+A
A-

هل يحيي الشباب طقوس العرس البحريني القديم؟

لكل شعب طقوس تقليدية خاصة بالزواج تورّث جيلا بعد جيل بما يضمن استمراريتها كعادات تميّز المجتمعات، ولكن في ظل المواكبة الشبابية للزمن الحديث والمعاصر هل يحييها الشباب كلها بشكلها القديم؟ أم إنه يطبق بعضها ويلغي الآخر منها؟ “مسافات البلاد” استطلعت آراء عدد من الشباب البحريني بشأن الممارسة الحالية لتقاليد الأعراس البحرينية القديمة.

 

حداثة

تقول فاطمة محمد: إن ظهور بعض الطقوس الحديثة للزواج ساهمت في عزوف الشباب عن إحياء موروثات العرس التقليدي. وأضافت “ظهرت بعض الطقوس الحديثة مثل صالات الأعراس، البوفيهات، وحضور المغنيات بالأعراس بدلا من الزفات الشعبية القديمة، وهذا يعود إلى اعتقاد البعض أن الطقوس أصبحت قديمة ولا تتناسب وتواكب التطورات في عصرنا الحالي”.

 

تكاليف

ويرى حسان أحمد أن التكاليف المالية للطقوس تعد السبب الأهم في عزوف الشباب عن إحيائها. موضحا “عند مقارنة نقش الحنة بالزمن القديم كانت لا تكلف سوى قرابة 30 ربية (3 دنانير) لبساطتها آنذاك، أما حاليا فهي بين 50 دينار و150 كنقش فقط، غير مصاريف حفلة الحنة نفسها، ولكننا أصبحنا في عصر الانفتاح الاجتماعي والانجذاب لأفكار الغرب، فأتوقع أن يقتصر العرس على تلبيس الخاتم وسفر العروسين”.

 

حنين

وتعتقد حوراء جعفر أن الحنين هو السر في استمرار ممارسة البحرينيين لبعض طقوس الزواج التقليدية، وتؤكد “إن حنين الشعب البحريني للأيام الماضية ومعرفته الجيدة بقيمتها وجمال الأعراس في ذلك الزمن كليلتي الحنة والجلوة، فالأعراس اليوم تغيرت وفقدت بريقها كما يقول الأجداد لنا، لكني أعتقد أن ثمة أمور ممكن أن يقوم الشباب بإعادة إحيائها، كأن يقام العرس في بيت العروس وسط مساعدة الأهل والجيران في تجهيزات الحفل وإعداد الحلوى”.

 

بصمة

ويشير الشاب علي حسن إلى أن الطقوس التقليدية للزواج البحريني تركت بصمة جلية في العقول، فهذه الطقوس لها طابع خاص في نفوس البحرينيين وما زالت بصمتها واضحة في عقول الأفراد وما زال لها أثر،  على الرغم من التقدم المجتمعي وتطور الإمكانات، وبالرغم إني لا أظن أنه سيكون هنالك توجه لإحياء المزيد من هذه الطقوس مستقبلا؛ لتغير فكر الأفراد إلا أنه من الضروري الحفاظ عليها للحفاظ على التراث البحريني.

 

تجديد

في حين توافقه الرأي الشابة فاطمة جعفر في ضرورة المحافظة على الطقوس التقليدية للزواج البحريني، وتقول: حاليا أصبح للشباب رغبة مستمرة في التجديد ومواكبة كل ما هو حديث، لكن على الرغم من ذلك ثمة حاجة للحفاظ على طقوس الزواج التقليدية لأنها تعتبر إحياء للتراث القديم، ومحافظة على استمراره، إضافة لكونها في ذات الوقت تعبر عن الهوية البحرينية”.

 

اكتفاء

ويلفت أحمد الأسود إلى أن الطقوس حاليا لا تولي أهمية بالغة، ويؤكد “بالنسبة لي لا تعطي هذه الطقوس أهمية كبرى، ففئة الشباب لا يتقبلونها واكتفوا منها لأن البعض يراها مضيعة للوقت ومدعاة للخسائر المادية، وأعتقد أننا لا نحتاج للقيام بهذا الكم من المراسيم، حيث إنها تقام دون أي معنى لذا أعتقد أن الشباب سيكتفون بالحد منها”.

 

تقديس

وتشير حميدة صباح إلى أنها تقدس تقاليد الزواج البحريني، وتقول: أقدس موروثات الزواج مثل الجلوة البحرينية التي ترتدي فيها العروس المشمر الأخضر المزين بزخارف ذهبية على رأسها في ليلة الزواج وتتجمع النسوة من حولها لتغني الأهازيج المفرحة، وأيضاً نعتبر هذه العادة موروث من السيدة خديجة زوجة النبي الأكرم (ص)، فالقيام بها بركة للعروسين في نفس الوقت، أي يتم بعدها جلوسهما متقابلين، وتمسك النسوة بالمشمر وتضعه فوقهما (المتورم) كمسمى بحريني بحت، وأعشق هذه العادة منذ الصغر لأنها تشعرني بالسعادة البالغة”.

 

الزفة

ويذكر حسين عبد العزيز أن عودة الزفة الشعبية للعريس في بعض المناطق البحرينية ترتبط بإدراك أهمية الطابع التقليدي للمجتمع، ويوضح “عادت زفة العريس الشعبية؛ بسبب الانتباه لأهمية الطابع التقليدي وتأثيره الإيجابي على المجتمع في ظل التسارع في الحياة والتباعد الاجتماعي، وكذلك للحفاظ على الموروث الشعبي، وأعتقد من الجميل المحافظة على الزفة وليلة الحنة والجلوة لوقعها الجميل على أهل وأصدقاء العريسين، ولأنها تهيئ ترابطا أسريا واجتماعيا مؤثرا لبداية علاقة زواج جديدة، لذلك أرى جمالية غير منقطعة ومميزة في هذه الطقوس، وبالشكل الحالي الذي يوازن بين المحافظة على التقليد والمعاصرة.