+A
A-

أمين العريّض .. “إدامة”... انطلاقة استثمارية جديدة بمميزات محفزة

“بلاج الجزائر” سيستقطب استثمارات تصل إلى 50 مليون دينار

80 % من محفظة “إدامة” أراض والإستراتيجية تكمن بتطويرها

120 مليون دينار قيمة محفظة “إدامة”

مشروع “السلمانية” سيوفر 600 موقف للسيارات

“بلاج الجزائر” بحلته الجديدة للعامة ونرحب بـ “الخاص”

إستراتجيتنا تطوير محفظة الأراضي المنتشرة في البحرين

خطتنا تتناغم مع التوجه الحكومي بتنويع الدخل الاقتصادي

3 اعتبارات لاستثمارات “إدامة”: اقتصادي واجتماعي ومالي

 

يبدو أن شركة البحرين للاستثمار العقاري (إدامة)، الذراع العقارية لشركة “ممتلكات” البحرين، على موعد مع انطلاقة جديدة بعد تسلم الرئيس التنفيذي الجديد أمين العريّض، الذي يعد من أبرز العقول البحرينية في مجال الاستثمارات وسطر قصص نجاح في القطاع الخاص بمجالات العقارات والتجزئة والحلول اللوجستية وغيرها.

وتدير شركة إدامة محفظة عقارية من الأصول تصل قيمتها إلى 190 مليون دينار، وتعمل في الوقت الحالي على عدد من المشاريع التطويرية إضافة إلى استعراض مبادرات عقارية في قطاع الضيافة والتجزئة، إذ تتضمن المشاريع مشروع مجمع “ذا ترمينال” الذي تم تدشينه حديثا في منطقة العدلية ومشروع سعادة ذا الواجهة البحرية في المحرق.

ويشير العريض، في لقاء مع “البلاد” وقوفا على مشاريع الشركة الحالية وخططها لإدارة محفظتها الاستثمارية، إلى أن “إدامة” بدأت بقوة في تفعيل محفظة استثماراتها من خلال عدد من المشاريع الحالية والمستقبلية. وأكد أن الأمور تتغير وكل مشروع يتم الإعلان عنه سيكون على أرض الواقع، في إشارة منه إلى مشروع بلاج الجزائر، وهو آخر المشروعات التي أعلنت الشركة عن بدئها، بعد أن طال الحديث عن تطويره خلال السنوات الماضية من دون نتائج ملموسة.

بيْد أن العريض تطرق كذلك إلى أن استثمار الشركة يتم بطريقة مدروسة ويراعي اعتبارات عدة من أهمها العوائد التي سيجنيها الاقتصاد البحريني والمجتمع والمواطنون من هذا المشروع، وليس النظر إلى العائد التجاري أو الربحية المادية فحسب، مشددا على أن بلاج الجزائر سيخدم جميع شرائح المجتمع البحريني وأنه سيكون مفتوحا للعامة. وفيما يلي نص اللقاء معه:

 

ظلت شركة “إدامة” بعيدًا عن الأضواء ربما لبعض الوقت، اليوم نراكم تشاركون في معرض البحرين الدولي للعقارات “بايبكس 2018” وتعرضون جديدكم، هل ذلك توجه جديد؟

في المستقبل إن شاء الله ستكون شركة إدامة في صورة مغايرة، وبانطلاق مشروع جديد ربما تكون هذه البداية.

 

حدثنا قليلًا عن مشروعاتكم الحالية؟

أول مشروع أطلقناه هو “ذا ترمينال” الذي استغرق إنشاؤه حوالي 18 شهرًا بقيمة تقدر بأكثر من 7 ملايين دينار، وهو عبارة عن مبنى متعدد الطوابق والاستخدامات، ويتكون من مواقف تجارية للسيارات تسع 330 سيارة موزعة على 5 طوابق، و10 محلات تجارية.

تم تأجير 50 % من المعروض في حين لا زالت بعض الأجزاء متاحة للتأجير. نتوقع أن يتم خلال الأشهر الثلاثة المقبلة استكمال التأجير تمامًا.

