+A
A-

السينما الخليجية في مهرجان العين

أقيمت جلسة حوارية عن السينما الخليجية بين الواقع والطموح، ضمن فعاليات العين السينمائي، بحضور رئيس المهرجان عامر سالمين المري ومدير المهرجان هاني الشيباني وعدد كبير من ضيوف المهرجان من مخرجين وفنانين ومختصين وإعلام والمخرج البحريني بسام الذوادي.

وتحدث المشاركون عما ينقص الفيلم الخليجي لكي يصل إلى أبعد من منطقته ودائرته الخليجية، وأكدوا في البداية أن غياب الدعم الفني هو الظاهرة التي تعوق، وأيضًا للأسف بعض الأفلام تعاني مشكلات فنية لا تصل طموح الشركات والدول الكبيرة مثل أميركا لأسباب عديدة، فلا يوجد اشتغال على المخرج أو كاتب النص، وبالطبع الممثل، فنحن أمام أعمال يصنعها هواة، لكن في المقابل يجب إخضاع أولئك الهواة إلى ورش عمل حقيقية وليست شكلية، تكسبهم على الأقل مهارات العمل الأساسية بالرغم من وجود أفلام خليجية قوية اليوم بفضل أن عددًا منهم من المخرجين درس الإخراج في الخارج، أو سعى إلى تطوير أدواته ليعي الفوارق بين التلفزيون والسينما، هم من قدموا تجارب جيدة في السينما الخليجية، وفيما عدا ذلك يبقى الأمر اجتهادًا يفصلنا كثيرًا عن صناعة السينما العالمية عمومًا، وكذلك العربية.

وكان المخرجون الشباب أنفسهم يشخصون المعوقات التي تعترض إبداعهم بشكل مباشر، ويضعون في أولوياتها غياب التمويل، وعدم وجود مظلة لإبداعهم، فضلاً عن حالات من الرفض المجتمعي وغياب التقدير أساسًا لفن السينما، بالرغم من التسهيلات التي يجدونها اليوم في الإنارات والسعودية مثلاً وتم الإشارة إلى أن ثالوث المعوقات بالنسبة للمخرج الخليجي كما هو معروف هو التمويل، وعدم وجود أكاديميات متخصصة على كفاءة عالية تدرس فنون السينما، فضلاً عن عدم تقدير أهمية ما يمكن أن يصنعه عبر شاشات السينما من طرح ومناقشة القضايا المجتمعية، ومن ثم المساهمة في تسليط الضوء عليها وحلها وحضور الجمهور الواثق من فيلمه ومنه.

الكثيرون من الشباب ذوي الخبرة السينمائية اليوم، في طريقهم للانسحاب بهدوء من هذا المجال، متأثرين بخسائر إنتاجية في ظل غياب الدعم، ووجود مؤسسات مهتمة بالسينما في المنطقة. وفي مداخلة لمسافات البلاد حول الموضوع تم التأكيد على دور المنصات الخاصة للعروض مثل “نتفلكس” لعرض أفلام خليجية اكثر في منصتها بنسب اكبر خصوصًا وأنها تتخذ دبي مقرًّا لعملياتها في منطقة الشرق الأوسط، خصوصًا مع قلة التوجه إلى المحطات التلفزيونية وصناع السينما في المنطقة أقدموا على تنفيذ العديد من الأفلام الخليجية التي حققت صدى طيبًا، ووضعت السينما الخليجية في مكانة مرموقة اليوم، فيجب على كل المسؤولين المهتمين بالعملية الفنية في المنطقة، بأن تنصب اهتماماتهم على السينما، وعلى المشتغلين بالسينما الاهتمام بالمحتوى والإنتاج والقصة القريبة من الناس فعلى الرغم من الحراك السينمائي الذي لوحظ في بعض الدول الخليجية، إلا أن أغلبها لا تزال تعرض قضايا بعيدة ربما عن الواقع الذي نعيشه، بصورة مكررة الأمر الذي يؤثر على ظهور السينما الخليجية بالسلب.

مشاركة مهمة

اعتبر المخرج البحريني المبدع عمار الكوهجي المشارك في فعاليات مهرجان العين السينمائي بأن فكرته رائدة بسبب الحميمية التي قدمتها عبر الحضور الكبير للمخرجين والممثلين من الخليج خصوصًا بعد اختفاء المهرجانات في المنطقة فكان هذا المهرجان عبارة عن بوابة جديدة لنا جميعا وخصوصًا للجيل الجديد من المخرجين الشباب في مدينة العين وقال للبلاد: “أشكر رئيس المهرجان الأخ المخرج الرائع عامر سالمين المري على هذا الاختيار الموفق والذي يرتبط بالخليج بخلاف المهرجانات الأخرى التي أطلقت من قبل التي كانت تقوم على رؤية عالمية.

وأضاف: “ نتلمس في هذا المهرجان بفضل إدارته مع المري هاني الشيباني لهدف الرئيس منه وهو دعم صناع السينما في المنطقة وتقديم المواهب الواعدة والجلسات الحوارية التي تعقد هنا وهناك مع إدارة المهرجان والمخضرمين فيه، وهنا أتمنى في العام المقبل في عمر المهرجان أن تكون هناك مشاركات أكثر من البحرين خصوصًا مع الفيلم الطويل، وهذه فرصة ذهبية لهم للظهور في هذا المهرجان الحميمي الناجح، للحصول أيضًا على الفرصة للظهور والاستفادة من خبرات الموجودين بالمهرجان والحوارات القيمة فيه”.