+A
A-

وزير الخارجية لـ “العربية”: التفاهم مع القيادة الفلسطينية قائم ولديهم رأي واحترمناه

الورشة ليست خطوة للتطبيع مع إسرائيل وإنما مبادرة اقتصادية

موقفنا واضح... ندعم إقامة دولة فلسطينية كاملة الحقوق والسيادة

تحدثت إلى إعلام تل أبيب لإيصال الرسالة مباشرة إلى الشعب الإسرائيلي

نقدر الانتباه الواضح من أميركا والدول الكبرى بالمنطقة للجم السياسة الإيرانية

إشعال الحرب شيء سهل أما تجنبها فيتطلب موقفا وحكمة

يريد الإيرانيون معاهدة عدم اعتداء... ونراهم يعتدون على المطارات السعودية

 

أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة ثوابت مملكة البحرين في دعم القضية الفلسطينية، والتي أكدها عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في قمم مكة المكرمة، والمبنية على القرارات الدولية والمبادرة العربية للسلام، بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يوليو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأشار الوزير إلى أن ورشة الازدهار من أجل السلام التي استضافتها مملكة البحرين مؤخراً ليست خطوة للتطبيع مع إسرائيل، وإنما مبادرة اقتصادية من أجل المنطقة عموما والشعب الفلسطيني خصوصا، منوها إلى أن مملكة البحرين مع أي جهد يأتي بالتنمية والاستقرار ويحقق المستقبل الواعد لشعوب المنطقة.

وعن الأوضاع في المنطقة، أعرب الوزير عن تقديره للموقف الأميركي من عدم الانجرار لمواجهة عسكرية تسعى لها إيران، مشيرا إلى أن أي مواجهة ستتحمل إيران مسؤوليتها من خلال تناقض مواقفها وسلوكها العدواني.

جاء ذلك في لقاء أجرته قناة “العربية” أمس مع وزير الخارجية، في برنامج “الشارع الدبلوماسي”، وفيما يلي نص اللقاء:

ما تقييمكم لنتائج ومدى نجاح ورشة البحرين الخاصة بالتنمية من أجل الازدهار والسلام في الأراضي الفلسطينية، هل نجحت هذه الورشة في تقييمك الخاص؟

نعم هذه الورشة التي عقدت في اليومين الماضيين في البحرين بذل لإعدادها جهد كبير من مملكة البحرين ومن الولايات المتحدة الأميركية، ومن عدد كبير من الدول والمؤسسات المشاركة، الحضور كان فيها جداً جيد و مستوى عال، من المنطقة، من الدول المهمة في المنطقة، والفاعلة، وأيضا من الدول الفاعلة في العالم من كل القارات، تمثيل كامل من الدول الخمس الكبرى، من صندوق النقد الدولي برئيسته، من البنك الدولي برئيسه، وكثير من قادة القطاع الخاص في المنطقة والعالم، البداية جيدة، البداية سليمة، البداية قابلة لأن تنمو وتكبر ونتطلع إلى أنها تستقطب الاهتمام وتستقطب الدعم من كل العالم.

 

لماذا قبلت المملكة باستضافة الورشة في المنامة على الرغم من كل الجدل الذي يثار حولها؟

من سياسة مملكة البحرين دائما وعلى مر العقود إنها ستقوم بدورها في أي جهد يأتي بالتنمية ويأتي بالاستقرار، ويأتي بالفرص، ويأتي بالمستقبل الواعد لشعوب المنطقة، هذا دائما هو دور مملكة البحرين وأهل البحرين، فحين عرضت علينا هذه الفكرة باستضافة الورشة من قبل دولة حليفة مهمة في العالم مثل الولايات المتحدة الأميركية، طبعا درسنا الموضوع وتناقشنا فيه معهم كثير وصلنا إلى أنه يكون يظهر بهيئته التي ظهر فيها في اليومين الماضيين، وهذا دائما اعتبرناه جزءا من عملنا وجزء من واجبنا تجاه الأشقاء في المنطقة خصوصا الشعب الفلسطيني الذي دائما لا نتردد في دعمهم في كل موجب.

