+A
A-

“حَمَدٌ لِشَعبِكَ وَالِدٌ وَمُعَلِّمٌ” - قصيدة -

قصيدة مهداة إلى مقام عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بمناسبة الذكرى العشرين لتولي جلالته مقاليد الحكم في البلاد والعيد الوطني الثامن والأربعين لمملكة البحرين العزيزة.

 

ذَهبَ الزَّمانُ إلى مَدَاهُ وَعَادَا

وَاستَعرضَ التَّارِيخَ وَالأَمجَادَا

طَافَ البِلادَ جَمِيعَها مُتَفَحِّصًا

مَن قَد غَدا نَسيًا وَمَن قَد سَادَا

فَاستَوقَفتهُ بِلادُ سِحرٍ آسِرٍ

فَعَلى رُباها أَكثَرَ التِّردَادَا

وَقَفَ الزَّمانُ بِأرضِنا مُتَعَجِّبًا

فَلقَد رَأى شَيئًا بِها ما اعتَادَا

فَلَقَد رَآهَا تَنتَشِي بِجَمَالِها

وَالحُورُ في أَرجَائِها تَتَهَادَى

وَلقَد رأَى الخَيرَاتِ فِيها كَثرَةً

نِعَمٌ بِها المَولَى عَلَيهَا جَادَا

شَهِدَ الزَّمانُ لنا بِأنَّ بِلادَنا

بِالخَيرِ تَزخَرُ قد بَقت آمَادا

غَبَطَ الزَّمانُ بِلادَنا بِشُمُوخِهَا

وَلِأَنَّها خَيرُ البِلادِ قِيَادَا

وَالنَّاسُ فِيها قَد تَوَحَّدَ صَفُّهُم

شَعبٌ تَكَاتَفَ لم يَكُن أفرَادَا

عَلِموا بِأنَّ مَصيرَهم في فُرقَةٍ

ضَعفٌ إذا افتَرقُوا بها آحَادَا

شَعبُ التَّسامُحِ وَالمَحَبَّةِ وَالنَّدَى

لا يَعرِفُ الأَضغَانَ وَالأحقَادَا

فاقَت بِلادِي الآخَرِينَ بِمَجدِها

تَبنِي الرِّجَالَ وَتُنتِجُ الرُّوَّادَا

بَلَدٌ تَعَهَّدَها رِجَالٌ أخلَصُوا

كُلٌّ أَعَدَّ لِدَورِهِ إعدادَا

رَامُوا الطَّرِيقَ إلى العُلا فَتَوَحَّدوا

وَتَرَاحَمُوا وَاستَذكَرُوا الأجدَادَا

بَلَغَت لَنا البَحرَينُ ذَروَةَ مَجدِها

مِن يَومِ أن حَمدٌ لَها قَد قَادَا

يَومٌ عَظِيمٌ كَانَ في تَارِيخِنا

ضَرَبَ الزَّمانُ لَنا بِهِ مِيعَادا

يَومٌ بِهِ حَمَدٌ تَقَلَّدَ حُكمَهَا

كَي نَبدَأَ الأفرَاحَ والأعيادَا

عِيدُ البلادِ غَداةُ يَومِ جُلُوسِكُم

فَالكُلُّ بِاسمِكَ فَرحَةً قد نَادَى

عُشرُونَ عَامًا مُذ حَكَمتَ وَمُنذ أَنْ

آمَالُنا بَدَأَتْ لِكَي تَزدَادا

عُشرونَ عَامًَا كُلُّ يَومٍ قَد حَوَى

حُلُمًا يَكُونُ لِعِزِّنَا مِيلادَا

عُشرونَ عَامًا يا أبا سَلمانَ في

صَرَحِ المَحَبَّةِ تَضرُبُ الأوتَادَا

عُشرُونَ عَامًَا يا أبا سَلمانَ ما

بَرِحَت يَمِينُكَ تَنشُرُ الأسعَادا

عُشرونَ عامًا كُلُّها، حَمَدٌ، أتَت

