+A
A-

التسويق الإلكتروني بين التضليل والموضوعية

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي من أهم الوسائل التي لا يستغنى عنها، فهي تسمح للأفراد بالتفاعل مع بعضهم البعض وبناء علاقات اجتماعية على الإنترنت.

كما أن الشركات تلجأ إليها لتحقيق الانتشار السريع والتواصل المستمر مع عملائهم، الأمر الذي يصعب تحقيقه من خلال الإعلانات التقليدية سواء في الصحف أو التلفزيون.

 هذه المواقع تتضمن كما هائلا من المعلومات حول الخدمات أو المنتجات التي قد يرغب فيها العملاء المحتملون، مما يمنح إمكان تحليل السوق بسهولة والوصول إلى رغبات الزبائن واستهدافها من خلال المنتج الذي يتم تسويقه عن طريق المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي.

تغريدة تنال من سمعة شركة

عبر عبدالله الدوسري، وهو مدرب متخصص في الإعلام الاجتماعي أن منصات التواصل الاجتماعي أشبه بالمحيط، على عكس ما يتوقع خبراء التسويق التقليدي. أما أن تكون مستعدا لخوض غمار هذا الكم الهائل من المعلومات أو الاستسلام للغرق.

الأمثلة كثيرة على خسائر مادية لشركات بسبب تغريدة نالت من سمعتها ولذلك الكثير من المسميات الوظيفية تم استحداثها في العشر سنوات الأخيرة المتعلقة بإدارة إنتاج المحتوى للتواصل مع الجمهور مثل مدير شبكات التواصل اجتماعي أو مدير ‏محتوى رقمي ولا يغيب عن الذكر ‏في سياق خلق وظائف وفرص نمو اقتصادي ذكر منصة  مثل “ لينكدان” والتي تعد القبلة الأولى للمهنيين.

الأخبار القصيرة

بينما أدلت شوق الصقر، وهي طالبة حقوق أن التسويق الإلكتروني أكثر تأثيرا ومواكبة لعصرنا الحالي، حيث إنه بمثابة أخبار قصيرة توافينا بكل جديد وتزيد من وعينا، فهي تساعدنا على التعرف على ما هو جديد من أماكن و محلات تجارية ومطاعم، كما أنها توجه انتباهنا في حالة كان هناك خصومات أو عروض و ذلك بالرغم من أنه عبارة عن دعاية أو إعلان .

تضليل المتابعين جريمة

وأوضح يونس عبدالرحيم، وهو خبير إستراتيجيات التواصل الاجتماعي بخصوص الحسابات الإعلانية أنها تلعب دور المؤثرين في مجال معين وتشكل المرجع للكثير من الناس في مجال ما مثل التكنولوجيا والتجميل والمطاعم وغيرها، وبسبب هذا الدور يقوم أصحاب هذه الحسابات بالاستفادة المادية عن طريق أخذ الأموال مقابل الترويج لمنتجات معينة وهذا في حد ذاته يعتبر من المشاريع الإلكترونية، والتي ليس هناك ما يعيبها، تحدث المشكلة عندما يقوم أصحاب هذه الحسابات بالترويج لمنتج أو خدمة معينة مع عدم ذكر أن هذا الإعلان مدفوع وأنه صاحب الحساب قد حصل على مكاسب شخصية للإعلان لهذا المنتج،  بل إنه يقوم بتضليل المتابعين وإقناعهم بأنه قد جرب هذا المنتج، وهو سعيد بالنتائج مع أن الحقيقة عكس ذلك، وهو ما يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون في الدول الغربية.

