+A
A-

عمال توصيل الطلبات بالدراجات النارية: “تشلخنا من النسوان”!

تعرض سائق الدراجة النارية الآسيوي حمزة مياه لحادث مروري قبل 3 أعوام حينما كان يعمل لدى أحد المطاعم بمنطقة الجفير، فذلك الحادث كان هو الأول والأخير له، ويحمد الله أن الحوادث لم تتكرر معه، إلا أنه يتذكر ما حصل حينما كان يوصل طلبية لإحدى الشقق الفندقية هناك، وعندما ركب دراجته بعد توصيل الطلب، تفاجأ بسائق خليجي يرجع للخلف بقوة ويرتطم بدراجته بعد أن تمكن من القفز بعيدًا عنها، وبدلًا من أن يطمئن السائق على سلامته أخذ في الصراخ ووصفه بـ “الأعمى”.

ويبدو الوضع في غاية الخطورة بالنسبة للعاملين في توصيل الطلبات بالدراجات النارية، وليس معلومًا كم عدد الدراجات النارية العاملة في هذا القطاع حسب إحصاء رسمي، إلا أنه من اليسر مشاهدة العشرات إن لم تكن المئات من تلك الدراجات تجوب مختلف شوارع البحرين ومناطقها، وحسب حمزة فليست الحوادث المرورية هي المشكلة بالنسبة للعمال، فشقاوة بعض الشباب الذين يقومون بمقالب متعبة بالنسبة لهم، من قبيل إجبار العامل على “أخذ فرة” بدراجته حينما يتجمع بعض الصبية والشباب في “الفريج”، أو يتفاجأ بعد نزوله من عمارة سكنية أن “الجماعة” يطلبون المفتاح، ومع تكرار هذا الأمر معه 3 مرات، لكنه لم يخضع ولم يسلم المفتاح، وفي كل مرة كان يهددهم بالاتصال بالشرطة فهذا الوضع صعب (بوووت موشكيل)، أو يتدخل أحد الجيران من الكبار لينقذه منهم.

أما محمد سهيل فيقول “نتعرض للكثير من المخاطر أثناء العمل، ومع أن بعض السواق يتعاونون معنا إلا أن البعض الآخر لا يكترث خصوصًا من النساء.. لقد تعرضت لحادث مروري بسبب أن إحداهن كانت تقود مركبتها وهي تعبث بالهاتف النقال. وذات مرة، كنت واقفًا بالقرب من الإشارة الضوئية وبالقرب مني سيدة تعبث بالهاتف، وما إن فتحت الإشارة حتى انحرفت نحوي وعينها في الهاتف”.

وبالنسبة لإبراهيم عمران فيقول إن النساء هن أكثر من يتسبب في حوادث الاصطدام بهم، “وهذا ما يقوله الكثير من الأصدقاء الذين يعملون في التوصيل ولهذا نحن نحذر أكثر ما نحذر من النساء”.

ويختلف معهم يونس سراج وجهير أسلم بقولهما إن من الصعب القول إن النساء أكثر المتسببات في الحوادث لعمال التوصيل والأمر الأكيد هو لدى “المرور”، لكنهما يتفقان معهم بأن بعض السواق، من مواطنين ومقيمين، لا يحترمون سواق الدراجات.

وعن سلوك بعض السواق أنفسهم بتهورهم في قيادة دراجاتهم النارية وعدم احترام أنظمة المرور لاسيما لسرعة توصيل الطلبات يقول يونس “صحيح.. البعض يخالف القوانين من قبيل القفز على الأرصفة أو السير في الاتجاه المعاكس، لكني لا أفعل ذلك”.

في النصف الأول من العام الماضي 2018 تم تسجيل 5 حالات وفاة لسواق دراجات نارية، لكن فيما يتعلق بالسواق عمومًا وسواق الطلبات خصوصًا، فإن الإدارة العامة للمرور تنفذ بين حين وحين حملة مرورية توعوية لسائقي الدراجات النارية والعاملين في مجال توصيل الطلبات؛ بهدف رفع مستوى الوعي بقانون المرور والأنظمة والقواعد التي تقلل من الحوادث المرورية، وتتعاون مع الشركات والمطاعم والمؤسسات التي تشغل سواق الدراجات لتغطية أكبر عدد ممكن من السواق؛ حفاظًا على أرواحهم وأرواح الآخرين.