بَردًَا لِشَعبِكَ، نَعمَةً وَرَشَادَا

عُشرُونَ عَامًَا زَاخِرَاتٌ بِالنَّمَا

وَأَتَت كَمَا حَمَدٌ لَهُنَّ أَرَادَا

عَقدَانِ يا حَمَدٌ وَأنتَ تُظِلُّنا

وَمَحَبَّةً تَدنُو لَنا وَوِدَادَا

عَقدَانِ مُذ أَن قَد كَتَبنَا عَقدَنَا

لِوَلائِنَا وَالحُبُّ كَانَ مِدَادَا

حَقَّقتَ في عَقدَينِ رُؤيَتَكَ التِي

كَانَت لِشَعبِكُمُ الوفِيِّ مُرَادَا

عَقدَانِ خُلتُهُمَا سُوَيعَاتٍ مَضَت

فَكَأَنَّمَا رَكِبَ الزَّمَانُ جَوَادا

وَتَمُرُّ أَوقَاتُ السُّرورِ بِسُرعَةٍ

أوقَاتُ سَعدِ قَد مَضَت لِتُعَادَا

حَمَدٌ فَإنَّا رَاغِبُونَ بِمِثلِها

بَلْ زِدْ عَلَيها طَابَ مَن قَد زَادَا

فَلَكُم أبا سَلمَانَ كُلُّ مَحَبَّةٍ

فَلَقد مَلأتُم بالجَمِيلِ فُؤادَا

حَمَدٌ لْشَعبِكَ وَالِدٌ وَمُعَلِّمٌ

فَغَدوا بِفضلِكَ في الوَرَى أسيادَا

وَغَدَت بِلادُكَ لِلوِفادِةِ مَعلَمًا

إذ إنَّ طَبعَكَ تِكرِمُ الوُفَّادَا

وَغَدَت بِفَضلِكَ وَاحَةً لِلسِّلمِ إذ

صَارَت لِمَن نَشَدَ السَّلامَ سِنَادَا

أَحبَبتَ كُلَّ النَّاسِ دُونَ تَمايُزٍ

كَم بِالحِيادِ تَعامِلُ الأضدَادَا

لَكِنَّكُم في العَدلِ لستَ مُساوِمًا

مِن عَدلِكُم أَلَّا تَكُونَ حِيادَا

وَاليَومُ عِيدُكَ أنتَ يا مَلِكًا غَدا

لِلشَّعبِ في كُلِّ الأمورِ عِمادَا

نَفدِيكَ يا حَمَدٌ وَنَفدِي أرضَنا

وَنَسِيرُ تَحتَ لِوَائكُم آسادَا

مَلِكٌ كَرِيمٌ مُلهَمٌ في حُكمِكُم

أعطاكَ رَبُّكَ حِكمَةً وَسَدَادَا

شَهمٌ وَمُقتَدِرٌ شَدِيدٌ بَأسُهُ

في كُلِّ فِعلٍ قَد نَوَاهُ أجَادَا

فَبَنَيتَ مَملَكَةً غَدَت بِكَ جَنَّةً

أَبهَرتَ يَا حَمَدٌ بِهَا الأشهَادا

هَذِي هِيَ البَحرَينُ صُنعُكَ قَد عَلَت

وَالكُلُّ بِالصُّنعِ العَظِيمِ أشَادَا

وَأَرى كَلامِي لَم يُوَفِّكَ حَقَّكُم

كَلِمَاتِ شِعرِي عَن ذُرَاكَ بِعَادَا

حَاوَلتُ في شِعرِي أَعُدُّ فِضَالَكُم

لَمْ أَستَطِعْ لِفضَالِكُم تِعدَادَا

فَتَّشتُ في كُلِّ البِلادِ فَلم أجِد

لَكَ يَا مَلِيكًَا قَد سَمَا أَندَادَا

حَمدٌ فَنَهجُكَ قد غَدا نِبرَاسَ مَنْ

طَلَبَ التَّمَيُّزَ، نَيِّرًا وَقَّادَا

نَهجٌ يُعَلِّمُنا المَحَبَّةَ وَالوَفا

وَيُعَلِّمُ الأَولادَ وَالأَحفَادَا

 

د. عبدالله بن أحمد منصور آل رضي