+A
A-

متدربات السياقة السعوديات لـ “البلاد”: أهل البحرين سناد وعزوة

حين تتجول في مدرسة تدريب السياقة بهورة عالي، أو حين تزور مجمع الرملي القريب من المدرسة، لن يكون في مقدورك تقدير عدد الأخوات السعوديات اللواتي يأتين إلى البحرين يوميًا للتدرب على السياقة، لكن دون شك، وبمجرد النظر، يمكنك مشاهدات الأزواج أو أولياء الأمور أو الأشقاء وهم يحضرون المتدربات وينتظروهن إلى حين انتهاء ساعات التدريب، وستشاهد أيضًا حافلات وسيارات خاصة تنقل مجموعات من المتدربات، وستشعر أيضًا بالسعادة، حين تتاح لك الفرصة - ولو بالصدفة – لمشاهدة تلك اللحظة التي تعانق فيها المتدربة والدها أو زوجها أو شقيقها وقد ملأتها الفرحة بالنجاح في الامتحان.
تكشيرة وأعصاب محترقة وابتسامة
وفي مواقع داخل ساحات المدرسة، لربما شاهدت مدربي ومدربات السياقة، وهم في حال “تكشيرة” أو “حرقة أعصاب”؛ بسبب خطأ ارتكبته المتدربة، أو في حال “هدوء وابتسامة” لبراعة المتدربة وسرعة تعلمها، وهي أمور طبيعية بالتأكيد، فمدرسة تدريب السياقة تعمل وفق أحدث الأنظمة بدءًا باستقبال المتدربين والمتدربات من كل الجنسيات وتدوين معلوماتهم إلكترونيًا، وإعداد جداول المحاضرات النظرية التي تسبق التدريب العملي الميداني، وكم هو جميل ذلك الكتيب الذي نحبه جميعنا بما يحويه من معلومات وإرشادات مصورة ومكتوبة بأسلوب جميل ومشوق يقدم للمتدربين والمتدربات أهم المعلومات بصياغة مبسطة ولطيفة.
الأمور طيبة.. التجربة فريدة
ولسوء الحظ، لم يسعف كاميرا “البلاد” أن تلتقط تشكيلة من الصور احترامًا لرغبة المتدربات وكذلك المدربين والمدربات، لكن لا بأس من اللقاءات أو الإشارة بالأحرف أو الأسماء التعبيرية للمتدربات وهن يتحدثن عن تجربتهن “الفريدة” في تعلم القيادة، فبعد صدور أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بالسماح للسعوديات بقيادة السيارة في 24 يونيو من العام الماضي 2018، وجدت العشرات، وبالتأكيد من السهل القول “المئات” من المواطنات السعوديات في مدرسة تدريب السياقة البحرينية وجهتهن الأقرب والأمثل.. المتدربة “أم محمد” كانت تستعد لبدء أول ساعة تدريب مع مدربها الذي وصفته بأنه يبذل جهدًا وبسعة صدر ليجعلها تتقن مهارات السياقة وفهم القوانين والأنظمة، تقول: “الأمور طيبة، بدأت حديثًا في التدريب، منذ أيام قليلة مضت، لكنني سعيدة بهذه التجربة، والحمد لله إن أهلنا في البحرين سواء من المسؤولين في الإدارة العامة للمرور ومدرسة تدريب السياقة وكذلك المدربين والمدربات جزاهم الله خير الجزاء، يقدمون لنا ما في وسعهم من تسهيلات، بل نعجز عن شكرهم لما نلقاه من حفاوة واحترام ونشعر بالأمان؛ لأننا بين أهلنا”.
نرفض الإساءة
ولم يتبق على المتدربة “ندى الدمام” إلا ساعات قليلة من التدريب لتتمكن من تقديم الامتحان الأول، لكنها بدت مستاءة جدًا لما أثاره البعض من افتراءات وأكاذيب لا تليق، فهي ترفض أي إساءة سواء للمتدربات أم لمدرسة تدريب السياقة من أي طرف كان، وقد مضى على مداومتها على التدريب قرابة الشهرين وطوال هذه المدة لم تشعر بأنها غريبة؛ لأن أهل البحرين هم أهلي، ومنذ أن وعينا على الدنيا ونحن جزء من البحرين. المدربون كآباء وإخوة لنا والمتدربات كأمهات وأخوات لنا، وإذا كانت هناك بضع ممارسات أو أفكار سيئة يختلقها البعض، فهي في رأسه فقط، وتشاركها المتدربة “عبير” مازحة بالقول : “بناخذ الرخصة وبنسوق وبنجي البحرين كل أسبوع.. وش علينا من الفاضيين عاد”، ومع أن “عبير” أخفقت في امتحانها الأول، لكنها متأكدة من أنها ستنجح في الامتحان الثاني.
استعدادًا للعودة
أمام حافلة تابعة لشركة “سرينا إكسبرس” التي تقدم خدمات التوصيل اليومي للمتدربات في المنطقة الشرقية، كانت مجموعة من الفتيات يستعدن ظهرًا للعودة، صحيح أن المجموعة متعبة من التدريب وانتظار استكمال المجموعة للعودة، لكنهن عبرن عن الشكر والتقدير للجميع وأن مشوار تدريبهن في البحرين مستمر لحين الحصول على رخصة السياقة بالطبع، وتختصر “فاطمة” بعبارة قصيرة :”نفتخر بالبحرين وأهل البحرين ورخصة السياقة من البحرين”.
هنا.. البيت الكريم
في مقاهي مجمع الرملي، جلست مجموعة من المتدربات يشربن القهوة ويتجاذبن الأحاديث، بعضهن أنهين ساعات التدريب، وبعضهن ينتظرن البدء، ومع ارتفاع أذان الظهر، كانت مجموعة من المتدربات يجتمعن في المصلى المخصص للنساء في المدرسة، ومجموعات أخرى توجهن إلى مصلى مجمع الرملي، ولن تفرق بينهم وبين البحرينيات إلا بالنقاب الذي ترتديه أغلبهن وترتديه بعض النسوة في البحرين أيضًا، ولن تفرق بينهن أيضًا كونهن جميعًا بين أهلهن وفي بيتهن الثاني، ولهن كل الاحترام والتقدير والتكريم.