+A
A-

انطلاق مهرجان أيام قرطاج السينمائية

افتتح يوم امس الأول فعاليات الدورة 29 لمهرجان أيام قرطاج السينمائية مع الفيلم المغربي “بلا موطن”  لمخرجته نرجس النجار، وهو فيلم مدته 94 دقيقة من بطولة عزيز الفاضلي ونادية نيازي وزكرياء عاطفي. ويعتبر فيلم “بلا موطن” قصة سردية لـ350 ألف مغربي تم طردهم من الجزائر سنة 1975، بعد توتر العلاقات بين البلدين بسبب تباين مواقف البلدين بخصوص قضية تعرف باسم “البوليساريو”، بشأن استقلالها جنوب صحراء المغرب الأقصى. وانطلق الفيلم من توصيف لحالة شابة تقف ممزقة بين وطنين سنة 1975 (تاريخ اندلاع الأزمة بين المغرب والجزائر) لينتهي إلى تبيان كيف يكون انعكاس الصراعات السياسية على المواطنين والأفراد من خلال طرد المواطنين المغاربة من الجزائر.

وحضر الدورة الافتتاحية العديد من الشخصيات الفنية والسينمائية من العالم بالإضافة إلى عدد من السياسيين التونسيين، من بينهم رئيس الحكومة يوسف الشاهد ورئيس البرلمان التونسي محمد الناصر ووزير الثقافة محمد زين العابدين. وعبرت الفنانة ليلى علوى، عن سعادتها بالمشاركة فى المهرجان الذي تشارك فيه مصر بعدد من الأفلام في أكثر من مسابقة من مسابقات المهرجان، وشاركت ليلى، بمجموعة من الصور، أثناء مشاركتها فى حفل الافتتاح، وعلقت بقولها: “سعيدة بتواجدي في افتتاح مهرجان أيام قرطاج السينمائية والذي يقام لأول مرة في مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة، بتمني التوفيق لكل الأفلام المشاركة”.

كما شهد حفل الافتتاح عروضا كوريغرافية فولكلورية من 4 دول من 3 قارات، وهي الهند والسنغال والبرازيل والعراق، تقديرا للمجهودات الكبرى التي قدمتها في سبيل الفن. وفي كلمة الافتتاح، اعتبر نجيب عياد مدير مهرجان أيام قرطاج السينمائية أن رؤيته لهذه التظاهرة تتمثل في الرجوع إلى القيم الأصلية التي تأسس من أجلها المهرجان، باعتباره ذا مسحة نضالية كما أنه مهرجان عربي أفريقي. وتابع “نريد أن نجعل من تونس أهم قبلة للسينمائيين في العالم بفضل مجهوداتنا الكبرى في مجال السينما”.

واعتبر أن الثقافة والسينما هي درع لمقاومة الإرهاب والفكر المتطرف.

وكتحية تقدير وإكبار لمبدعين تونسيين وعرب رحلوا منذ مدة قصيرة عن الساحة الفنية، تم تكريم التونسيين الطيب الوحيشي ونجوى سلامة والحبيب الجمني وخديجة السويسي والمصريين عطيات الأبنودي وجميل راتب ومديحة يسري والسوريين حنا مينة ومي سكاف.

وأكد رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد في تصريح إعلامي للدورة 29 للمهرجان، إن السينما هي عنوان بارز لمحاربة الإرهاب وكل الأفكار الظلامية.

يذكر أن هذه الدورة عرفت إجراءات أمنية استثنائية على مستوى موقع الافتتاح (مدينة الثقافة التونسية) التي تتموقع في ضواحي الشارع الرئيسي بالعاصمة الحبيب بورقيبة.

ويتواصل المهرجان، الذي سيعرض 206 أفلام من 47 دولة عربية وأجنبية، إلى يوم الـ13 من نوفمبر الجاري.

 

أفلام روائية

في مسابقة الروائي الطويل لأيام قرطاج السينمائية 2018، يشارك فيلم “لعزيزة” في عرضه العالمي الأول والذي يتجدد خلاله حضور الأم في عمل من السيرة الذاتية للمخرج محسن بصري صاحب “المغضوب عليهم” الفيلم المتوج بأكثر من جائزة منها جائزة نجيب محفوظ لأحسن فيلم عربي بمهرجان القاهرة السينمائي. فيلم “ماشيري إكو باهانغ” القادم من جمهورية الكونغو الديمقراطية قدم عرضه العالمي الأول في “برلينالي” يصور حياة “ماكيلا” 19 عاما والتي تعيش في الشارع منذ سن 13، تزوجت من مبينغازور، الذي دفعها إلى ممارسة البغاء والسرقة وتعاطي المخدرات لكن بعد فترة تتمرد “ماكيلا” على واقعها.. وعن الراهن الاجتماعي الإفريقي تدور كذلك أحداث فيلم “رفيقي”، أول فيلم كيني يقع اختياره للمشاركة في مهرجان كان السينمائي 2018 وذلك في “قسم نظرة ما” والذي يتوج شراكة بين دول الجنوب (إنتاج مشترك بين كينيا وجنوب إفريقيا).”رفيقي” الممنوع من العرض في كينيا (عرض لأسبوع واحد بإذن قضائي حتى يتمكن من المنافسة على ترشيحات الأوسكار) يتناول بالطرح العلاقة الجنسية في مجتمع كيني محافظ. هذا الفيلم من إخراج وانوري كاهيو. أما الفيلم التونسي “في عينيا” لنجيب بلقاضي فينقل قصة “لطفي” المقيم في مارسيليا الذي يضطر للعودة إلى تونس حتى يعتني بابنه المصاب بمرض التوحد، هي حكاية رجل فقد الروابط، ويسعى لترميمها في رواية اجتماعية إنسانية يصورها صاحب “باستاردو” المخرج التونسي نجيب بالقاضي في رابع أفلامه، “في عينيا”، الذي قدم عرضه العالمي الأول في الدورة 43 لمهرجان تورنتو السينمائي الدولي.