منتجات مقلدة

في حين اتفقتا لولوة حسن وأمل مبارك، وهما طالبتا إعلام على التزام جميع الحسابات المعلنة بالمصداقية في التسويق للمنتج لمتابعيهم وعدم خداعهم، ففي الآونة الأخيرة كان هناك الكثير من الحسابات التي تعلن عن منتج مقلد باعتباره المنتج الأصلي، أغلب الناس يصدقون هذا النوع من الحسابات الخداعة، فيشترون المنتج مع أنه هناك احتمالية أن يضرهم وذلك كله بسبب أن صاحب الحساب بالغ في الوصف، وأخفى العيوب؛ لأنه كان مدفوعا له.

الالتزام بالمصداقية

وأكد محمد السيد يوسف صاحب حساب ومحل “ديرتي البحرين” أن أي شخص صاحب حساب ويعمل تغطيات لفعاليات أو إعلانات لشركات أن يتذكر ربه ويعمل بمصداقية وإخلاص، فالإنسان لا يخاف من أخيه الإنسان، بل يخشى القوة العليا قوة رب السموات والأرض، ولذا يجب الالتزام بالمصداقية.

من موقعي، في حال دخلت محل وكانت بضاعة هذا التاجر رديئة وجودتها قليلة وأسعارها عالية، وكنت من المتوقع أن أقوم بإعلان له سأقول الحقيقة؛ لأنه في النهاية متابعيني قد يأتوا لشراء هذا المنتج وينخدعوا به بسببي ويفقدوا ثقتهم بي. أما في حال الطعام، فلكل شخص ذوق مختلف عن الآخر، فربما يعجبني الأكل ولا يعجب غيري والعكس صحيح. المطلوب مني هو وصف ما أراه بموضوعية وحيادية ومصداقية.

فوائد التسويق

اتفقتا  كل من زهراء أبورويس ونعمة النقيب وهما طالبتان في جامعة البحرين أنه بالرغم من معرفتهما أن هذه الحسابات فيها كمية من المبالغة والدعاية، ألا أنهم يتابعوهم للاستفادة من العروض والخصومات وكوبونات التخفيض؛ لأنها تكون قوية وتعرض فقط بين فترة وفترة، كما أنها غير موجودة في المحلات التجارية في الواقع.

وأشارت النقيب إلى أن هذه الحسابات تسهل عملية الشراء وتحفظ الوقت من قطع المسافة إلى المحلات التجارية والانتظار في الصف ليأتي دورك، إضافة أنها توفر لك بعض المنتجات غير المتواجدة في الرفوف أو في البلد.

استعمال معلومات المستخدمين

أوضحت فاطمة عيسى، وهي “كوتش” ممارس ومدرب في مهارات الظهور والتسويق الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي أن عملية التسويق بالأساس هي مجموعة من العمليات أو الأنشطة التي تعمل على اكتشاف رغبات المستهلكين وتلبيتها من خلال تصميم وتوفير المنتجات التي تشبعها، وبالتالي تزيد من مبيعاتها وتحقق لها الأرباح. تساعد مواقع التواصل الاجتماعي المستخدمين خصوصا الشركات للحصول على معلومات المستخدمين وتفضيلاتهم وفق آليات خاصة ضمن إطار سياسية الاستخدام لكل موقع، وبالتالي تمكنهم من إنتاج وتطوير مجموعة من المنتجات أو الخدمات التي تشبع رغباتهم. 

بالإضافة إلى ذلك، تقدم هذه المواقع خدمات لاستهداف العملاء ممن يهتمون بهذه المنتجات، ويتوقع أن يكونوا زبائن محتملين من خلال خيارات لتحديد المدى الديموغرافي كالدول أو المدن أو الجنس أو المستوى التعليمي او المادي وغيرها من الخيارات.

من جانب آخر يمكن للشركات جمع مزيد من المعلومات من خلال التواصل المباشر مع العملاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال التعليقات واختبار التفصيلات Testimonies واستخدامها للغرض نفسه سواء كانت هذه الخدمات مجانية أو مدفوعة تظل أقل تكلفة وأسرع في الوصول والانتشار من الطرق التقليدية.

 

نسرين هلول

طالبة إعلام بجامعة البحرين