+A
A-

فعاليات لــ “البلاد”: تجاوز المحنة يستلزم دعمًا من التجار

طالبت فعاليات، كبار التجار بالمبادرة والإسراع بتسجيل الموقف الوطني تجاه الشعب والحكومة لمواجهة جائحة فيروس “كورونا” عبر تأسيس صندوق تضامني، وتوفير الدعم المالي للمواطنين من ذوي الدخل البسيط والمحدود، موضحين أن صمتهم الراهن غير مقبول، ويخالف وقفة الدولة الدائمة معهم، ويناقض - بالسياق - مواقف نظرائهم بدول الخليج والمنطقة والعالم.

موقف غائب

وقال النائب الأول لرئيس مجلس النواب عبدالنبي سلمان  “جارنا هم عيال البلد ونحن نكن لهم كل الاحترام والتقدير، ولكن وفي هذه الأزمة تحديداً، كنا ننتظر منهم الموقف الحازم والداعم، سواء من قبل تجار الغرفة، أو من التجار من خارج الغرفة، وبموقف سبَّاق يعكس الشراكة مع الوطن، في ظل وجود تضامن شعبي ورسمي على جميع المستويات”.

وأضاف سلمان بتصريحه لـ” البلاد” أن “الدور المفتقد بهذه الأزمة هو دور التجار، خصوصا أن الدولة تعاني من ظروف اقتصادية صعبة سبقت الأزمة، ويتوقع بأنها تضاعفت الآن، لذا فإن على التجار المقتدرين المبادرة بتأسيس صندوق تضامن وطني، وهو موقف لن ينساه لهم شعب البحرين”.

وقال “الدولة قدمت لهم حزمة اقتصادية كبيرة، وهو أمر يحملهم المسؤولية بتفعيل الموقف الرديف، وعليهم بذلك الاقتداء بتجار دول الجوار والذين بادروا من نفسهم إلى خدمة البلد، دون طلب أو توجيه من أحد، عليهم ببساطة أن يضحوا بجزء من أرباحهم لأجل البحرين”.

تساؤلات كثيرة

بدوره، قال النائب محمد بو حمود إن صمت التجار مع استمرار أزمة فيروس “كورونا” تثير لدى الجميع علامات استفهام كبيرة، خصوصاً أن حكومة مملكة البحرين كانت على الدوام كريمة معهم، فاتحة كل الأبواب والتسهيلات، ومغدقة عليهم بالمناقصات العملاقة، والتي يحصدون منها ملايين الدنانير.

محدودو الدخل

وفي ذات الصعيد، قال عضو مجلس الشورى بسام البنمحمد “نتمنى أن نلمس مبادرات فاعلة من قبل كبار التجار والشركات التجارية العملاقة، وأن تكون هنالك حملات مساعدة من قبل المقتدرين منهم لتخفيف الضرر على محدودي الدخل وعلى الدولة نفسها، قبالة المسؤوليات الجسام التي تتحملها بمعزل عنهم”.

وتابع أن “كثيرا من كبار التجار منشغلون اليوم لكي يحسبوا حجم الضرر التجاري عليهم، وآلية تعويضه، دون أن يلتفتوا لمن هم أقل منهم شأنا وهذا أمر خاطئ وغير مقبول”.

وأردف “نؤكد عليهم ذلك، في ظل وجود المبادرات الكبيرة من الحكومة لهم، والتي تدعمهم دائماً في الضرر والشدة، والمطلوب منهم أن ينفذوا المبادرات التي تترك الأثر والتغيير في الناس، والتي تحفز البقية على عمل خير، أسوة بنظرائهم بدول الخليج”.

تسجيل الموقف

من جانبه، قال السفير السابق حسين الصباغ إن التجار في البحرين كانوا معروفين منذ الخمسينات بالمبادرة وتسجيل المواقف، وكانوا يتبرعون ويساعدون الناس، بخلاف الوقت الراهن إذ يصنف بالتردد الغريب وغير المفهوم.

وأوضح الصباغ “يجب على التجار أن يسجلوا موقفا وأن يساهموا برفع هذا البلاء عن البحرين، خصوصاً أن لهم تاريخا كبيرا في تنفيذ مواقف عدة، بالأخص العوائل التجارية والذين كان آباؤهم يقفون المواقف الكبيرة مع المواطن، ناهيك عن ان هذه الضائقة المالية لن تستمر، ولقد مرت البحرين بمواقف كثيرة وعديدة، ولكن وبتكاتف الجميع، استطاعت أن تتخطى كل ذلك”.