+A
A-

“بيت البنك”.. قيم فنية عالمية

يمكننا القول إن معرض” بيت البنك” الذي أقامته الفنانة لبنى الأمين وشارك به 25 فنانا، أحدث انقلابا في مفهوم التشكيل مع التعبير عن قيم فنية عالمية ومضمون إنساني عام، عبر الدلالة الرمزية للخامات المتعددة التي استخدمت في المعرض من ناحية، والتعبير عن هموم الإنسان المعاصر ورغبته واغترابه من الناحية الأخرى.

كل الأعمال التي عرضت تبدو كما لو أنها تحكي قصة، فكل عمل يقود بالضرورة إلى الآخر، وقد يكون أحيانا متتابعات أو متتاليات على نفس الفكرة، والتوازن المحقق بين كافة الأعمال أكثر من رائع، وتنوع الحركات والأشكال يجعل المتلقي يعتقد أن الكتل لها طابع هندسي مشخص ستتحرك من مكانها وتنطلق، بل وتتكلم، وان كل زاوية من زوايا القطع الكثيرة التي احتواها المعرض تعطي العين شكلا جديدا، جميلا ومعبرا.

وبعض الأعمال لونها هادئ، رصين، والفراغات واعية، وتعد الفراغات المحيطة بالعمل من كافة الجوانب عاملا من العوامل المهمة في رؤية العمل وتفهمه.

إنها مرتبطة به ارتباطا مباشرا. وبقوة خيال بعض المشاركين في المعرض وجدوا أن بعض الأعمال تحتاج إلى الهواء الطلق، وإلى المكان المفتوح، وإلى حديقة؛ كي تتنفس وتعيش وتقع أنظار الجمهور على أعمال فنية جميلة وقيمة، فتخلق بذلك الذوق الفني والتربية الجمالية.

والأعمال ذات الأحجام الكبيرة في المعرض، اقرب إلى التجريدية الهندسية لكنها واعية، فقد عبر الفنان في تلك الأعمال “خاصة النخلة” عن شيء غير محسوس، عن عالم غير مرئي.

‎والفنانون المشاركون في المعرض إلى جانب لبنى الأمين، هم: أصغر إسماعيل، نبيلة الخير، وهاب تقي، فائقة الحسن، نادر العباسي، جعفر العريبي، زهير السعيد، علي حسين ميرزا، أحمد أمام، حازم طه، عباس يوسف، فيصل سمرة، محسن غريب، محسن المبارك، جيهان صالح، عادل العباسي، مريم النعيمي، على فلا مرزي، على أوغلو، وفاء الغتم، أسماء مراد، حنان آل خليفة، محمد المبارك، نور الصيرفي، محمد البوعينين ومتابعة إنتاج موسى الحايكي.

ومشروع “بيت البنك” يستمر لغاية ١٤ مارس وهو المشروع الرابع من سلسلة المشاريع التي أطلقتها لبنى الأمين في السنوات الماضية، ابتداء من مشروع “نزل 88” العام 2013، ومشروع “العمارة 1466” العام 2014، ثم مشروع “ البيت” العام 2018

وكانت محاور الورشة والمعرض تعنى بتأثير البنك على مجتمعنا ومساهمته في تشكيل الوعي، هل تغيرت أشكال العلاقات الإنسانية بعد دخول المؤسسات المالية؟ وما البديل لفكرة البنك في المستقبل؟ وهل المقتنيات الفكرية والإنسانية اقل أهمية من المقتنيات المادية؟