+A
A-

الإمارات... شركات العقار إلى الاندماج

بعد أن نجحت البنوك بدولة الإمارات في التجربة الجديدة والتاريخية وهي “الاندماج” بدأت تظهر توقعات بانتقال الفكرة إلى قطاعات اقتصادية كبرى بالدولة ومن الواضح أن “العقار” سيكون في مقدمتها.
ومؤخرا، رأى ثالث أكبر بنك في الإمارات النور وذلك بعد نفاذ إجراءات الاندماج بين بنوك أبوظبي التجاري، والاتحاد الوطني، ومصرف الهلال برأسمال 13.8 مليار دولار، وأصول تتجاوز 120 مليار دولار.
وخلال السنوات الأخيرة شهد قطاع البنوك الإماراتي، اندماجات ناجحة نتج عنها تشكيل أكبر بنك في الدولة، وأحد أكبر بنوك المنطقة وهو بنك أبوظبي الأول، الناتج عن اندماج بنكي “أبوظبي الوطني”، و”الخليج الأول”، وكان قبله اندماج بنكي “الإمارات” و”دبي الوطني” الذي شكّل ثاني أكبر بنك في الدولة.
مواجهة التحديات
وقال اقتصاديون ومتخصصون إن القطاع العقاري ولاسيما قطاع التطوير العقاري بدولة الإمارات من المتوقع أن تلجأ شركاته قريباً إلى الاندماج لتكوين كيانات كبرى قادرة على مواجهة التحديات التي يواجهها القطاع.
وأوضحوا أن من تلك التحديات قلة الطلب التي يشهدها القطاع في الفترة الماضية وهو ما أثر سلباً على نتائجها وأوضاعها المالية.
وأكدوا أن تلك الصفقات تساهم في زيادة القدرة التنافسية وتحسين نوعية الإنتاج والخدمات ورفع مستوى الكفاءة إضافة إلى المساهمة في تسهيل الحصول على تمويل المؤسسات المصرفية.
وتوقعت تقارير صحافية أن تشهد إمارة دبي خلال الأيام القادمة الإعلان عن أكبر كيان عقاري بالدولة، ليواصل القطاع مسيرة التطوير بأساليب جديدة.
 9 شركات متوقعة
وقال عصام قصابية المحلل المالي لدى مينا كورب للخدمات المالية: إن الاندماج الذي تترقبه دبي من المتوقع أن يكون بين كبريات الشركات بذلك القطاع ومن المرجح أن تكون شركتا مراس القابضة وإعمار للتطوير.
وأضاف قصابية: إن الاندماج سيحدث نقلة في القطاع ومن قبل القطاع سيحدث نقلة في أداء الشركتين الكبيرتين بالقطاع، مرجحاً أن تجد تلك العمليات ناجحاً بين شركات العقار وسط تزايد قوة الأوضاع الاقتصادية في البلاد، واقتراب الحدث الضخم إكسبو 2020.
ووفقاً لإحصائيات “مباشر” فإن قائمة شركات التطوير العقاري بالدولة تتضمن 9 شركات هي: “إعمار العقارية، إعمار للتطوير، الدار العقارية، داماك العقارية، الاتحاد العقارية، ديار للتطوير، رأس الخيمة العقارية، إشراق العقارية، ومجموعة الشارقة”.
خطوة استراتيجية
وقال الخبير الاقتصادي علي الحمودي، إن بعض كبريات شركات التطوير العقاري في الدولة قد تتحرك للاندماج، كخطوة استراتيجية لتعزيز استقرار السوق العقاري، موضحاً أن تلك العمليات تأتي لتعزيز قدراتها التنافسية وتقليل الكلفة.
وأشار إلى أن عملية الاندماج بين الشركات العقارية سيكون لها انعكاساتها على السوق العقاري في الدولة.
وبين أن عمليات الاندماج من نتائجها الإسهام في توازن السوق، وتوحيد الشركات الكبرى لتصبح أكثر تأثيراً وقدرة على تعزيز الثقة، لافتاً إلى أنه في المقابل قد تؤدي تلك الخطوة إلى التقليل من دور الشركات الصغيرة.
وتوقع أن تعزز صفقات الاندماجات الاقتصادات والأسواق بما فيها الأسواق العقارية، ويأتي هذا التعزيز من الناحيتين المالية والمعنوية على حد سواء وذلك عن طريق الوفاء بالتزامات شركات التطوير المالية تجاه المقاولين والاستشاريين من جانب، وتجاه العملاء من جانب آخر.
وتابع: “رأينا أن عمليات الاندماج بين البنوك كيف كان لها الأثر الإيجابي من حيت أنها عززت دور المصارف في الدولة من دون أن تؤثر سلباً”.
وأضاف أنه من المهم على الشركات العقارية التي تنوي أو حالياً تدرس الاندماج التركيز على مجال نشاطها الأصلي وعدم الدخول في استثمارات أخرى قد تضعف أو تقلل من موقعها أو من جودة منتجها.
تحسن النفط
ويرى الشريك بقسم الشركات وعمليات الدمج والاستحواذ لدى مكتب بيكر مكنزي - الإمارات، حبيب الملا، أن الشركات الحكومية ستقود عمليات الاندماج الكبرى في الإمارات بالتزامن مع التحسن في أسعار النفط والضرائب الجديدة التي تم اعتمادها.
وأوضح ويل سيفرايت، أنه من المتوقع أن تؤدي جميعها إلى فائض في الميزانية بحلول عام 2019 وهذه الصفقات السيادية الرئيسية ستقلل من بعض الأعباء المالية.
كيان مرتقب
وعلى مستوى عمليات الاندماج بالدولة، أكدت تقارير صحافية أن مجموعة أبوظبي المالية بصدد الإعلان عن موقف نهائي من الاستحواذ على شعاع كابيتال والذي سينتج عنه تأسيس كيان مالي من أضخم الكيانات بدبي والشرق والأوسط.