ومشروع “سعادة” في المحرق الذي يقع على الواجهة البحرية، هو في طور التطوير، ونأمل استكماله في نهاية السنة المقبلة. وآخر مشروعاتنا هو “بلاج الجزائر”.

بالحديث عن آخر مشروعاتكم “بلاج الجزائر” سمعنا مرارا عن تطويره وأحيانًا عن تحويله لشاطئ خاص، ما الجديد؟

وقعنا اتفاقا مع المقاول الذي سيقوم بتطوير المشروع.

 

ما توجه “إدامة” وإستراتيجيتها؟

توجه شركة إدامة الحالي هو تفعيل الأراضي. لدينا محفظة كبيرة، ومن أولوياتنا تحديد الأراضي التي نرى أنها استراتيجية وبالإمكان الاستفادة منها وتطويرها. والمشروعات التي عرضناها في معرض البحرين الدولي للعقارات أخيرا هي جزء من هذه الاستراتيجية، وأتكلم عن مشروعات “سعادة” و ”ذا ترمينال” و ”البلاج” ومواقف السيارات متعددة الأدوار في مستشفى السلمانية.

 

وما حجم المحفظة التي تديرها الشركة حاليًا؟

المحفظة جميعها في حدود 190 مليون دينار، وغالبيتها أراضٍ خام، أعتقد أن نسبة الأراضي تصل إلى 80 % من إجمالي المحفظة التي في حوزتنا.

 

إذًا غالبية المحفظة هي الأراضي غير المطورة أو المستغلة؟

نعم معظمها غير مطور، وبالتالي علينا الآن تحديد الأراضي التي يمكن العمل على تطويرها، وهذا هو دورنا، بحيث نستفيد من هذه الأراضي كما تستفيد البحرين منها أيضا.

 

هل هناك قطاعات تستهدفونها من عملية الاستثمار صناعية أو سكنية أو خدمية؟

لدينا أراض في مختلف مناطق البحرين، وبعض هذه الأراضي يقع في مناطق تجارية والبعض الآخر سكني وأيضا صناعي، فنحن نظرتنا تشمل جميع القطاعات.

عملنا اليوم في “إدامة” ينصب في تحديد توجهنا وأين نريد التحرك، كما نحدد ما هو تأثير هذه المشروعات.

 

هل راعت الإستراتيجية الجديدة للشركة توجه البحرين نحو تنويع مصادر الدخل؟

يجب أن تتماشى إستراتيجيتنا مع إستراتيجية الحكومة ورؤيتها، فهناك تنسيق قوي بيننا وبين الخطط المرسومة على مستويات عليا، ونحن نسير في نفس الاتجاه، وستكون في “إدامة” من الداعمين لهذه الخطط.

 

إذًا تحدثنا عن العوائد التي أتت من وراء تأسيس إدامة، هل رفدتم الميزانية العامة بأية عوائد؟

شركة إدامة شركة مربحية، لا أستطيع التحدث عن هذه العوائد، اليوم الإدارة جديدة كما أن العام المالي لم ينته بعد لذكر أرقام بهذا الخصوص.

 

لكنكم تنظرون ربحية الشركة في الاستثمار؟

من ضمن الاستراتيجية، أن يكون أي مشروع نقوم بتطويره مربحًا. نظرتنا إلى المشروعات المربحة تحقق الاستدامة المالية، وأيضًا تحقق استفادة اقتصادية، مثلا مشروع “ذا ترمينال” في العدلية جزء كبير منه مواقف سيارات، تقريبًا 300 موقفا، هذه المواقف تخدم منطقة المطاعم أو “بلوك 338” في العدلية بشكل كامل.

المشروعات التي نقوم بها لها 3 اعتبارات، الأول اعتبار اقتصادي والثاني اجتماعي والثالث مالي.

