+A
A-

من وحي لقاء جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء.. عاشوراء البحرين “روح الأسرة الواحدة”

من أسمى وأشرف المواقف التي يعتز بها الإنسان، هي تلك التي تتيح له الفرصة لخدمة وطنه، متمثلًا بتوجيهات القيادة السياسية الرشيدة، وهي مداد العمل من أجل الوطن الغالي، وأبلغ المواقف تصل إلى ذروة الإجلال والتقدير، حين تستمع إلى كلمات الشكر والثناء والمحبة من القيادة الرشيدة، وتجد من القيادة كل العون والمساندة، وهذا ما تجلى من وحي لقاء عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، مع عدد من المسؤولين في الدولة ورؤساء المآتم والمواكب الحسينية يوم الأربعاء الماضي 18 سبتمبر الجاري.. هذا اللقاء الذي تضمن أصدق التعبير عما تمثله ذكرى عاشوراء البحرين من روح الأسرة الواحدة.

إن كل كلمات الشكر والعرفان للتوجيهات السامية من لدن جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء لمختلف الأجهزة الحكومية لتقديم الخدمات والتسهيلات خلال مناسبة عاشوراء في إطار ما تكفله المملكة من حرية لإحياء جميع الشعائر الدينية، وثناء جلالة الملك على الجهود الطيبة التي يبذلها رؤساء المآتم الحسينية في إحياء المواسم الدينية والإشراف على تنظيم شعائرها بالتعاون مع الجهات الحكومية المختلفة، وتعبير سمو رئيس الوزراء، عن الاعتزاز بما به أبناء البحرين من خصال المحبة والولاء للوطن، وعلينا أن نعزز من التواصل والتقارب فيما بيننا، وأن نبذل كل جهد ممكن في تنشئة أجيالنا القادمة على التمسك بتلك المعاني النبيلة والحفاظ عليها، هي دروس عميقة في قيمها الإنسانية والدينية والوطنية والاجتماعية، وهي التي تمثل دافعًا لأبناء الوطن المخلصين للاستمرار في خدمة بلادهم مهما كانت الظروف.

وكل من يعمل لخدمة الوطن يحظى بدعم كريم من قيادتنا أيدها الله، وأشير هنا بالاعتزاز والتقدير إلى تشرفي كما باقي المواطنين باهتمام ومتابعة سيدي حضرة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وتشرفت بلقائه شخصيًا قبل يومين وبدعمه وبكلماته ومشاعره النبيلة التي تؤكد أيما تأكيد على أن سموه، ينعم علينا بالمواقف المساندة كل حسب عطائه وجهده من أجل وطنه، وبالفعل، لا يمكن تقديم مفردات الوصف والعرفان والشكر لسموه على هذه المواقف التي عهدناها منه بكل حفاوة لمن يسعى ويخدم وطنه بصدق، وكلنا ندرك أن “أبا علي” بحكمته وخبرته وعطائه وجهده لخدمة وطنه وشعبه، إنما يقدم لنا أبلغ الدروس وأعظمها في التفاني من أجل الوطن الغالي.

وحين نعمل جميعًا من أجل أن تسود معاني المحبة والسلام والتآخي والوحدة الوطنية خلال موسم عاشوراء وفي سائر المناسبات الدينية والوطنية، فإننا نسير على نهج قيادتنا الرشيدة، وتقديرها لكل الجهود المخلصة، وقد تضمنت الكلمة السامية لجلالة العاهل هذا الجانب في اللقاء بالإشارة إلى أن “البحرين باحتضانها وتوقيرها وحمايتها للحريات الدينية بشعائرها المختلفة، تعبر تعبيرا صادقا عن رحابة مجتمعنا، وقدرة بلادنا على التعايش المتحضر، في ماضيها وحاضرها، والتي ستبقى كما نريد لها، بعون من الله تعالى، واحة إخاء، ومنارة سلام، لأهلها ولجميع ضيوفها”، علاوةً على الكلمات السامية من سمو رئيس الوزراء من أن البحرين “محظوظة بهذا الشعب الكريم المشهود له بالوعي والفكر المستنير، والذي كان وسيظل ـ إن شاء الله ـ بوحدته وتماسكه سياجا يصون للوطن أمنه واستقراره، ويدفع عجلة التقدم إلى الأمام”.

لقد كان لي الشرف في العمل من أجل المساهمة مع الإخوة في مختلف القطاعات لاستلهام توجيهات سمو رئيس الوزراء لنشر كل القيم الطيبة للأسرة الواحدة من التلاحم والتعاضد والتكاتف وصيانة النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية، وتعلمنا من سموه في إدارته لكل المواقف تلك النظرة التي تحول المصاعب إلى طريق ميسر بجهود المخلصين، وكما قال سموه، فإن كل إنجاز ونجاح يتحقق في مملكة البحرين هو نتاج للتعاون ووحدة الكلمة والتماسك الذي يميز أبناء البحرين ويدفعهم باستمرار إلى التفاني في خدمة الوطن وترسيخ مكانته، وأن نجاح موسم عاشوراء هو تجسيد للتعاون والتكاتف بين أبناء الوطن الواحد وما يجمعهم من قيم أصيلة تقوم على التعددية والتآخي والوحدة الوطنية.

نحمد الله ونشكره على هذه النعم العظيمة، ونعجز عن تقديم الشكر لقيادتنا الحكيمة الكريمة على كل الأصعدة، وبالفعل، فإن التعبير عن الشكر والتقدير من جانب رؤساء المآتم والمواكب وتقديرهم لدور الحكومة  ولتوجيهات سمو رئيس الوزراء بمنظومة من التسهيلات والخدمات والمناخ الطيب من الحريات وخدمة الذكرى الجليلة وتلبية احتياجات المؤسسات الدينية لتأدية الشعائر من جهة، والحرص الكبير من لدن سموه لمتابعة أمور المواطنين والتواصل معهم، هو المنهج الذي نتشرف بأن نسير عليه، وقد تعلمنا من “خليفة بن سلمان” العطاء للوطن في كل الظروف، والتشرف بالمواقف النبيلة العالية المقام التي ينعم بها علينا سموه، فالحديث عن نجاح ذكرى عاشوراء كنموذج كريم ومثالي لوطن تميز على مر العصور بالخير والسلام والمحبة، وهذا المنهج يتوارثه الأجيال جيلًا بعد جيل.

 

عادل عيسى المرزوق