+A
A-

“أسماك المعامير” ضحايا الحرارة و“الإثراء الغذائي”

رجح الاختصاصي في علوم البيئة والتنمية المستدامة خليل الوداعي أن أسباب نفوق كميات كبيرة من الأسماك على ساحل المعامير تعود إلى الارتفاع الكبير في درجات الحرارة وظاهرة الإثراء الغذائي التي تؤدي إلى انخفاض كارثي لمستوى الأكسجين في الماء.

وقال في تعليقه على الحادثة إنه لا يمكن إنكار وجود تلوث في مياه الخليج المذكور، إلا أن السبب الحقيقي عائد إلى ارتفاع درجة الحرارة وظاهرة الإثراء الغذائي.

وأوضح أن تجاوز حرارة المياه 30 درجة يدفع الأسماك إلى الهروب إلى الأعماق، في الوقت الذي تعتبر فيه المنطقة عموما ضحلة، وعليه فإن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى قلة ذوبان الأكسجين في الماء.

وأشار إلى أن ظاهرة الإثراء الغذائي تلعب دورا مهما في تراجع منسوب الأكسجين في الماء، حيث إن تسرب المخصبات كالفوسفات والنيتروجين يؤدي إلى حدوث انفجار سكاني ونمو هائل للطحالب الخضراء وحيدة الخلية مثل الكلورلا والطحالب الخيطية.

وتابع أنه في حال موت هذه الطحالب، فإن البكتيريا التي تقوم بتحليل الطحالب الميتة تستهلك كامل الأكسجين من الماء، مما يؤدي إلى حرمان الأسماك من الأكسجين، وبالتالي نفوقها. ولفت إلى أنه بالنسبة لخليج توبلي، فإن الأسماك القاعية تقريبا انتهى وجودها فيه لانعدام الأكسجين.

واستدرك قائلا: إن الأسماك القريبة من السطح كالميد تستطيع الاستمرار لوجود تبادل للأكسجين بين الهواء والطبقة السطحية من الماء، إلا أن ارتفاع درجة الحرارة يقلل الذوبان، وبالتالي نفوق الأسماك.

وأكد عدم استبعاده احتمال تلوث للمياه، حيث إن الخليج ملوث أصلا، إلا أن هذه الظاهرة تتكرر سنويا وفي هذا الوقت، وهو ما دفعه إلى ترجيح تلك الأسباب.

وتوقع الوداعي أن تتكرر ظاهرة نفوق الأسماك في الأسبوعين المقبلين على الأكثر وفي أكثر من موقع وليس في البحرين فقط، حيث من المتوقع حدوثها في جون الكويت.

وبين أن هذه المناطق الضحلة شبه المغلقة التي تعاني ظاهرة الإثراء الغذائي عرضة لمثل هذه الحوادث في مثل هذا الجو.

وأشار إلى أن علاج هذه المشكلة في الخليج غير ممكنة في حال بقي الوضع على ما هو عليه من ضخ محطة الصرف الصحي في مياهه 6 أضعاف الكمية التي أنشئت من أجلها.