+A
A-

حسين المحروس “الجوكر”... ريادة الأعمال برًا لأول مرة

والداي ساعداني في التجهيز لافتتاح المقهى

أطمح في التوسع وافتتاح ورشة نجارة أشرف عليها

تشجيع الأصدقاء كان له الأثر الكبير في بدء المشروع

المشروع سيستخدم عربات الطعام تجنبا للإيجار وتعرفة الكهرباء

هدفنا كسب الزبون بأسعار معقولة وربح هامشي

أملك لمسات إبداعية في التصاميم وبدأت بوسائل التواصل الاجتماعي

 

حسين المحروس، أحد الشباب البحرينيين المبدعين، خريج قسم إدارة الأعمال في جامعة “أما”، والذي دشن مشروعه التجاري “مقهى الجوكر للمشروبات وأطباق الحلويات” بمفرده، واعتمد فيه على ملكاته ومهارته الخاصة من خلال دراسته وخبرته في الحياة وتشجيع أصدقائه له؛ ليكون للمشروع في نهاية المطاف سمعة طيبة بين المواطنين خلال فترة وجيزة. “البلاد” التقت المحروس وأجرت معه الحوار التالي:

 

حدثنا عن نفسك قليلا وما تخصصك الدراسي؟

حسين المحروس من منطقة الديه، درست إدارة الأعمال في جامعة “أما” لمدة 6 سنوات وتخرجت بشهادة البكالوريوس.

هل المشروع أول عمل لك؟

لا في البداية كنت أعمل في إحدى شركات الاتصالات العاملة في البحرين، لمدة سنتين ونصف السنة، ثم توظفت في إحدى شركات الهواتف النقالة لمدة سنة ونصف السنة أيضا، ومن ثم تفرغت للدراسة واستكمال دراسة الجامعة لمدة سنة ونصف تقريبا، إذ تخرجت في العام 2017، بعدها لم أحصل على أي وظيفة، لذلك بدأت مشروعي الخاص وفي البداية كنت قد بدأت في مشروع للتصاميم وديكور المحلات.

كم أخذت دراسة الجدوى لفكرة المشروع؟

نحو شهر تقريبا منذ بدء الفكرة ودراسة المشروع ووضع الميزانية اللازمة، إذ بدأت بنفسي العمل على تصميم الشعارات وديكور منطقة الجلوس وتجهيز الكابينة اللازمة حتى تم التنفيذ والبدء.

متى تم افتتاح المشروع؟ ومتى ستنتقلون من المنطقة؟

بدأنا منذ منتصف شهر ديسمبر 2019، وسنبقى حتى نهاية موسم التخييم في شهر فبراير أو مارس، ولكننا باقون حاليا ونطرح أطباق اجديدة كل أسبوعين تقريبا. بعد انتهاء موسم التخييم سننتقل في عربات الطعم، ومن الممكن أن نختار منطقة سار في الشارع الذي أصبح مركزًا لمشاريع عربات الطعام، وسيكون لدينا فرصة العثور على الزبائن.

لماذا سيتم الانتقال إلى عربات الطعم وليس افتتاح فرع ثابت؟

تجنبًا لتكاليف الإيجار وتعرفة الكهرباء التي ارتفعت بنسبة كبيرة على التجار، فنحن من رواد الأعمال وستشكل تلك المصاريف ضغطا كبيرًا على أرباحنا، لذلك سنحول المشروع إلى عربات الطعام وبعدها سندرس افتتاح فرع في أحد المحلات التجارية.

متى سيتم افتتاح أول عربة الطعام؟

للعربة شروطها الخاصة، وسنبدأ بتنفيذ الشروط بعد انتهاء موسم التخييم، إذ يجب أن ننقل الكابينة ليتم تعديلها، ومن شروطها أن تكون مغلفة بالألمنيوم من الداخل ووجود وسائل السلامة للحريق ويجب أن تكون فيها أرضية مناسبة، وأن تقف العربة على عجلات، وبذلك يجب أن نرفع رأس المال لتجديد العربة وندشنها من جديد بشكل أفضل، وسنبدأ بإجراءات الحصول على السجل التجاري للمشروع، ومن المتوقع أن تكون المدة من شهر إلى شهرين بالكثير قبل العودة مجددًا.

لماذا تم اختيار منطقة الصخير؟

هناك أناس يحبون هذه المنطقة موسميا، حيث يقطعون مسافات كبيرة خصوصا في الإجازة الأسبوعية، وتقوم العوائل باستئجار المخيمات مع الأطفال والأحفاد والإخوان، لذلك كان أفضل موقع للمشروع هو البر، ونحن الآن نعتبر من أفضل المحلات من حيث الديكور والمعاملة وكراسي الجلوس الجانبية وحتى الأسعار، إذ إن هدفنا كسب الزبون بأسعارنا المعقولة وأن نربح الشيء البسيط وبالفعل اكتسبنا زبائن.