 

إذًا تتحدث عن مسؤولية اجتماعية في عملية الاستثمار؟

يجب على المشاريع التي ندخل بها، أن تشجع المستثمرين على التطوير في المنطقة، مثلًا بمشروع “البلاج”، سنقوم بتطوير الساحل، وهذا الاستثمار، إضافة إلى الممشى في المرحلة الثانية، سيشجع المستثمرين ويخلق بيئة محفزة للاستثمار في هذه المنطقة، ربما بناء مطاعم أو مرافق ترفيهية وغيرها.

هذا هو دورنا الحالي الذي تختلف فيه “إدامة” ربما عن بعض الشركات الاستثمارية.

 

ما خطتكم بالنسبة لبلاج الجزائر؟

مشروع “بلاج الجزائر” ضخم، نتحدث عن ساحل امتداده 3 كيلومترات، ويصعب علينا التحرك على جميع المراحل دفعة واحدة، وبالتالي بدأنا بتعديل وتحسين الشاطئ وأعتقد أن هذه المرحلة يمكن تنفيذها بسرعة خلال 8 أشهر، وأعتقد أن الناس ستشعر بالفرق.

الساحل عام، وسنخلق من خلال تطويره قصة إيجابية، لا نريد التخطيط للعشرين سنة المقبلة، نريد التحرك اليوم، وهذا ما ستشعرون به من خلال عمل “إدامة”.

 

ما المرحلة الثانية من تطوير بلاج الجزائر؟

المرحلة الثانية ستكون عبارة عن ممشى بالإضافة إلى المرافق المصاحبة، مثل مناطق ألعاب الأطفال، وربما يكون هناك متنزه مائي، وقد تكون هناك مطاعم إلى جانب المرافق الصحية.

 

كم ستكون كلفة مشروع “بلاج الجزائر”؟

المرحلة الأولى وهي تطوير الساحل نفسه، ستبلغ نحو 3 ملايين دينار، وما يليه، الممشى والمرافق، يمكن أن تبلغ ما بين 6 و7 ملايين دينار.

وإذا ما تحدثنا عن تشييد حديقة ألعاب مائية ربما تبلغ كلفتها 12 مليون دينار.

 

هل ستكون هناك حديقة مائية في البلاج؟

نحن نقوم بدراسة الموضوع الآن، نعتقد أنه يجب أن يكون هناك جانب ترفيهي أو مسلٍ لمن يزور البلاج، لا يقوم الجميع بالسباحة، ينبغي أن تكون هناك بعض الألعاب المائية.

الاستثمارات سترتفع كلفتها إذًا؟

مشروع “البلاج” ربما يصل الاستثمار فيه لغاية 50 مليون دينار. الاستثمار يجب أن يتم بخطوات مدروسة، كما ذكرت آنفا، وأن يتم من خلاله تشجيع الآخرين؛ للبدء في الاستثمار بالمشروع.

 

هل أنتم منفتحون على مشاركة القطاع الخاص في تطوير بلاج الجزائر؟

طبعًا، نريد مشاركة القطاع الخاص، لكن كما ذكرت بصورة مدروسة، بحيث تكون ضمن خطة شاملة MASTRT PLAN.

 

هذا يقودنا إلى سؤال، سمعنا في وقت سابق أن بلاج الجزائر قد لا يكون مفتوحا للعامة، أو فرض نوع من الرسوم، هل هذا في ذهنكم حاليا؟

اليوم لا نستطيع تحديد ما سيكون عليه المستقبل، ربما تكون هناك رسوم على بعض الخدمات الإضافية لكن هذا يعتمد على ما سيكون عليه المشروع مستقبلا، لكن أؤكد أن البحر أو الشاطئ سيكون مفتوحا للجميع وللعامة وسيكون ساحلا عاما.

 

وأين وصل مشروع “سعادة”؟

وقعنا مع محمد جلال كشركة مقاولات رئيسة في المشروع، ونحن الآن في مرحلة التنفيذ، نتوقع الانتهاء من المشروع مع نهاية 2019 في مرحلته الأولى، وستكون الكلفة في حدود 6 ملايين دولار.

 

بخصوص مواقف السيارات في السلمانية، متى ستنجز؟

المشروع يكلف قرابة 4 ملايين دينار، وتم تعيين شركة محمد الغريب والرسومات جاهزة، وسنقوم بطرح مناقصة قبل نهاية العام لتعيين المقاول الرئيس، بحيث يتم تطويره خلال 12 شهرًا.

