+A
A-

“14 فبراير” وزعت أموالاً لإخفاء المطلوبين في الشقق

تنظر المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة في قضية جماعة إرهابية، تضم 3 متهمين، أحدهم هارب ومقيم خارج البلاد وهو أحد أعضاء تنظيم ائتلاف 14 فبراير، والمقبوض عليه الوحيد في القضية يدير حساب باسم “أخبار بوري” على موقع التواصل الاجتماعي “الانستغرام”، وتلقى الأخير من الهارب أموالاً لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية، وتم القبض عليه قبل استلامه لقنبلة محلية الصنع، كما تحصّل على مبلغ أجرة شقة لإقامة عدد من المطلوبين أمنيًّا فيها واقتسمها مع المتهم الثالث.

وقررت المحكمة إرجاء النظر في القضية حتى جلسة 10 سبتمبر القادم، وذلك لندب محام للمتهم الثاني المقبوض عليه، وأمرت بإعادة إعلان المتهمين الأول والثالث الهاربين.

وتشير أوراق القضية إلى أن التحريات التي أجراها ملازم أول كشفت أن تنظيم ائتلاف 14 فبراير الإرهابي قد قام بتجنيد المتهم الثاني وضمه إلى عناصر التنظيم الإرهابي للعمل تحت مظلته وخدمة أهدافه، وذلك للقيام بعمليات الشغب والتخريب والمسيرات في منطقة بوري، بناء على التكليفات التي تلقاها المتهم من قيادات التنظيم بالخارج.

كما دلت تحرياته على أن المتهم الثاني كان قد تلقى مبالغ مالية بشكل منتظم من التنظيم عن طريق استلامها ب “البريد الميت”، فضلا عن أنه يدير حساب في موقع التواصل الاجتماعي “الانستغرام” باسم “أخبار بوري”، الذي يستخدمه في نشر الأنشطة والأهداف الخاصة بتنظيم 14 فبراير الإرهابي، والترويج للعمليات الإرهابية والتحريض على ارتكابها، كما تمكن المذكور من تجنيد المتهم الثالث ليكون خليفة له في حال تم القبض عليه من قبل الشرطة.

وأسفرت التحريات أيضًا عن أن وقام المتهم الأول الهارب للخارج والملقب بـ”الموت الأحمر” بتجنيد المتهم الثاني للانتقال إلى العمل الميداني بالمنطقة واستلام متفجرات، حيث قبل المتهم الثاني الانضمام للتنظيم.

وتم تكليف المتهم الثاني بالبحث عن الأهداف الحكومية والاقتصادية لاستهدافها، بعد إبلاغه أنه سيتسلم قنبلة محلية الصنع خلال أيام لتنفيذ عملية إرهابية من تنظيم “سرايا المختار”، إلا أنه تم القبض عليه قبل استلامه لهذه القنبلة.

وخلال التحقيق مع المتهم الثاني قرّر بأنه يشارك في المسيرات منذ العام 2014، وفي العام 2016 التقى مع صديق عرض عليه المشاركة في إدارة حساب “أخبار بوري” فوافق على ذلك، إذ كلفه ذلك الصديق بنشر أخبار المعتقلين والمسيرات، وبعد القبض على صديقه تواصل معه المتهم الأول عبر برنامج التواصل الاجتماعي “التيلغرام”، الذي أبلغه بأنه قيادي في تنظيم ائتلاف 14 فبراير، وطلب منه قيادة العناصر الإرهابية بمنطقة بوري مقر سكنه.

وأضاف أنه بالفعل تولى نشر الأخبار على الحساب المذكور سلفًا، بينما عهد إلى المتهم الثالث تجنيد عناصر للمشاركة في أعمال الشغب والمسيرات، واستلم مبالغ مالية عن طريق “البريد الميت”، حيث كان يتركها له الأول عن طريق أشخاص آخرين بالقرب من مساجد ومآتم في المنطقة، كما طلب منه المتهم الهارب حصر المطلوبين أمنيًّا في منطقة بوري وعمل قائمة بأسمائهم وإرسالها إليه.