كم يبلغ عدد الزبائن بشكل يومي؟

في الأيام العادية من 10 إلى 30 زبونا، وفي أيام الإجازة الأسبوعية لا يوجد لدي رقم محدد، إذ يزداد العدد بشكل كبير ولا نستطيع تغطية الطلبات رغم حصولنا على المساعدات من الأصدقاء.

هل هناك أشخاص من العائلة سبق لهم أن دخلوا عالم التجارة؟

لا، أنا أول واحد في العائلة أدخل عالم التجارة، وفي السابق كنت أتاجر ببيع وشراء السيارات، كما أنني كنت مع أحد الأصدقاء منظما لحفلات الزواج لمدة 9 سنوات، من ثم أحسست أنني أملك لمسات الإبداع في التصاميم وبدأت بحساب تواصل اجتماعي لطلبات التصاميم منذ نحو 3 سنوات للديكور والخشب وجميع الأعمال تكون بيدي، وتعلمت التجارة وطورت من العمل الذي كنت أعمل فيه وأشعر أن ذلك كان سهلا والآن أنا بمشروع آخر.

هل كنت متخوفا من بدء المشروع في هذا الوقت مع الظروف الاقتصادية غير المواتية؟

إن النجاح في العمل لا يعتمد على الاقتصاد وظروفه، ولكنه يأتي بعد دراسة جدوى ممتازة ووضع الأسس المناسبة والتوافق معها بغض النظر عن الظروف التي تحدث في البلدان والاقتصاد، فنحن نحاول التأقلم معها.

الضرائب أيضا صعبة بالنسبة لنا وبالنسبة للزبون أيضا، فعند شراء المعدات والأدوات الاستهلاكية المستخدمة في أطباق المحل تؤثر علينا بشكل كبير ما يجعلها تؤثر أيضا على المستهلك، وبعد التطور والبدء في عربات الطعام سنلجأ لصندوق العمل (تمكين) لطلب أجهزة أفضل وأحدث ومتطورة لتضيف جودة ودقة وصورة أفضل على ما نقدمه وخصوصا في أجهزة إعداد القهوة.

بعد الاجتماع مع الأصدقاء قالوا “سنفتح المشروع وإذا فشلنا ستكون تجربة”، فقلتُ لهم: لا يوجد شيء يسمى لن ننجح، فإذا خططنا بطريقة صحيحة وقمنا بعمل كل شيء بالطريقة الصحيحة والديكور الجاذب للزبائن وتقديم أطباق بجودة ممتازة وأسعار معقولة إضافة إلى تعاملنا الجيد مع الزبائن، جميعها عوامل ستجعلهم يعود مجددًا إلى المحل، وبذلك سننجح بالتأكيد بنسبة 100 %... والحمدلله نشعر بأننا ناجحون جدًا، كما أننا تقدمنا وطورنا من أنفسنا في هذه الفترة البسيطة، حتى أننا استطعنا تطوير الأجهزة الموجودة لدينا، بعد أن كانت لدينا أجهزة بسيطة، فقمنا بتغييرها الآن، الأجهزة أكثر جودة واحترافية بالعمل خصوصا أجهزة القهوة.

الإصرار صفة تجعلك ناجحًا، فأنت إذا كنت مُصرا على نقطة ووضعت هدفا للوصول إلى منطقة معينة ستصل لها بعد تعب.

كيف رأيت تقبل الناس للمشروع؟

نحن في منطقة الصخير وتصلنا طلبات لتوصيل الأطباق إلى المخيمات. نستطيع التوصيل ولكننا نريد أن يزور الزبائن الموقع ويستمتعوا بالجلوس مع الديكور والألوان الموجودة في الكابينة، ونفتح بشكل يومي من العصر حتى 4 فجرًا تقريبا بعكس بقية المحلات التي يبلغ عددها نحو 40 محلا، والذي يفتح منها بشكل يومي لا يتجاوز 10، وأصبح الآن لدينا زبائن دائمون وينتظروننا حتى قبل افتتاحنا للمحل.

 

ما الشيء الذي يميز “الجوكر” عن بقية المحلات؟

بالفعل نحن نقدم أطباقا موجودة بمعظم محلات الحلويات ولكننا نقدمها بطريقة أفضل وطعم مختلف وصورة أجمل وبنكهات جديدة بحيث يستطيع الزبون التمييز بين النكهات وترجيح الأفضل، حتى أن خلطات “البانكيك” أنا ابتكرتها بشكل حصري لنا حتى لا يكون طبقا مكررا، وتعبنا في تجهيز الخلطة حتى وصلنا لخلطة الكل يتحدث عنها، وحتى المحلات المنافسة سألتنا عن مكونات الخلطة.

