+A
A-

توأم الروح ليس مجرد أسطورة يونانية

كثيرٌ منا يقضي وقتاً طويلاً من حياته وهو يبحثُ عن توأم الروح، ذلك الشخص الذي يخطف روحه ويجعل نبضات قلبه تعلو بمجرد أن يكون بجانبه.

من أين أتى مصطلح النصف الآخر؟

أسطورة يونانية قديمة تحكي أنه كان يعيش على الأرض كائن تم تقسيمه إلى نصفين، فأصبح هناك رجل وامرأة ويعيش كل منهما يبحث عن نصفه الآخر. ولكن كل شخص يلتقي بنصفه الآخر مرة واحدة فقط فإما أن يتمسك به أو يتخلى عنه. حتى أن البعض يقابل نصفه الآخر ولا يكتشف ذلك إلا بعد فوات الأوان، ولكن ذلك يبقى مجرد أسطورة يونانية قديمة.

للقصة أبعاد دينية أيضاً

لم تقف القصة عند حدود الأساطير القديمة فقط، فقبل الإسلام كان هناك ذكر لفكرة “توأم الروح” فنصفك الآخر يمنحك الكمال ويدلك دائماً إلى الطريق الصحيح، وعندما تخطئ يعيد إليك صوابك، ومن هنا أكدت بعض الأديان السماوية على فكرة انتظار هذا الشخص الذي يكمل روحك.

النظرة العلمية لتوأم الروح

ظلت هذه القصص لسنوات طويلة مجرد خرافات من منطق أن الإنسان يبحث دائماً عن الكمال، وهو أمر يستحيل تحقيقه على الأرض ومن هنا ارتبطت فكرة “توأم الروح” بالنظرة الكلاسيكية للفلاسفة. وأصبحت تحمل معاني مطلقة كالخير الذي لا يعرف شراً، ومن هنا فقد الكثيرون اعتقادهم بوجود “النصف الآخر”. وفي دراسة أجرتها جامعة أوكسفورد عن فكرة توأم الروح وهل هي موجودة بالفعل أم مجرد وهم؟ أثبتت تلك الدراسة أن توأم الروح موجود فعلاً. فهو تحديداً صديقك المقرب الذي يمكنه أن يفهمك بسهولة، وهذا هو الشق المرتبط بعلم الاجتماع، أما الشق العلمي فالأمر مرتبط أكثر بالهرمونات ومصادر الطاقة بجسم كل إنسان، والتي ترتبط بهرمونات ومصدر الطاقة لدى شخص واحد فقط في العالم كله. وعلى قدر ما يبدو ذلك رومانسياً، يبقى السؤال الدائم، هل هذا هو توأم روحنا فعلاً؟ فبعض الناس ما زالوا يشكِكون في الأمر. 73 % من الأميركيين يقولون إنهم قد وجدوا توائم أرواحهم أو إنهم يؤمنون بفكرة توأم الروح في العموم.

يعتقد الكثيرون أن شخصاً ما مثالياً في انتظارهم، ويشعرون بالكثير من الفراغ لفقدانه، ويصبرون أنفسهم أحياناً بأنه قادم لا محالة، لنتذكر حينها ما قاله الكاتب اللبناني جبران خليل جبران: “من تحب ليس نصفك الآخر، هو أنت في مكان آخر، في الوقت نفسه”.