+A
A-

فاطمة نموذج لإبداع الشباب البحريني في تصميم الأزياء

عشقت المصممة البحرينية فاطمة فتحي مجال تصميم الملابس والأزياء من سن صغيرة، فكانت دائما تتابع عروض الأزياء عبر المجلات والصحف والتلفزيون، وكان إحساسها موجود للانخراط في هذا المجال الابداعي الذي لا يختلف أبدا عن الرسم والنحت والفن، فوقفت معها أسرتها وساندتها وحولت موهبتها إلى عمل وإتقان. وفضلت تصميم أزياء الأطفال في المقام الأول، لأنها كانت دائما تجد أن مشاريع الأزياء موجهة للكبار في أغلب المنصات، وهي فنانة بحرينية مبدعة جلست معي، فكان هذا اللقاء الشيق معها:

حدثينا عن بدايتك أولًا؟

منذ الصغر وأنا متعلقة بالرسم والتصميم، خصوصا تصميم الملابس التي كبرت معي بعد ولادتي لابنتي الأولى ومعها تعلقت أكثر بهذا المجال، خصوصا التخصص في التصميم للأطفال، فكانت هي “المانيكان” الأول لي.

وفي أول رمضان لها، صممت ما يقارب 30 فستانا رمضانيا شعبيا، وكل فستان يختلف عن الآخر. وفي عيد الفطر أصبح عندي ذلك (الهوس)، فكنت في كل مناسبة أصمم وأضع لمساتي على فساتينها المصممة والمطرزة، بدل الاعتماد على المحلات وأسعارها المختلفة.

من وقف ورائك في هذه الموهبة؟

لا استطيع أبدا أن انكر دور عائلتي في الدعم المادي والمعنوي لي، فهم سندي في هذه الرحلة التي بدأت فيها بأدوات بسيطة، لكن بفضل الله وبوجودهم معي أصبحت الأمور عندي أسهل، وما زالوا كذلك.

وأود أن أشكر أختي التي لها دور كبير في تحفيزي لمواصلة هوايتي وموهبتي في تصميم الملابس، فقد كانت دائمًا تشجعني كأخت كبرى، وعندما ترى الفساتين التي كنت اصممها لابنتي مميزة و”غريبة”، كانت ترى بأني يجب أن أحول هذه الموهبة إلى تجارة، وكانت تقول “لا تضيعي هذه الفرصة والموهبة، لديك العزيمة واصلي، هي فرصة كدخل مادي إضافي وممارسة لهواية أحببتها منذ الصغر”.

وهكذا بدأت مشروعي الصغير في تصميم الملابس والتخصص للأطفال في العام 2018، وكان قبل شهر رمضان بأيام معدودة، فاخترت أن أصمم ملابس بزخارف رمضانية شعبية بحرينية، ونالت استحسان الجميع، وهكذا انتقلت من الموهبة إلى التجارة الخاصة.

هل التصميم للأطفال أمر سهل؟

شخصيا أجد أن تصاميم الكبار أصبح أمرا متكررا عند المصممين في البحرين والمنطقة، وليس هناك من يختص بتصاميم الأطفال، وبمشاورتي لعدد من المصممات، رحبوا بالفكرة وشجعوني على الاستمرار، خصوصا وأن الفكرة شبه معدومة لدينا في مجتمعاتنا الخليجية، وأغلبها تباع جاهزة، ومن هنا بدأت بفكرة التفرد بأفكار حصرية وأن أكون الأولى فيها.

ما الذي يميز تصميمك عن غيرك؟

عندما أصمم أحاول أن أجعل الفستان متكاملا يتضمن جميع الأكسسوارات، مثل الشعر والحلي والشنط، ربما هناك من يصمم فقط (الديزاين) الخاص بالشكل العام للفستان المناسب للأطفال، لكنني أصمم أطقما كاملة للطفلة، وهذا ما تبحث عنه الأمهات في البحرين؛ توفيرا للوقت والابتعاد عن الذهاب لمحلات عدة للانتهاء من البدلة الكاملة للطفل.