 

هناك من يتهم مؤتمر المنامة بأنه يهدف إلى استبدال الحقوق الفلسطينية بالإغراءات الاقتصادية الوهمية، ماذا تقول لهم؟

أبدا هذا ليس صحيح وهذا ليس المقصود من الورشة، ودعني أذكر العزيز أخي أن هذه ليس أول جهد لدعم المنطقة والشعب الفلسطيني الشقيق من الجانب الاقتصادي، كلنا نتذكر أن رئيس الوزراء السابق سلام فياض قام بعمل في 2008 وبأعمال كثيرة وكبيرة وكانت تحظى بدعمه ودعم الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية لدعم اقتصادي وتنمية حقيقية للشعب الفلسطيني، في 2013 وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري أيضا عمل مع الحكومة الفلسطينية لإيجاد نوع من الآلية وأتى برجل أعمال والمستثمر الكبير تم كولنز وكانوا يطمحون إلى استثمار أربعة بليون دولار في بنية تحتية وفي خدمات توجه للشعب الفلسطيني.

اليابان وتايلند يرأسون مجموعة آسيوية مهمة جداً لدعم الاقتصادي للشعب الفلسطيني، الآن جاءت هذه الورشة وجاءت بأفكار وجاءت بدور كبير لأكبر لاعب في شؤون مسألة الوضع في الشرق الأوسط، ألا وهي الولايات المتحدة الأميركية، فكيف نضيع هذه الفرصة، ووجدنا أن مضمونها أيضاً يقدم الكثير من الفرص ويوفر لشعوب المنطقة، وبالأخص الشعب الفلسطيني، مجالا كبيرا للتنمية وللتعليم والحياة الأفضل، فلم نر أي سبب أن لا ندعمها في هذا الشأن، ولم نر أنه نوع من أي شيء غير ما عملنا من أجله في اليومين الماضين.

 

هل توافقهم الرأي بأن الدول العربية ستلتزم بقرارات القمة، ولن ترضى إلا بما يرضى به الفلسطينيون سياسيا؟

نعم وأقولها بملء فمي نعم نوافقهم موافقة كاملة على هذا الرأي، هذا هو موقفنا هذه هي ورشة اقتصادية، ورشة لتوفير المجال والمناخ الصحيح للشعوب العربية وللشعب الفلسطيني انهم يسعون إلى الحياة الأفضل، التي توفر لهم أيضا المناخ السليم لأن يتطلعوا إلى السلام في المنطقة، لكن هي ليست مربوطة بأي خطة للسلام لأن لم نسمع ولم نتطلع على أي خطة سياسية لحل قضية الصراع العربي الإسرائيلي والشعب الفلسطيني وحقوقه، موقفنا واضح موقفنا تقرأه في مبادرة السلام العربية، موقفنا تقرأه في قرارات كل القمم العربية الملتزمون بها، موقفنا أبداه جلالة الملك حمد بن عيسى حفظه الله في قمة مكة الأخيرة وبين بكل وضوح أننا ندعم الشعب الفلسطيني وإقامة دولة فلسطينية كاملة الحقوق والسيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحسب القرارات الدولية وحسب المبادرة العربية، هذا هو موقفنا الواضح الآن، هذا موقفنا الواضح الذي لم يتغير ولن يتغير أن شاء الله، لأن نتفق معاهم ما يرضي الشعب الفلسطيني في هذا الشأن هو موقفنا، ولن نزايد على هذا الموضوع ولم نزايد في السابق أبدأ.

 

رئيس الوزراء البريطاني السابق وأيضا كان ممثل لجنة الرباعية السابق للأمم المتحدة توني بلير قال في جلسة الأربعاء الختامية إنه من الحماقة التطرق إلى الاقتصاد دون التعامل مع الشق السياسي، وتسائل لماذا لا يكون هناك اتفاق سياسي بين الأطراف، ومن ثم التوجه إلى الشق الاقتصادي؟

