+A
A-

بوياتا وكومباني.. صداقة كروية راسخة

كان الطائر قد حلّق بعيداً عن عشّه منذ وقت طويل، وقد أتيحت له فرصة فرد جناحيه في أفضل الأماكن، وفي أفضل توقيت وأمام عرّاب مسيرته المهنية يوم 18 يونيو. لقد أخذ ديدريك بويوتا مكان فنسان كومباني، مُعلّمه المدجج بالألقاب، على أرضية الملعب بمناسبة أول كأس عالم FIFA يخوضها وهي روسيا 2018، وكانت في مواجهة بنما (3-0).

ويبدو أن القدر يتسلى منذ أكثر من 10 سنوات بجمعه بين المنحدرين من مدينة بروكسيل البلجيكية إلى روسيا مع الشياطين الحمر، مروراً بإنجلترا. وقد قدّم أحد الولدين النجيبين لكرة القدم البلجيكية أداءً مدهشاً أمام أنظار أحد أساتذته. واعترف بويوتا بخجل بادٍ يذكر الخجل الذي كان يتسّم به فيني “أفضل أن أحتفظ لنفسي بردة فعل فنسان بعد تقديمي لذلك الأداء، لكن ذلك الرد أثلج صدري كثيراً”.

إن وعي هذا اللاعب بميزة قدرته على الاعتماد على مثله الأعلى الذي سرعان ما أصبح صديقاً مقرباً، في مانشستر سيتي وفي المنتخب الوطني، سرعان ما تحول إلى رغبة جامحة لتجاوز هذه الميزة والتحرّر منها. وبصفته معلماً جديراً بهذا اللقب، لم يكن “الأخ الأكبر” ينتظر أكثر من أن يشاهد تلميذه النجيب ينطلق ليحلّق حراً. وقد صرّح بويوتا الذي أصبح وهو في عمر 27 سنة يحاول جاهداً أن يبقى بعيداً عن أقرب زميل له قائلاً “لقد تعلمت أن أكبر إلى جانبه، لكن كان من المهم أن خطو في مشواري الشخصي، وقد حققت هدفي. لقد أصبح زميلاً في الفريق مثل باقي الزملاء بالنسبة لي.”

وبعد أن كان قد تلقّى وعوداً بتعويض أحد لاعبي قلب الدفاع، وجد لاعب سيلتيك الأسكتلندي نفسه متزعماً هرم لاعبين قلب الدفاع بعد الإصابة المتزامنة لكل من كومباني وتوماس فيرمايلين. وقد بذل الضيف المفاجأة كل ما في وسعه في مواجهة منتخب بنما من أجل أن يبقى ضمن التشكيل على أرض الميدان. وقد أكد قائلاً: “أنا راضٍ عن أدائي وعن أداء مجموع لاعبي المنتخب البلجيكي. لقد كان علينا التحكم في البعد العاطفي الذي يضفيه جو اللعب ضمن فعاليات كأس العالم. لقد كان أداءً جيداً حقاً”.

هذا اللاعب الذي يحمل نزعة التنافس والندية أبان عن نفس الهدوء والحدة في اللعب، اللذان يميزان كومباني بقامته التي تبلغ متراً و88 سنتيمتراً (أي أقل بسنتيمترين من تلميذه) بين يان فرتونجين وتوبي ألديرفيريلد. ورغم أن بويوتا يحاول أن يتحرّر من الهالة التي تحيط بكومباني ومتاهات المقارنة بقائد مانشستر سيتي، إلا أن الحقيقة تلاحقه دائماً.