+A
A-

“احكيلي” لماريان خوري يشارك في “القاهرة السينمائي”

أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن اختيار الفيلم الوثائقي المصري “احكيلي” من إخراج ماريان خوري؛ للمشاركة في المسابقة الرسمية بالدورة 41، التي تقام في الفترة من 20 و29 نوفمبر الحالي بدار الأوبرا المصرية.

فيلم “احكيلي” يرصد رحلة شخصية، إنسانية وبصرية، تمتد لـ 4 سيدات من 4 أجيال مختلفة من عائلة المخرج الراحل يوسف شاهين المصرية، التي يعود أصلها إلى بلاد الشام، وطالما كانت الحياة والسينما فيها مرتبطتين ببعضهما، حيث تحكى الأحداث من خلال جلسة دردشة بين أم وابنتها تعملان في مجال السينما، “الأم” هي مخرجة الفيلم ماريان خوري، و ”الابنة” هي ابنتها “سارة” التي تدرس السينما في كوبا، وتسعى كل منهما لاكتشاف الحياة بصعوباتها ومتعها، من خلال مشاهد أرشيفية لم يرها أحد من قبل، تغوص في عالم بين الحقيقة والخيال، سواء كان ذلك من خلال شخصيات أفراد العائلة التي ظهرت في أفلام الخال المخرج الراحل يوسف شاهين الذاتية، أو من خلال أدوار سيدات العائلة الحقيقة في مسرح الحياة.

وعن الاختيار، قال رئيس المهرجان محمد حفظي إنه لا يتذكر آخر مرة شارك فيلم وثائقي مصري في المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي، وربما تكون واقعة لم تحدث من قبل، مؤكدا أن هذا القرار يعكس إعجاب المهرجان بفيلم “احكيلي” للمخرجة ماريان خوري، كما يعكس الاهتمام أيضا بالسينما الوثائقية التي لم يكن لديها تمثيلا كافيا علي مدار السنوات الماضية.

من جانبها، تقول ماريان خوري إنها فخورة جدا باختيار فيلمها “احكيلي” للمشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي، مؤكدة أن عرضه لجمهور “القاهرة”، هو أكبر جائزة يمكن أن تحصل عليها من المهرجان.

وتوضح خوري “رغم سعادتي الكبيرة بمشاركة فيلمي بالمسابقة الرسمية لمهرجان ادفا المتخصص في السينما التسجيلية، نوفمبر الحالي، إلا أن سعادتي كبيرة جدا بالمشاركة في مسابقة مهرجان القاهرة؛ لأنني شخصيا مهتمة بشكل أساسي أن يشاهد الفيلم جمهور بلدي، كما أن مهرجان القاهرة سيصنع للفيلم الانطلاقة التي يستحقها”.

وكشفت ماريان خوري عن أنها تعمدت أن تتولى بنفسها عملية إنتاج “احكيلي”؛ لشعورها أنه فيلم خاص جدا، ويجب أن تكون مسؤولة عنه بالكامل، وليس لأحد غيرها سلطة عليه، مشيرة إلى أن ذلك منحها حرية أكبر، خصوصا أن التجربة تعتمد على أرشيف كبير للعائلة يمتد لنحو 100 سنة، من صور وفيديوهات وتسجيلات مع والدتها وجدتها وخالها المخرج الراحل يوسف شاهين، وتسجيلات أخرى للمخرج يوسف شاهين مع والدته قام بتسجيلها بنفسه، كما أن أحداثه تتنقل بين المدن التي ارتبطت بها العائلة وهي؛ الإسكندرية والقاهرة وصولاً لباريس ولندن وهافانا.

وتتابع مخرجة “احكيلي” حديثها عن الفيلم قائلة “اخترت قصة سردية ولدت من مشاهد أرشيفية تتمثل في حوار يجمعني بابنتي، عن الحياة، الموت، الهُوية، السينما، أحلامنا والحب. نواجه الأسرار والآلام، ومن خلال استكشاف هذه الأسئلة الوجودية والعاطفية، نغوص في تاريخ عائلتنا، هويتنا وجذورنا الجغرافية”.

ماريان خوري، سينمائية مصرية، تنتج وتخرج أفلاما تتعرض لموضوعات مثيرة للجدل مثل الهوية، والذاكرة، والتجديد، والتهميش، والإقصاء الاجتماعي. ورغم خلفيتها التعليمية في الاقتصاد، في القاهرة وأكسفورد، سرعان ما انجذبت نحو عالم السينما بعد تخرجها. واستمر تعاونها الوثيق مع المخرج المصري الكبير يوسف شاهين لما يقرب من 30 عامًا.

“زمن لورا” هو أول فيلم تسجيلي من إخراجها، إنتاج العام 1999، وبعده أخرجت فيلم “عاشقات السينما” العام 2002، ويكشف هذان الفيلمان التسجيليان عن إنجازات النساء المتمردات في مصر منذ نحو قرن. وينصب اهتمام ماريان الأساسي على سرد حكايات الناس، الرجال والنساء، الذين لا يستطيعون ذلك بأنفسهم. وركز فيلمها التسجيلي الثالث “ظلال”، على التصورات الفردية والمجتمعية تجاه المرضى العقليين، بما أثار تساؤلات حول مفهوم “الجنون” ذاته. وحاز “ظلال” إعجاب النقاد، وكان فيلم الافتتاح الرسمي في مهرجان فينيسيا السينمائي للعام 2010، كما فازت بجائزة “الاتحاد الدولي لنقاد السينما” في مهرجان دبي السينمائي للعام نفسه، وحصلت أيضًا، عن فيلمهما التسجيلي الرائد “ظلال”، على “جائزة قناة الراي الإيطالية” في دورة العام 2011 لمهرجان الأفلام التسجيلية الدولي من البحر المتوسط والشؤون الراهنة.