أنا لا أدري عن أي حماقة يتكلم هو في هذا الموضوع، أنا أرى نحن تكلمنا في اليومين الماضيين عن ورشة اقتصادية استثمارية تتطلع إلى تحسين الظروف في المنطقة وللشعب الفلسطيني، هذه هي الورشة ليس للموضوع شق آخر. إذا كان هناك شق آخر فنحن لم نسمع به ولم نره ولم نتطلع عليه، الآن نتكلم عن دعم الشعب الفلسطيني ونرى بكل وضوح من يتردد عن دعم الشعب الفلسطيني في كل لحظة، وفي كل موجب سيكون مقصرا، أما إن أتى الحديث عن مسألة حل سياسي أو أفكار تطرح لحل سياسي فنحن سمعنا خططا كثيرة، الولايات المتحدة الأميركية طرحت خططا وأفكارا من أيام وليم روجرز إلى اليوم، دائما هناك خطط نجحت وخطط لم يكتب لها التوفيق، إن أتت هناك خطة جديدة فلنسمعها ونرى ما يكون مصيرها، لكن في النهاية نحن تعاملنا مع هذا الشيء بكيانه، ورشة عمل اقتصادية استثمارية وليست شقا من أي شيء آخر.

 

قمتم والولايات المتحدة بتنظيم هذه الورشة، ورشة العمل الاستثمارية الاقتصادية، هل تواصلتم مع السلطة الفلسطينية أو تواصلت هي معكم حول عقد هذا المؤتمر وحضوره أو لا حضوره؟

نعم؛ تواصلنا مع السلطة الفلسطينية وأنا في قمة مكة تواصلت مع أخي رياض المالكي وتواصلت مع أخي صائب عريقات، وجلالة الملك ألتقى بالرئيس الفلسطيني في قمة مكة، وكان هناك بيننا حديث صريح ومازالت الأخوة والوئام والتفاهم بينا وبين القيادة الفلسطينية قائمة ولم تتغير لكن لديهم رأي في الموضوع احترمناه وأيضا هم احترموا رأينا واحترموا مسؤوليتنا، وما نطمح إليه من هذه الورشة، وهم ارتأوا ألا يشاركوا نتمنى إن شاء الله تكون هناك فرص قادمة، إذا ضاعت فرصة نحن لا نفقد الأمل نتطلع إلى الفرصة الآتية.

 

تصفون هذه الخطة بأنها خطة اقتصادية للمنطقة، وعُرضت المليارات على دول الجوار أيضا إلى جانب الفلسطينيين ومن بينها مصر والأردن ولبنان، ولكن الآن وانتهت الورشة يتسائل العالم إلى أين نسير الآن، ماذا بعد مؤتمر البحرين؟

قبل أن أجيبك عن السؤال ماذا بعد مؤتمر البحرين، أود التعليق على كلمة انت قلت “عرضت المليارات”، هي ليست مليارات عُرضت كهبات أو كعطايا أو كأي شيء لاستبدال شيء بآخر، هذه عرضت كاستثمارات؛ كبرامج؛ كمشاريع تبنى لصالح شعوب المنطقة وللشعب الفلسطيني بالذات، فليس هناك نوع أن مليارات عرضت لاستبدال شيء أرجو أن نوضح الصورة في هذا الموضوع، أما مسألة ماذا بعد الآن نحن سمعنا من الولايات المتحدة الأميركية أنهم سيواصلون على هذا الطريق ويتطلعون أن يكون هذا الجهد الذي بذل في البحرين في ورشة التي عقدت في المنامة أن هذا الجهد الآن يستقطب الاهتمام ويستقطب الدعم ويستقطب الرغبة في المشاركة، هذه إذا نجحنا فيها في الفترة القادمة نكون قد سرنا على الطريق الصحيح للتنمية في المنطقة.

 

يتوقع خروج الشق السياسي من صفقة القرن في نوفمبر القادم أو ما شابه، لكن أن لم يضمن الجانب السياسي من صفقة القرن هذا الحد الأدنى الذي يطالب به الفلسطينيون والقادة العرب؛ وهو حل الدولتين مع القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، ما الفائدة من هذه الخطة الاقتصادية ومن جهودكم الخيرة المبذولة في مؤتمر السلام من اجل الازدهار؟

أريد أيضا أن أعلق على كلمة بينتها أنت عندما قلت “صفقة القرن”، هل من الممكن أن توضح لي ما هي هذه الصفقة؟ الصفقة دائما تكون بين طرفين يتفقان عليها أو اتفقا عليها، فأنا لا اعلم عن ماذا يتكلمون دائما عن مسألة أن هناك صفقة، وما نتوقعه أن تأتينا كخطة، كما أتت الخطط السابقة من الولايات المتحدة الأميركية أو من أي جهة أخرى، فإن نجحت هذه الخطة التي نتوقع أن تعرض سيكون شيئاً طيبا، إن لم تنجح ولم تحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق وتطلعات الدول في الاستقرار والتنمية وثقتهم فيها أنها ستكون خطة ناجحة؛ فستكون كغيرها، التي يمكن أن تنظر لها على مر العقود التي مررنا بها، لكننا نتفاءل، ولكن كيف سيكون تأثيرها على مسألة الورشة الاقتصادية أو هذا التوجه الاقتصادي، أرجو أن لا يأتي شيء من الخطة الذي يوقف هذا المسار، لأن هذا المسار يجب أن يكتب له أن يستمر، وإن لم تكن هناك خطة سياسية؛ هذا المسار مسار طيب، هذا المسار مسار جيد، ويحقق الكثير من التنمية والحياة الأفضل، والخطط السياسية تأتي دائما وتتكرر.

 

لكن الخطة السياسية، اعذرني معالي الوزير، هي من ستحل المشاكل الحالية والأزمات الموجودة الآن، والأزمة المتفاقمة يعني كيف يمكن توفير بيئة آمنة لهذه الخطة الاقتصادية لكي تنمو؟

هذا السؤال مهم جدا ووجيه، ولا أظن أنه فات عن ذهن أو تخطيط من يضع هذه الخطة للحل في المنطقة من قبل الولايات المتحدة الأميركية، بالتأكيد فكروا فيها، لكن هذا أيضا يتطلب تعاونا من جميع الأطراف؛ إن الطرف الفلسطيني إن كان الإسرائيلي، إن كان الدول المجاورة، يجب أن يضعوا نصب أعينهم مسألة توفير الحياة الأفضل، ومسألة الأمن أيضا يجب أن يتم التعامل معه، والبيئة الآمنة والسلم المجتمعي في دولنا، فإذا توفر هذا ستنجح الخطة الاقتصادية، لكن لا أظن أنها غابت عن ذهن من يفكر في وضع هذه الخطة الاقتصادية وتطويرها للمنطقة.

 

لا يخفى عليك إن أحد مؤلفي هذه الخطة الاقتصادية والسياسية هو جاريد كوشنر، كبير مستشارين الرئيس دونالد ترمب في شؤون الشرق الأوسط، وفي لقاء صحافي استمعت إليه قال مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر أن المبادرة العربية لم تعد صالحة، وهي مبادرة تبني على حل الدولتين وكذلك القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية مستقلة مستقبلا؟ ماذا تقول له؟

ليست المرة الأولى التي سمعنا فيها هذا الموقف، إن المبادرة العربية للسلام وإن حل الدولتين وإن الكثير من الأمور المرتبطة به ليس هو الحل الصحيح، لكن هذا الحل الذي نؤمن به، وهذا هو الحل الذي لا نرى غيره، غير ذلك فنقول لمن لا يؤمن بالمبادرة العربية للسلام من أي طرف أننا متمسكون بها، متمسكون بحل الدولتين، كما للإسرائيليين دولة كذلك الفلسطينيين يجب أن تكون لهم دولة، ويجب أن يكون لهم احترامهم ومكانتهم التي يستحقونها بين دول العالم، الشعب الفلسطيني من خيرة الشعوب القادرة والمتعلمة والمثقفة، والتي تسهم حتى في النتاج الفكري في العالم كله، فكيف لا يستحق هذا الشعب أن يكون له دولته المستقلة، نحن نتطلع إلى ذلك وهذا هو موقفنا لم يتغير.

