+A
A-

إلغاء سَجن شاب ضرب شرطيًّا

قضت محكمة الاستئناف العليا الجنائية الأولى في قضية متهم ثلاثيني اعتدى على شرطي بلكمه على وجهه “بوكس”، حيث تمكن المجني عليه من القبض على المتهم بجوار منزله عقب هروبه من مستشفى السلمانية بعد نقله من مركز التوقيف لتلقي العلاج اللازم، حيث كان موقوفا على ذمة قضية أخرى؛ وذلك بإلغاء الحكم المعارض فيه وبانتفاء مسؤولية المتهم الجنائية وأمرت بإيداعه في مصحة نفسية علاجية، بعدما كان محكوما عليه بالسجن لمدة 3 سنوات من قبل محكمة أول درجة.

وقالت المحكمة في أسباب حكمها سالف البيان، إنه لما كان الثابت من تقرير من تقرير وزارة الصحة -الطب النفسي- وتطمئن إليه المحكمة وتأخذ بما انتهى إليه، من أن المعارض يعاني من نوبة ذهانية حادة تؤثر على إدراكه وحكمه على الأمور وغير مسؤول عن تصرفاته بتاريخ الواقعة، فضلا عن أن البيِّن من الأوراق أن المُعارض ارتكب الواقعة بتاريخ 18/12/2018 وأن الثابت بفحص الملف الطبي له أنه دخل مستشفى الطب النفسي للمرة الثانية بتاريخ 20/12/2018 إلى 14/2/2019، مصابا بنوبة ذهانية ثانية، تميزت بهلاوس سمعية وضلالات اضطهادية مصحوبة بنوبات هيجان وسلوك عدواني، الأمر الذي يدل على إصابته بتلك الآفة وقت وقوع الجريمة، وهو الذي تقضي معه المحكمة والحال كذلك بإلغاء الحكم المستأنف والقضاء مجددا بامتناع المسؤولية الجنائية للمعارض.

وكانت دانته المحكمة بداية كون أنه بتاريخ 18 ديسمبر 2018، اعتدى على سلامة جسم عضو من قوات الأمن العام وهو العريف المجني عليه فأحدث به الإصابات الموصوفة بالتقرير الطبي المرفق ولم يفض الاعتداء إلى مرضه أو عجزه عن قيامه بأعماله الشخصية لمدة تزيد على 20 يوما وذلك أثناء وبسبب تأديته لأعمال وظيفته.

وذكر عريف الشرطة المجني عليه في بلاغه أنه وحال أدائه لواجب عمله بدورية شرطة وبرفقته شرطي آخر، توجها إلى منزل المتهم للقبض عليه كونه موقوفا وهاربا من المستشفى، ولدى مشاهدة المتهم له قاومه ولكمه بيده “بوكس” في جبهته فسقط أرضا وتمزقت “فانيلته” محدثا به الإصابات الموصوفة بالتقرير الطبي، إلا أنه تمكن بمساعدة زميله من السيطرة عليه ونقلاه لمركز الشرطة، موضحا أن المتهم وأثناء عملية النقل نام في الدورية.

وبالتحقيق مع المتهم أنكر ما نسب إليه، وقرر أنه في غضون شهر ديسمبر 2018، بعد أن هرب من مستشفى السلمانية كونه موقوفا على ذمة قضية أخرى، وفي ذات اليوم بعد نزوله من سيارة “تاكسي” بالقرب من منزله بمنطقة مدينة حمد، حضر له شخص بلباس مدني وطلب منه التوقف وإلا سيطلق عليه النار، لكنه لم يكن يشاهد ذلك الشخص يحمل أي سلاح، فقام بسؤاله من أنت، إلا أن المذكور طلب منه التوقف مرة أخرى وحضر بالقرب منه.

وأضاف أنه في تلك اللحظة دفع ذلك الشخص بيده من صدره مرة واحدة فقط، وأبلغه أنه سيدخل إلى منزله، إلا أنه أمسك به وأبلغه حينها أنه شرطي يعمل بالتحقيقات الجنائية، فاستجاب له لأنه لم يكن يعلم عندما اشتبك معه بأنه شرطي على واجب عمله.

وبعد التحقيق معه بشأن القضية الموقوف كان على إثرها، تم إخلاء سبيله منها، وتم توقيفه على ذمة هذه القضية، وذكر للمحققين أنه يعاني من مرض نفسي، وفي وقت الواقعة كان في حالة عصبية، وأنه لم يتسبب للشرطي بتلك الإصابات؛ لأنه دفعه مرة واحدة فقط من صدره، وبعد التحقيق معه تم إخلاء سبيله أيضا من هذه القضية بضمان محل إقامته ما لم يكن موقوفا أو محبوسا على ذمة قضية أخرى.

الجدير بالذكر أن المتهم يحمل في كشف الاستعلام الجنائي الخاص به عدد 25 بلاغا ضده، غالبيتهم اعتداءات على سلامة جسم تقدمت بهم طليقته العربية الجنسية، ومن شابة أخرى تقدم لخطبتها في وقت سابق.