انطلقت أعمال المنتدى السنوي لجمعية مصارف البحرين، أمس، بمشاركة أكثر من 500 خبير وشخصية بارزة في القطاع المصرفي بالبحرين من مختصين في الصيرفة وممثلي البنوك المركزية ومؤسسات النقد على مستوى المملكة والعالم، وذلك تحت رعاية مصرف البحرين المركزي في فندق الخليج، حيث ناقش المتحدثون الرئيسيون وكبار الخبراء التحديات والفرص في التكنولوجيا المالية، وما يرتبط بالتطور السريع في صناعة التكنولوجيا المالية وأثرها على البنوك البحرينية ومستقبل القطاع المصرفي.

وافتتح أعمال المنتدى رئيس مجلس إدارة جمعية مصارف البحرين، عدنان يوسف، مؤكدًا في كلمته الافتتاحية أن التكنولوجيا المالية أحدثت ثورة في صناعة الخدمات المالية التقليدية، وباتت محركًا رئيسيًّا في إعادة صياغة القطاع المالي، في وقت أصبح عملاء البنوك تواقين للحصول على خدمات مصرفية أسرع، وأسهل، وأقل كلفة، وأكثر شمولية.

كما استعرض محافظ مصرف البحرين المركزي، رشيد المعراج، في مقابلة مع مذيعة قناة CNBC، نهى العلي، بعد الكلمة الافتتاحية، أبرز التطورات المتعلقة بالتكنولوجيا المالية ومدى تطور القطاع المالي في البحرين وتنامي موقع البحرين كمركز إقليمي رائد في صناعة التكنولوجيا المالية. بعدها تحدث المدير العام والرئيس التنفيذي لبنك البركة تركيا، ماليكسا أوتكو، عن “الثورة الرقمية” وما الذي تعنيه بالنسبة للبنوك وأهميتها البالغة للقطاع.

وفي معرض تعليقه على انطلاق أعمال المنتدى، قال عدنان يوسف: “تفخر جمعية مصارف البحرين باستقطاب العديد من قادة الصناعة المالية في هذا المنتدى لمناقشة واحد من أهم القضايا الملحة بالنسبة لنا اليوم، والمتمثل بالتكنولوجيا المالية والابتكار الرقمي، ومدى تأثيره على البنوك وعملائنا الكرام. إن مشاركة محافظ مصرف البحرين المركزي، رشيد المعراج، بالمنتدى تؤكد مدى أهمية هذا الموضوع بالنسبة للقطاع المصرفي، ونحن واثقون أننا سنواصل تحقيق المزيد من التقدم لدعم النمو المستدام بفضل تعاوننا معًا كبنوك ومؤسسات مالية عاملة في البحرين مع المصرف المركزي. كما يسرنا الاطلاع على تجربة الرئيس التنفيذي لبنك البركة تركيا، مليكسا أوتكو الذي كان داعمًا رئيسيًّا للابتكار في التكنولوجيا المالية، إلى جانب العديد من زملائنا العاملين في القطاع من خبراء الصيرفة والموارد البشرية والشؤون القانونية والتكنولوجيا المالية”.

وقد شارك في الجلسات الحوارية كبار ممثلي مجموعة واسعة من الشركات والمؤسسات المالية المرموقة أمثال: شركة أمريكان إكسبريس، خليج البحرين للتكنولوجيا المالية، غرفة تجارة وصناعة البحرين، غرفة البحرين لتسوية المنازعات التجارية، BEEHIVE، بنك البحرين الإسلامي، مصرف البحرين المركزي، Gateway، بنك الخليج الدولي، Islamic Finance News، بنك البحرين الوطني، Netiks International، تمكين، THSA Technology Bahrain، وجامعة البحرين.

وقد اشتملت قائمة الداعمين للمنتدى على شركاء استراتيجيين وهم: مجموعة البركة المصرفية، بنك الخليج الدولي، بنك البحرين الوطني، وفينشر كابيتال بنك. والشركاء الإعلاميين: IFN و CNBC إلى جانب رعاية صحيفة “البلاد”.

المعراج : بنك رقمي جديد

كشف محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد المعراج أنه يجري الترتيب لإطلاق بنك رقمي جديد في البحرين لينضم إلى آخر كان قد أطلق في وقت سابق، ليبلغ عدد البنوك الرقمية في المملكة إلى بنكين اثنين، وذلك في إشارة قوية للتوجه المتنامي لتكلنولوجيا الخدمات المالية المعروفة اختصارا بـ “الفينتك” في البحرين بعد أن اتخذت الجهات الرقابية عدد من التدابير لحث المؤسسات على هذا التوجه.

وقال المعراج خلال منتدى جمعية مصارف البحرين إنه لا يعتقد أنه سيكون هناك تحول كبير في وقت قريب يتم من خلاله الاستغناء عن الفروع التقليدية أو الوجود المكاني للبنوك، مستدركا أن التوجه سيكون متزايد نحو تبني الحلول الرقمية، وأن على القطاع المالي في البحرين ألا يتخلف عن هذا الركب، وأن يجسر الهوة ما بينه وبين العالم.

وأبلغ المعراج الصحافيين “هدفنا تقديم حلول تقنية تكون بالفعل جديدة وفي الوقت نفسه تخفض تكلفة الخدمات القائمة حاليا، لتنعكس على الفرد وعلى الاقتصاد عموما”. وأضاف “رخصنا بداية هذا العام لبنك رقمي تم إطلاقه وأصبح من ضمن مجموعة البنوك الموجودة، وعندنا بنك آخر هو تحت الترخيص، وهو أيضا بنك رقمي، وسيقدم خدمة نوعية جيدة ومميزة ستساعد الاقتصاد والأفراد”. وبيّن أن هناك عددا من الشركات التي تم الترخيص لها في مجال منصات العملات الرقمية، مشيرا إلى أنها مازالت تعمل ضمن البيئة التجريبية، وأنه يجب أن يقتنع المصرف المركزي بفكرتها.

من جهة أخرى جدّد المعراج أن سعر صرف الدينار البحريني أمام الدولار الأميركي ثابت وأن أية جهات لا تلتزم بسعر الصرف المحدد فإنها ستتعرض لإجراءات عقابية.