كم كان رأس المال لمشروع “الجوكر”؟

كان كل المبلغ من مدخولنا الخاص أنا وشركائي، واستثمرنا قرابة 3500 إلى 4 آلاف دينار لتجهيز المكان من ديكور ومعدات ومواد استهلاكية. كان الجميع يقول إن المبلغ كبير في البداية بالنسبة لكوننا في منطقة البر.. من الممكن أن نكون قد وضعنا مبلغا كبيرا ومخاطرة ولكن هدفنا ليس البر، إذ قمنا باستغلال فرصة التخييم في المنطقة، ولو قمنا بافتتاح مشروع خارج هذا المكان لن يكون هناك زبائن بنفس العدد، فهنا الزبائن ذاهبون أساسا للمنطقة وهذه كانت فرصة لجذبهم والمحافظة عليهم وضمهم؛ ليكونوا جزءًا من عائلتنا.

هل تلقيتم المساعدة من الأهل والعائلة؟

أهلي وأهل أصدقائي دائما بجانبنا وبشكل يومي، كما أن والدي بذل جهده في تجهيز كراسي المحل التي قمنا بعملها في البيت بأيدينا، وتعلمتُ أمور النجارة والعمل من الوالدي وقمتُ بتطوير نفسي، كما أن والدتي ساعدتني في إعداد الخلطات.

ألا تخشى المنافسة مع وجود محلات تقدم نفس الأطباق سابقًا؟

بالعكس تمامًا، فأنا أشعر أنني تطورت على الكثير من المحلات التي بدأت قبلي وهذا ما استنتجته من المبيعات أو الزبائن الذين يتحدثون عن جودة أطباقنا رغم أننا لم نقم بالإعلان حتى الآن ولم نجهز قائمة للطعام.

وماذا عن الأسعار؟

زرت محلات في المملكة تقدم مثل الأطباق وتأكدت أن أسعارنا مناسبة، إضافة إلى أن المحلات تقدم المشروبات بطريقة ليست صحيحة في الإعداد، فهناك مشروبات لها أدواتها الخاصة وما يتم تقديمه في المحلات هو شبيه لها.

بعد الانتقال إلى عربة الطعام سيتم تغيير الأسعار بنسبة بسيطة جدًا جدًا ولن نسعى لزيادة الأسعار على الزبائن، ولكننا بعد الانتقال ستكون علينا التزامات أكثر في الوزارة وبعض الجهات.

كم عدد المشروبات وأطباق الحلويات؟

لدينا أكثر من 30 مشروبا متنوعا بنكهات مختلفة و10 أنواع من القهوة، وأطباق الحلويات مثل البانكيك والوافل والكوكيز وغيرها.

ما خطتك المستقبلية؟

التوسع بافتتاح ورشة وجلب عمال مع إشرافي عليهم.

 

من أين أتت فكرة المشروع الحالي (مقهى الجوكر)؟

في البداية كنت أريد أن أجهز مخيما وأؤجره على رواد البر في منطقة الصخير، ولكن اقترح عليّ صديقي أن نفتتح مقهى في منطقة الطعام الجديدة في البر، رغم أن الفكرة كانت موجودة لديّ منذ أكثر من 5 سنوات، كنت أتمنى افتتاح هذا النوع من المشروع ولكن لم يتم تنفيذها والآن بعد تشجيع الأصدقاء وإعادة الفكرة استطعت أن أبدأ في المشروع وكان حديث الأصدقاء مشجعا، حتى أنهم يثقون فيّ وسلموني إدارة المشروع ليس تقصيرا منهم، وإنما لثقتهم بما يمكن أن أبدع فيه. نحن 3 شركاء حاليا لديهم وظائفهم وأنا الشخص الوحيد العاطل.

 

كيف تسوق للمشروع؟

نقوم بتجهيز كميات من “البان كيك” بشكل يومي ويتم توزيعها على السيارات التي تعبر قرب المحل، وفي الإجازة الأسبوعية يتم تجهيز أطباق هائلة، لا نقوم بذلك كعرض ولكننا نريد أن يقوم العملاء بتجربة الطعم، بعد تجربة الطبق غالبا ما يقومون بتدوير السيارة والعودة للمقهى ويطلبون الطبق نفسه.

كثيرون قالوا لنا “أنتم بهذه الطريقة تقومون بالتسبب بخسارة المحل عند التوزيع بشكل مجاني”، لكنني أقول إن هذه الطريقة تجعلنا نكسب الزبائن حتى لو أنهم لم يعودوا بنفس الوقت واليوم ولكنهم سيعودون لاحقًا؛ لأنهم جربوا الطعم.