أتوقع في السنة المقبلة أن يكون مشروعا “سعادة” و ”مواقف السلمانية” جاهزين إن شاء الله.

 

كم موقف سيارات سيكون في “السمانية”؟

خطتنا أن يكون هناك ما لا يقل عن 600 موقف للسيارات تخدم رواد المستشفى.

 

وهل ستكون الرسوم معقولة؟

لم نحدد تسعيرة بعد، بالتأكيد ستكون معقولة، وسيكون هناك تنسيق مع وزارة الصحة، ونريد حلا للمشكلة، نريد أن يلمس المواطن فرقًا حين يرى هذه الخدمات متاحة. ستكون مواقف السيارات على مستوى عالٍ، وكمثال يمكن رؤية مواقف “تيرمنال” في العدلية وهي أول مواقف سيارات من نوعها تتم فيها تخليص الإجراءات والدفع بصورة آلية. يمكن الدفع ببطاقة الائتمان ويمكن الدفع بالدينار وحتى الريال السعودي.

نأمل أن نستفيد من نفس النظام في مواقف السلمانية.

 

ما طموحكم في المستقبل؟

كما ذكرت سابقًا، لا نريد أن نتحدث عن المدى الطويل، ما يهمنا أن تكون هناك مشروعات يتم تنفيذها مباشرة، نريد أن تكون هناك مشروعات ذات استدامة مالية وتغطي تكاليفها بنفسها.

 

محفظة عقارية متنوعة

شركة البحرين للاستثمار العقاري (إدامة) هي الذراع العقارية لشركة ممتلكات البحرين القابضة، صندوق الثروة السيادي للمملكة.

ودأبت “إدامة” منذ تأسيسها في العام 2006 بهدف إدارة وتنمية محفظة عقارية متنوعة، على ترسيخ مكانتها لتكون إحدى الشركات العقارية الرائدة للتطوير العقاري في المملكة.

وبفضل التزامها بمبادئ تأسيسها في الجودة والكفاءة والاستدامة، وتماشيًا مع أعلى مستويات الشفافية والحوكمة في مباشرة عملياتها، تسعى شركة إدامة جاهدةً لتطوير قطاع عقارات متنوع وحيوي في البحرين، إذ ستتضمن محفظة “إدامة” مشاريع في قطاعي الترفيه والصناعة.

 

خبرة تنفيذية كبيرة

يحظى أمين العريض بخبرة تنفيذية كبيرة ومسيرة ناجحة في مجال التطوير العقاري، إذ مرت حياته المهنية بعدد من المحطات المهمة، منها:

باشر أعمال منصبه الجديد رئيسا تنفيذيا لشركة إدامة في الأول من أغسطس 2018.

قاد شركة البحرين الأولى للتطوير العقاري منذ 2007، وساهم في تطوير عدد من المشروعات العقارية الناجحة التي حققت مداخيل جيدة، ومن ضمنها “المركادو” بالجنبية، والذي يتضمن مجمعا تجاريا وفللا سكنية، إلى جانب مشروع “مجال” الذي يتضمن تطوير مرافق صناعية تركز على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمنطقة الحد.

شغل منصب رئيس قسم البيع والتوظيف بالفريق التأسيسي لشركة ريف للتمويل العقاري، إذ قام بإدارة مشاريع عقارية واستحواذات، وتطوير محفظة قوية مدرة للدخل.

عمل العريض رئيسا إقليميا للخدمات المصرفية للأفراد في بنك البحرين والكويت.

عمل مع مصرف البحرين المركزي وصندوق النقد الدولي في واشنطن بالولايات المتحدة الأميركية.

يحمل شهادة الماجستير في إدارة الأعمال بتقدير امتياز من كلية Kellstadt للدراسات العليا في إدارة الأعمال بجامعة ديبول، في شيكاغو، الولايات المتحدة الأميركية.

حاصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة ريدلاندس، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأميركية.