+A
A-

الأمير الراحل في ذكراه العشرين... رحلت عن الدنيا ولم ترحل عن القلوب

- سمو رئيس الوزراء: تعلمت من الأمير الراحل محبة البحرين وأهلها

- الأمير الراحل عمل على ترسيخ التسامح

-  سموه ورث عن أبيه الهدوء وحصافة الرأي

- بيل كلينتون: سموه كان صديقا مخلصا للسلام

في مثل هذا اليوم من العام 1999 ميلادية الموافق الثامن من ذي القعدة العام 1419 هجرية رحل عن عالمنا الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد بن عيسى بن علي بن خليفة بن سلمان بن أحمد (الفاتح) بن محمد بن خليفة آل خليفة أمير دولة البحرين السابق رحمه الله، تاركا في تاريخ مملكة البحرين أطيب الأثر وفي قلوب أبناء شعبه محبة كبيرة لا يمحوها الزمن لقائد تفانى بكل إخلاص في بناء وطنه ورعاية شعبه.
20 عاما مضت على رحيل الشيخ عيسى بن سلمان ولا تزال إنجازات سموه بارزه للعيان في كل مرافق الحياة في البحرين، حيث يعترف الجميع بأن سموه حقق لبلاده خلال فترة حكمه التي امتد إلى ما يقرب من 4 عقود تقدما ملحوظا في المجال الاقتصادي والتطور الاجتماعي والثقافي والسياسي، إذ كان سموه يهتم بالإنفاق على المشروعات التنموية ويولي أهمية كبيرة بالمواطنين وتلبية احتياجاتهم.
سموه عمل على ترسيخ قيم التسامح والمحبة بين الجميع، مواطنون ومقيمون وكل من تطأ قدماه أرض المملكة، مما أدى إلى أن الجميع يقبل عليها للسياحة أو العمل برغبة ذاتية أكيدة، حيث يجدون أهل البحرين عامة شعبا مضيافا تتمثل فيهم السماحة والترحاب والمساعدة، كما يجدون تلك الصفات متمثلة في حاكمهم رحمه الله.
الحكمة أساس الحكم
اتسمت سياسات ومواقف الأمير الراحل بالتوازن في جميع الأمور، إذ كان سموه يتبع مبدأ “الحكمة أساس الحكم”، وكان سموه حريصا على تعزيز قيم التعايش والسلام بين مختلف الشعوب والحضارات، واستتباب الأمن والاستقرار لما في ذلك من تأثير إيجابي على التنمية.
تلك السياسات الحكيمة والمواقف المشرفة أحدثت صدى واسعا على الصعيد العالمي، وشهدت لها أكبر الدول والمنظمات الدولي لدرجة أن الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون أعرب عند سماع نبأ وفاة الأمير الراحل عن “حزنه العميق”، واصفا سموه بأنه “صديق مخلص للسلام”، كما أعرب الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان عن بالغ حزنه، واصفا سموه بأنه “قوة من أجل الاستقرار” في المنطقة. ولعل خير دليل على ذلك ما يحمله الأمير الراحل من رصيد حافل بالأوسمة والجوائز الدولية، علاوة على المحبة الكبيرة التي يكنها له أبناء شعبه إلى يومنا هذا.
رجل دولة وسياسي محنك
كان سموه رجل دولة وسياسيا محنكا عرف عنه الكرم والسماحة والتواضع، إذ ورث عن آبائه وأجداده تلك الصفات الكريمة، وفي عهده شهدت البحرين تطورات سياسية واقتصادية واجتماعية كثيرة، حيث حصلت البحرين على استقلالها من المملكة المتحدة في 15 أغسطس 1971 ومن ثم انضمت البحرين إلى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
وخلال فترة حكمه استطاع الأمير الراحل إحداث تغييرات مهمة على صعيد العمران والتنمية الصناعية والاجتماعية والاقتصادية، وذلك بمساندة عضيده وأخيه رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة.
نبراس الخير والعطاء
ورث سموه عن أبيه صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة الهدوء والاتزان وحصافة الرأي وامتاز بالرقة والسماحة واللطف والطلعة الباسمة، فأصبح شخصية محبوبة من جميع الأوساط الشعبية، وفي هذا الشأن قال رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة إنه تعلم من أخيه الأمير الراحل محبة البحرين وأهلها. توفي رحمه الله في الثامن من ذي القعدة العام 1419 هجرية الموافق للسادس من شهر مارس من العام 1999 ميلادية، ودفن في مقبرة الرفاع.
ستبقى سيرة الأمير الراحل صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة خالدة في سجل التاريخ، وستظل الأعمال الجليلة التي قدمها سموه في سبيل خدمة وطنه وشعبه راسخة في الأذهان؛ لتتناقلها الأجيال ويحملها شعب البحرين نبراسا في مرافق الخير والعطاء.