والسر في تصاميمي للأطفال هو أني دائما أعمل وكأني أصمم لأطفالي، فأقدم فستانا بكل حب، وهو ما تبحث عنه الأمهات، ومناسب لمختلف الأعمار، وهي عموما تصاميم حصرية في “الديزاين” والإبداع، ولا احب أبدا أن اكرر في فساتيني من خلال التطريز والشكل العام النهائي والألوان، فلكل فستان ميزة ولمسة خاصة مني.

ما أبرز المواسم التي ينتعش فيها المشروع؟

المواسم الشعبية في البحرين والدول المجاورة، مثل موسم القرقاعون والعيد وشهر رمضان، ولكنني أدمجهم في نفس الوقت عبر التصاميم، مثل موسم عيد الفطر والحج، والعيد الوطني البحريني وغيرها من المناسبات، مثل الأعراس أو حتى التجمعات العائلية والحفلات.

حدثينا عن خريطة تقديم الفستان؟

الأمر عندي كالخيال، فمثل أي مصمم في أي مجال، أتخيل ما سأقدمه للزبون من شكل عام في رأسي أولا، وبعدها أذهب إلى السوق لشراء الأقمشة والاكسسوارات، وهذا طبعا يتطلب الذهاب لمحلات عدة وفي مناطق مختلفة، حتى أصل لما هو في ذهني من تصميم، خصوصا في حال الحصول على ألوان متقاربة لدمج الألوان، وفي أغلب الأوقات لا أحصل على الأقمشة التي أريدها. وإلى جانب ذلك، فأنا أقدم وأصمم العديد من المنتجات غير الفساتين، مثل الاكسسوارت، الحقائب المدرسية، الملفات الجامعية، أطقم الصلاة وغيرها من التصاميم للكبار.

ما سر نجاحك واستمرارك؟

رسائل الزبائن التي تصلني بالمدح والشكر والتشجيع بعد استلام الطلب، تعطيني دافعا بالاستمرار ودافع للعطاء أكثر في عمل تصاميم جديدة للابداع فيما أقدم.

ما الصعوبات التي تواجهينها؟

تنظيم الوقت بين التصميم والبيت، فكوني ربة منزل ولدي أطفال صغار من الصعب تنظيم الوقت بين المشروع وبين الحياة الخاصة، ما يجعلني أتحدى نفسي بعدم التقصير لمهماتي.

هل من الصعب الحصول على عارضات أزياء أطفال؟

بالنسبة لي لا ليس صعبا أبدا، لأن هناك بعض العائلات وبعض زبائني يطلبون مني تصوير أطفالهم بتصاميمي وعرضها بكل حب.

هل تواجهين صعوبات في التعامل مع الزبائن؟

من الممكن أن يكون الأمر صعبا عند البعض، لكنني مع الوقت تدربت على الصبر معهم، وتقديم ما يرضيهم، وأشعر أن لدي القدرة لكسبهم واعتمادهم علي مرات عدة.

ما خططك المستقبلية؟

أطمح بالتطوير وبفتح محل خاص بي، وبناء علامة خاصة في هذا المجال الذي أحبه.

في رأيك، هل البحرين بحاجة لإنشاء معاهد خاصة لتعليم الأزياء والتصميم؟

بالتأكيد، خصوصا وان المملكة رائدة في مجال التصميم، ووجود هذا المعهد يصقل العديد من المواهب البحرينية خصوصا من النساء.

هل فايروس كورونا المنتشر أثر على مشروعك؟

نعم، أثر علينا جميعا في العالم، لكنني أستطيع القول قد أثر سلبًا وإيجابًا.

فسلبيا بعدم الطلب مباشرة؛ بسبب خوف الناس أو حرصًا على سلامتهم، أما إيجابا فبعد إغلاق المحلات أصبح بعض الناس يبحثون عن الفساتين لأطفالهم ولهم، وهنا أنتعش دوري كمصممة اقدم أعمالي في الانترنت على طريقة المتاجر الإلكترونية، فلاحظت زيادة عدد الطلبات.

 

حوار طالبة الإعلام:

زهراء حسين إبراهيم