+A
A-

تركيا تطلق عملية “درع الربيع” ضد النظام السوري

أعلنت أنقرة أمس الأحد إطلاق عملية عسكرية “درع الربيع” ضد النظام السوري في إدلب شمال غرب سوريا، التي تشهد سماؤها حرب طائرات مسيرة على ما يبدو بين قوات النظام السوري والجيش التركي والفصائل المسلحة الموالية له، كما تشهد المحافظة حرب “شائعات” أو أعصاب بين الطرفين المتصارعين، وسط مأساة النازحين وخوف الساكنين في إدلب.

فقد أعلن مصدر عسكري سوري أمس، أن الطيران الحربي التركي اعترض طائرتين سوريتين كانتا تنفذان مهمة ضد التنظيمات الإرهابية المسلحة في منطقة إدلب، وإسقاطهما فوق الأراضي السورية، وقفز الطيارون بالمظلات بسلام.

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” قد أفادت في وقت سابق بأن قوات الجيش التركي استهدفت الطائرتين في المنطقة المذكورة.

وأعلن الجيش السوري عن إغلاق المجال الجوي في شمال غرب البلاد خصوصا إدلب أمام الطائرات والطائرات المسيرة.

وأضاف “سيتم التعامل مع أي طيران يخترق مجالنا الجوي على أنه طيران معاد يجب إسقاطه ومنعه من تحقيق أهدافه العدوانية”.

وتابع “إن الأعمال العدوانية التركية المتكررة لن تنجح في إنقاذ الإرهابيين من ضربات الجيش العربي السوري، وهي تثبت تنصل النظام التركي من جميع الاتفاقات السابقة بما في ذلك مذكرة سوتشي”.

من جانبها، ذكرت قناة “الإخبارية” السورية أن المضادات الأرضية تصدت لطائرات مسيرة تركية في محيط مطار حماة العسكري.

وفي وقت سابق من أمس، تجمع مسلحون مدعومون من تركيا قرب حطام طائرة مسيرة، ظنا منهم أنه لمقاتلة سورية من طراز “سو 23”، غير أن وكالة الأنباء السورية أكدت أن الطائرة تركيّة مسيّرة، ودخلت الأجواء السورية وتم إسقاطها، وهو ما أكدته وزارة الدفاع التركية لاحقا.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” بأن دفاعات الجيش السوري أسقطت الأحد 3 طائرات تركية مسيرة فوق محافظة إدلب.

في حين أفادت وكالة “الأناضول” بأن مطار النيرب العسكري السوري في حلب قد خرج عن الخدمة إثر استهدافه من قبل قوات الجيش التركي.

وتأتي هذه التطورات بعد أن كان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أكد في وقت سابق أن أنقرة سترد “ضمن حق الدفاع المشروع” على جميع الهجمات ضد نقاط المراقبة والوحدات التركية في إدلب.

وأجمل الوزير نجاحات جيشه بقوله إنه “تم قتل وإصابة ألفين و212 عنصرا تابعا للنظام السوري، وتدمير طائرة مسيرة، و8 مروحيات، و103 دبابات، و72 مدفعا وراجمة صواريخ، و3 أنظمة دفاع جوي لغاية اليوم (الأحد)”.

وأطلق وزير الدفاع التركي اسم “درع الربيع” على عملية جيشه في إدلب السورية، وقال إن العملية “التي بدأت عقب الاعتداء الغادر على قواتنا في إدلب 27 فبراير مستمرة بنجاح”.

وأضاف أنه لا نية لدى أنقرة للتصادم مع روسيا، “هدفنا هو إنهاء مجازر النظام ووضع حد للتطرف والهجرة”، مشيرا إلى أن تركيا تنتظر من روسيا استخدام نفوذها لوقف هجمات الجيش السوري وإجباره على الانسحاب إلى حدود اتفاقية سوتشي.

إلى ذلك، استهدفت القوات التركية، أمس مقر القيادة الروسية في ريف منبج بشمال سوريا، وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

كما قصفت القوات مناطق في العريمة والخالدية والكاوكلي واليالني وجب الحمرا الخاضعة لسيطرة مجلس منبج العسكري وقوات النظام بريف منبج الغربي، ومبنى قيادة القوات الروسية ومقر لقوى الأمن الداخلي.

ونفذت القوات التركية المتمركزة في قاعدة الشيخ ناصر قصفًا صاروخيًا عنيفًا على مناطق متفرقة من بلدة العريمة الواقعة غرب مدينة منبج شمال شرق حلب، الأمر الذي أدى لسقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، إضافة لمقتل 4 عناصر في قوات النظام والمسلحين الموالين لها بالإضافة لإصابة 5 منهم على الأقل بجراح متفاوتة، وسط نزوح لعشرات المدنيين من منازلهم على خلفية التصعيد التركي، إذ لا يزال القصف متواصل بكثافة.