+A
A-

جد الحاج.. على ضفاف ذاكرة النسيان

إن كان للنسيان ذاكرة، فإن قرية جد الحاج التي تتوسد ضفاف الساحل الشمالي باتت على جداول التطوير ذاكرة على مشارف النسيان. تلك القرية التي كاد ساحلها ومتنفسها الوحيد يلفظ أنفاسه الأخيرة لولا الجهود التي بذلتها المحافظة الشمالية خلال السنوات القليلة الماضية، لا تزال تبحث لها عن موطئ قدم بخطط التنمية الحضرية، والنظر في احتياجاتها الخدمية والاجتماعية.

- الساحل متنفسها الوحيـد وتربتـه “غدَّارة”

- القرية بلا مقر لجمعية ولا مركز رياضي ولا حديقة

- الحايكي والوداعي يؤكدان مساندتهما للأهالي ومتابعة احتياجاتهم

“البلاد” حضرت بقلمها وعدستها بين أزقة وأحياء تلك القرية الصغيرة في حجمها، العزيزة في أهلها، والتقت بمعية ممثلي الدائرة النيابي والبلدي  الأهالي على ضفاف ساحلها، بحثًا عن ثغرة تخرج بها هذه القرية من ذاكرة النسيان. وثمّن البحارة في بداية اللقاء الجهود التي بذلت في أعمال تنظيف الساحل وتأهيله، بشكل أعاد لهذا المتنفس الوحيد للقرية الحياة من جديد، ومؤكدين في الوقت نفسه على الحاجة إلى استكمال تلك الجهود بما يعزّز استدامة الاستفادة المثلى من الساحل في خدمة أهالي القرية والبحارة.
وتطرقوا إلى وجود عدد من المشاكل والاحتياجات التي تتطلب تدخل الجهات المعنية لمعالجتها، والمتمثلة في تنظيف الساحل من الحصى والمخلفات، ومعالجة مشكلة تطيُّن التربة الساحلية في أكثر من موقع مما يشكل خطرًا كبيرًا على مرتادي الساحل وخصوصًا الأطفال وممن يقطنون خارج القرية.

100 طلب إسكاني ولا مشاريع لاحتوائها

 زيارة سمو رئيس الوزراء محفورة في ذاكرة الأهالي

وأكدوا مطالبتهم بتأهيل مرفأ لهم، والإبقاء على كابينة الصيادين وتزويدها بالخدمات اللازمة من كهرباء وماء بما يسهل عليهم ممارسة عملهم بأريحية ويحفظ معداتهم، فضلا عن توفير الإنارة العامة للساحل، وتأهيل منطقة الألعاب.
ودعوا إلى ضرورة تشديد الرقابة ومحاسبة العمالة الآسيوية التي تعمل على تدمير البيئة البحرية، وذلك من خلال إلقاء قناني الزيت والصناديق في البحر بغية التخلص منها.
ذكرى الزيارة
وأما المحطة الأخرى من الجولة الميدانية فكانت في منزل أحد الأهالي، حيث حضر جمع من أهالي القرية، وطرحوا مطالبهم واحتياجاتهم على ممثلي المنطقة البلدي والنيابي. واستذكر الأهالي حينها زيارة رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة في العام 2009، والتي أمر فيها بتوزيع وحدات مشروع جد الحاج الإسكاني وأن يتم تضمين القرية ضمن مشاريع امتدادات القرى، وأوعز للجهات المختصة استكمال احتياجات القرية وتطوير بنيتها التحتية.
وأشاروا إلى أن لدى القرية نحو 100 طلب إسكاني قائم، وأنهم يتطلعون إلى أن يخصص للأهالي حصة من المشروع المزمع إقامته على طول قرى الساحل الشمالي.
وانتقلوا إلى الحديث عن تخلف القرية عن باقي مناطق مملكة البحرين من ناحية الخدمات الاجتماعية فضلاً عن تأهيل بينتها التحتية، حيث تفتقر المنطقة لمقر للجمعية الخيرية، ومقر لناد ثقافي ورياضي، إلى جانب افتقارها لحديقة عامة للأهالي.
اللجنة الأهلية
إلى ذلك، عبرت ممثلة الدائرة الأولى بالمحافظة الشمالية النائب كلثم الحايكي عن أسفها الشديد للحرمان الذي يطول منطقة جد الحاج.
وأكدت دعوتها الأهالي لتشكيل لجنة أهلية للتواصل والتنسيق من أجل متابعة الاحتياجات مع الجهات المختصة ومحاولة حلحلتها تباعًا حسب الأولوية والأهمية.
ولفتت إلى أنها ستبذل الجهود اللازمة نحو متابعة ومعالجة القضايا والمواضيع التي طالب بها الأهالي والمتعلقة منها بالبحارة البطالة والإسكان والبيوت الآيلة للسقوط  والسجلات التجارية وهيئة تنظيم سوق العمل. من جانبه، أكد ممثل الدائرة البلدي شبر الوداعي أنه سيبذل كافة الجهود التي من شأنها أن تحقق ما يمكن تحقيقه من مطالب واحتياجات الأهالي وفق الأولويات، وعلى الأخص فيما يتعلق بالاحتياجات الخدمية للقرية.
وأشار إلى أنه سيعمل على تنظيم زيارة فنية ومهنية للاطلاع على واقع الاحتياجات ورفعها للجهات المعنية بشكل رسمي.
ولفت إلى أنه سيسعى للعمل على جدولة هذه المطالب وفق الأولويات وتقديمها إلى اجتماعات اللجان المختصة في المجلس ودراستها وفق الأنظمة والقوانين على أن تخرج كقرارات من قبل المجلس البلدي، وذلك وفق ما هو متاح وفق الأنظمة المتاحة.
وأكد أهمية وحدة الموقف والقرار والعمل المشترك بين أهالي القرية الواحدة وتشكيل لجنة أهلية تتوافق على جدولة الاحتياجات والمطالب.