وأفاد أنه بعد 4 أشهر من تلك الوقائع استلم من شخص آخر مبالغ مالية تتراوح ما بين 200 إلى 250 دينارًا، حيث كان يسلمها للمطلوبين أمنيا، وعندها اقترح على المتهم الأول استئجار شقة للمطلوبين أمنيا وأبلغه بوجود شقة إيجارها الشهري 140 دينارًا، بالرغم من أنه اتفق في جهة أخرى مع المطلوبين أمنيًّا على أن يقتسمون المبلغ فيما بينهم، وبالفعل تحصلوا على أجرة 4 أشهر بمبلغ إجمالي 560 دينارًا لحساب الشقة الوهمية، الذي اقتسمها مع المطلوبين أمنيًّا بالتساوي فيما بينهم. وذكر المتهم الثاني أنه قبل القبض عليه بفترة وجيزة كان قد طلب منه أحد العناصر التابعين إليه التواصل مع المدعو “الموت الأحمر” لتوفير عبوة متفجرة لاستهداف رجال الشرطة، وعندما أبلغه بالأمر وافق الأخير ولكن الشخص الذي كان مقررًا أن يجلبها إليهم تم القبض عليه قبل توصيل القنبلة، فتواصل مع المتهم الأول مجددا الذي أبلغه أن القنبلة جاهزة، لكنه تراجع عن الأمر وظل يماطل المتهم الأول كون أنه لا يعرف كيفية التصرف مع القنبلة.

وأضاف أيضًا أن المتهم الأول طلب منه خلال أحد نقاشاتهما البحث عن أشخاص لديهم الاستعداد للتدرب على استخدام السلاح في جمهورية العراق، إلا أنه لم يتمكن من ذلك بسبب القبض عليه.

هذا، وقد أحالت النيابة العامة المتهمين الثلاثة بالقضية للمحاكمة على اعتبار أنهم ارتكبوا الآتي:

أولاً: المتهم الأول: تولى قيادة في جماعة إرهابية الغرض منها الدعوى لتعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة وسلطاتها العامة من ممارسة أعمالها والإضرار بوحدتها الوطنية، وكان الإرهاب من الوسائل التي تستخدم في تحقيق هذه الأغراض، بأن قام بتجنيد المتهم الثاني وتسهيل انخراطه في هذه الجماعة، وتكليفه بالقيام بعدة أعمال تنفيذًا لمخططات تلك الجماعة، وذلك بغرض إشاعة الفوضى وإثارة الفتن ومقاومة الدولة وإسقاطها.

ثانيًا: المتهمين الثاني والثالث:

1 - انضما إلى جماعة إرهابية الغرض منها الدعوى لتعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة وسلطاتها العامة من ممارسة أعمالها والإضرار بوحدتها الوطنية، وكان الإرهاب من الوسائل التي تستخدم في تحقيق هذه الأغراض، بأن قام الثاني بتجنيد الثالث والتسهيل له الانخراط في هذه الجماعة وربطه بقيادتها في الخارج.

2 - اشتركا في أعمال الجماعة المذكورة وهما يعلمان بأغراضها الإرهابية، بأن استلم الثاني ونقل مبالغ مالية ونشر أخبار المسيرات غير المرخصة وأعمال الشغب، وطلب تزويده بعبوة متفجرة لتنفيذ مخططات تلك الجماعة، وبأن قام الثالث بنقل الأدوات التي تستخدم في تلك الأعمال التخريبية لصالح تلك الجماعة، وذلك بغرض إشاعة الفوضى وإثارة الفتن وإضعاف مقاومة الدولة وإسقاطها.

ثالثًا: المتهم الثاني: تسلم من جماعة تباشر نشاطًا إرهابيًّا، أموالا لاستغلالها لمصلحتها في مباشرة نشاطها الإرهابي، وذلك بأن تسلم المبالغ المبينة بالأوراق لاستخدامها في تنفيذ جرائمهم في منطقة بوري.