+A
A-

مزارعون يحصلون على “تطمين” ببقاء مزارعهم في الصالحية

وقع الخبر كالصاعقة على مجموعة من المزارعين البحرينيين حينما أبلغهم مندوب من “ملاك الأرض” التي استأجروا قطعًا منها لمزارعهم في منطقة “الصالحية” بأنه يتوجّب عليهم أن يستعدّوا لإخلاء الأرض في موعد أقصاه السادس عشر من شهر أغسطس 2019 تمهيدًا لبيعها من جانب الملاك بعد حصر أملاكهم! وكان هذا “الخبر بموعده المؤسف” بمثابة “كارثة” لأصحاب 5 مزارع الذين يعملون في هذه المزارع منذ ما يقارب العشرين عامًا.

وسعيًا لإيصال صوتهم إلى المسئولين، زارت “البلاد” المنطقة عصر يوم الأربعاء 24 يوليو الجاري والتقت بعدد من المزارعين “القلقين من الوضع”، لكن “الخبر السار” أنه في ذات المساء حضر مندوب من جانب الملاك “عائلة كويتية” ليبلغهم بأن الأرض ليست للبيع حاليًّا، وأن بإمكانهم البقاء في مزارعهم، وفي حال حدوث أية تطورات، سيتم إبلاغهم والاتفاق معهم، وهو الأمر الذي أشاع الارتياح والطمأنينة بين المزارعين الذين عبّروا عن الشكر والعرفان للملاك على صنيعهم.

لكن، ما الذي حدث بالضبط لكي يثير “قلق وذعر المزارعين”؟ الإجابة تأتي على لسان الحاج منصور أحمد عبدعلي آل صادق وغازي يوسف حسن القصاب وأحمد عبدالله القصاب، حيث زار المنطقة أحد الأشخاص يوم 14 يوليو الجاري وأبلغهم بأن هناك عملية حصر لأملاك الورثة ومنها هذه الأرض وأن من المتوقع يأتي للمزارعين إشعار بإلإخلاء في موعد أقصاه 16 أغسطس 2019، يقول المزارعون: “أصابتني الدهشة ولم نستوعب الأمر.. فالمفاجأة كانت “كارثية بمعنى الكلمة”، ولم يسبقها تمهيد! وكان السؤال:”أين نذهب؟”، ويشير الحاج منصور إلى أنه وغير من المزارعين يعملون هنا منذ 20 عامًا وهذه المزارع هي مصدر رزقهم ورزق أسرهم، بل ونعبر عن العرفان والشكر لمالك الأرض الذي وفّر لهم هذا المكان لمزارعهم، ومن حقه التصرف في ملكه، إلا أن الجانب الأصعب هو قصر المدة التي تسبق الإخلاء وما هو البديل؟.

وتعمل في المنطقة 5 مزارع، منها 3 لتربية المواشي وواحدة للإنتاج الزراعي بالإضافة إلى إحدى الورش وكلها يديرها بحرينيون، فعلى سبيل المثال، كان الخبر صادمًا بالنسبة لغازي القصاب الذي ينتظر وصول قرابة 1000 رأس من الأغنام لعيد الأضحى المبارك، ويعمل الحاج منصور في إنتاج الحليب وفي مزرعته قرابة 60 رأسًا من الأبقار وعجول الإنتاج، فيما زرع أحد المزارعين قبل فترة وجيزة 300 شجرة لوز وكل هذه الأمور عالية التكلفة من ناحية الإنتاج، وبالتالي فإن خبر الإخلاء يمثل بالفعل كارثة حقيقية لهم.

ولم تتمكن “البلاد” من التواصل مع الملاك أو من يمثلهم، إلا أن المزارعين عبّروا عن العرفان والشكر لهذه الخطوة الكريمة من جانب الورثة الذين بادروا بالتأكيد على أن الأرض ليست معروضة للبيع في الوقت الحالي، وأن على المزارعين أن يواصلوا عملهم بكل راحة، وفي حال وجود أي تطورات، سيتم إبلاغهم والتفاهم معهم بالشكل الذي لا يسبب لهم أية خسائر أو مشاكل.