربة إلى المجتمع، فهذا عمل يستحق الشكر والثناء وهو يقدم للوطن ما تيسر من جهد في هذه الظروف.

تقول المواطنة ليلى المعلم إن فريق الخياطات التطوعي بدأ بلجنتين: الأولى هي للخياطة والثانية للتوصيل والتوزيع، وهي المشروع الأول من نوعه على مستوى منطقة الخليج العربي منذ إعلان إلزامية ارتداء الكمامات، ونحن مستمرون في العمل وننتج مئات الكمامات يوميًا بجهد الأخوات الخياطات، وكذلك بعض المتطوعين المساندين من الخياطين من مختلف الجنسيات رجالًا ونساءً من المقيمين في البحرين، وربما لم تسنح الظروف للبعض للمواصلة ولهم كل الشكر والتقدير، إلا أن ما يقارب من 36 عضوًا متطوعًا لا يزالون ينتجون ويقدمون هذا العمل والسعادة تبلغ مداها حين نشارك في سلامة الناس.

وتختتم المعلم بالقول ”هذه المبادرة من أجل كسب الثواب ورضا رب العالمين بالدرجة الأولى؛ لمساعدة الناس وحمايتهم من وباء كورونا، ولا ننسى شكر كل من دعمنا، فهناك العديد من الناس قدموا لنا الدعم من جميع النواحي لهذا فإننا نشكر كل من ساهم في إنجاح هذه المبادرة المجتمعية التطوعية الخيرية”.