 

لماذا قررت الحديث للصحافة الإسرائيلية بعد انعقاد المؤتمر وبصورة غير مسبوقة في واقع الأمر، تحدثت إلى تلفزيون إسرائيلي (رقم 13)، وأجريت حديثا صحافيا من صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، ما الرسالة التي كنت تريد توصيلها إلى الشعب الإسرائيلي؟

أولا اردنا إيصال الرسالة مباشرة إلى الشعب الإسرائيلي عن طريق قنواته التي يشاهدها كل يوم، أو صحفه، أو مصادره الصحفية، واردنا أن نوصل. حقيقة قدمت مبادرة عربية للسلام إلى إسرائيل ولم نسمع من إسرائيل شيئاً، ولا حتى كلمة حتى بالموافقة أو التأييد لهذه المبادرة العربية الحقيقية التي قدمها الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رحمه الله)، الآن يجب أن نفصل موضوعين؛ هناك من يقول إن هذا تطبيع، هذا ليس تطبيعا وليس حتى خطوة تطبيعية، وهو ما يجب إيصاله بشكل صحيح لمن تريد أن تخاطبه وتحل المشكلة معه؛ إلا وهو الشعب الإسرائيلي، فإذا أوصلناها نكون قد أسهمنا في خلق نوع من المناخ الذي يمكن معه أن يسمع بعضنا الآخر، أما مسألة أنها تطبيع؛ فهي ليست كذلك، فخطوات التطبيع معروفة؛ رفع العلم وفتح السفارة وفتح الحدود، هذه كلها تعتبر خطوات تطبيعية، هناك دول عربية عندها خطوات تطبيعية لكن في هذه المبادرة وفي هذا الموقف وفي الاتصال مع الصحافة والتلفزيونات الإسرائيلية/ ما هو إلا محاولة للوصول إلى ذهن المشاهد والقارئ الإسرائيلي ليعرف ماذا يدور في فكرنا نحن كعرب مباشرة دون وسطاء ودون تحليلات ودون إعادة قولبة في الكلام، مباشرة ما بين المتكلم والمستمع في الشعب الإسرائيلي.

 

بالنسبة الملف الإيراني، التوتر في الخليج إذا ما عادت إيران إلى تخصيب اليورانيوم بقدر يفوق المسموح به، بعد السابع من يوليو المقبل، واستمرت كذلك في سياساتها الحالية من التدخل في شؤون الداخلية للدول العربية؛ دعم أعمال تصنف بأنها إرهابية بل هي جرائم حرب مثل إطلاق الصواريخ على مطار أبها والمدن السعودية واستمرت في مهاجمة الملاحة الدولية وتقييد حريتها، إلى أين نتجه؟

نحن نرى في السياسة الإيرانية تجاه المنطقة أنها الخطر الكبير الآن، الذي يهدد دولنا كلها ويهدد الاستقرار والسلم العالمي، وأيضا نقدر الانتباه الواضح والدور الكبير الذي تقوم به الولايات المتحدة الأميركية والدول الكبرى في المنطقة للجم وتحجيم السياسة الإيرانية التخريبية في المنطقة، هذه نقدرها جدا، لكن أيضا نقدر الحكمة في الموقف، خصوصا موقف الولايات المتحدة الأميركية الأخير، في عدم الانجرار، وهناك من يحاول أن يجرهم إلى حرب أو إلى مواجهة عسكرية من جانب إيران، نقدر انهم لا يعطون هذه الفرصة لإيران؛ إشعال الحرب شيء سهل، وإن أي أحد يمكن أن يشعل الحروب، لكن الحكمة في التعامل والابتعاد عنها يتطلب موقفا ويتطلب حكمة ويتطلب سياسة واضحة، وهذا نقدره جدا، إلى أين نتجه؟ والى أي طريق سنتجه فيه إن كان ناجحا أو كان سلبيا يؤدي إلى مواجهة لا سمح الله، ستتحمل إيران مسؤوليته، هي من بيدها الآن أن تبعد المنطقة عن أي خطر من هذا النوع، إما إذا استمرت في التدخل في الدول ودعم الإرهاب وفي برنامجها النووي وبرنامجها الصاروخي، ماذا ستترك للعالم! تقول حوار وهي تقول تعالوا نوقع معكم معاهدة عدم اعتداء وفي الوقت  نفسه تعتدي على المطارات السعودية عن طريق عملائها، وتعتدي على البواخر في بحر عمان، وتعتدي على أمور كثيرة تتعلق بنا.