+A
A-

“الحنة” على يد نساء البحرين ينافس “التاتو” في العيد

العيد الأيام الأسعد عند المسلمين، لذلك كان سكان الخليج وما يزالون يرون في الحناء رمزًا للفرح، وكانوا وما يزالون أيضًا يستحدثون نقوشًا مختلفة، ولاسيما النساء، يرسمنها بالحناء على أكف أيديهن وأرجلهن، وتسبق نساء الخليج العيد بالتزين بها في ليلة العيد، حتى إذا جاء صباح العيد كُنَّ قد أتممن نقشن الحناء.

“الحنة” عادة قديمة جدًا ومتوارثة تحرص عليها الخليجيات خصوصا في ليلة العيد، وهي تمثل طقسًا نسائيًا محترمًا جدًا تكاد تشترك فيها جميع مناطق الخليج العربي والعالم الإسلامي، وتحرص النساء على بل الحنة بماء الورد وتخميرها في الهواء الطلق أو داخل الثلاجة في اليوم الذي يسبق ليلة العيد؛ لتكون جاهزة بحلول الليلة الكبرى، فيقمن بوضع الحناء على الأيدي والأرجل ولتلوين الشعر أحيانًا وإكسابه لونًا وبريقًا ورائحة تحبها الجدات والأمهات، وفي مجلس يعبق بالبخور والأنس، والصلاة على النبي (ص).

ورغم الشهرة الكبيرة التي حظي بها “التاتو” في الدول الغربية إلا أن الحنة تصدرت المراتب الأولى بالسنوات الأخيرة، خصوصا للسائحين المرتادين منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، فاستخدام الحناء بالنسبة للسائح داخل الدولة لا يقتصر على فئة عمرية معينة بل إن أشكالها وألوانها المستخدمة حديثا ساهمت في إعادة الموروث البحريني، بتصاميم جديدة تم استحداث بعضها من ثقافات مختلفة.

إلا أن وجود الحناء بأشكال وتصاميم “التاتو” ساهمت بشكل أو آخر بتحجيم تلك الظاهرة، فالحناء أقل ضررًا من التاتو لأسباب عديدة منها أنها لا تؤلم ومدة بقائها قد تتراوح بين 7 إلى 10 أيام إضافة إلى الناحية الصحية إذا تم استخدام مادة الحناء الطبيعية بعيدة عن المواد الكيماوية، وبعض الصالونات تقوم بوضع مادة النفط على الحناء؛ لزيادة نسبة صبغة اللون.

الجديد أن الحنة عادت بقوة من خلال محلات التجميل التي أصبحت تقدم من بين خدماتها خدمة الحناء ليلة العيد، وهناك محلات توفر خدمة الحنة بنقوش وأشكال جميلة جدًا في المنزل إذا أرادت السيدة الاستمتاع بأجواء الأنس والسرور بين العائلة والصديقات بدلا من صخب صالون التجميل.

للحناء أشكال كثيرة بعضها ينتقى من الطبيعية كالورود والفراشات وأغصان الشجر والبعض الآخر يعتمد على تصاميم لأشكال البشر أو الصور الكرتونية والأشكال الحيوانية وهذه في معظم الأحيان أشكال مختلفة للتاتو.

لم يعد الأحمر والأسود هما اللونان الوحيدان المتوفران للنقش على الأيدي والأقدام وأجزاء من الجسم، بل بدأت تظهر ألوان مختلفة حسب حاجة الزبون وثقافته والمناسبة التي من أجلها وضعت الحنة، ووجود هذا الاختلاف يؤثر في مدة بقائها على الجسم، فهي لا تستمر أكثر من 3 ساعات متى غسلت المنطقة التي وضعت عليها ذهبت أدراج الرياح.

يشار إلى أن الجزيرة العربية عرفت الحناء قبل أكثر من 1400 سنة، وتوارثت نساء سكان الخليج تخضيب كفوف أياديهن وأرجلهن بها، حتى بغير مناسبة أحيانًا، فبمجرد توافر مسحوق الحناء، عن طريق شراء أو هدية، تعمد النساء إلى عجنه بعد خلطه بالماء وتخميره؛ حتى يكون جاهزًا للاستخدام.

كذلك تعتبر الحناء علاجًا لبعض الأمراض الجلدية، في أزمنة سابقة، كما أنها تعتبر صبغا للشعر، ويستخدمها في ذلك الرجال والنساء على حد سواء، كذلك الأطفال.

من أنواع الحناء المستحدثة التي لاقت رواجًا كبيرًا في خلال العامين الماضيين، أصبح هذا النوع من الحناء هو الأول والأفضل، والسبب يعود إلى غرابته.

يميل لونه إلى البيج أو الأبيض وهو يمنح نعومة لليد لكنّ عيبه أنّه لا يبقى سوى 3 أيام على اليد ويتلاشى بسرعة، وسعره غال مقارنة بباقي أنواع الحناء، إلا أنه مناسب لمن تحبّ التجديد وتهوى الأمور الغريبة. وجدت الحناء الذهبية رواجًا لدى صاحبات البشرة السمراء لقدرتها على إبراز لون البشرة. وهي عبارة عن مسحوق ذهبي يُعجن وينقش به الجسد، إلا أنّ سعرها مرتفع كسعر البيضاء ولا تبقى لفترة طويلة بل تتلاشى خلال 3 أيام أو أقل. لذلك هي مناسبة للعيد لمن لا تحب ذلك الأثر الذي تبقيه الحناء الحمراء والسوداء.