+A
A-

المحرق... البرج الشامخ المتوج بالعلماء والأدباء والتراث

إن مهرجان التراث السنوي السادس والعشرين الذي تنظمته هيئة الثقافة والآثار في القرية التراثية بالقرب من قلعة عراد بعنوان “ذاكرة المحرق”، والذي افتتحه نيابة عن عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة، يحتوى على مادة ثقافية تراثية دسمة وصورة غير تقليدية لمدينة المحرق العريقة ذات الأفق البعيد في التراث والثقافة والعلم والرياضة والعمارة، والتي تنفرد عن سائر مدن وقرى البحرين بخصائص في ميادين عدة.

لقد زرت المهرجان رفيع المستوى في التنظيم والقادر على تنشيط الواقع الثقافي في البلد، ولعل أكثر ما لفت انتباهي هو صور النخبة من العلماء والأدباء والفنانين والشعراء والكتاب من أبناء المحرق، فكما نعرف جميعا أن مدينة المحرق قد أنجبت صفوة الأدباء والفنانين في مختلف مجالات الإنتاج والإبداع، منهم علي سبيل المثال الشاعر الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة، والأديب عبدالله الزايد، وعبدالرحمن المعاودة، وغيرهم، وقد شهدت المحرق منذ القدم حركة تأليف وتجارب جادة، فبرز أولئك الرجال الذين ملأوا الدنيا بإنتاجهم، وكان لهم تأثير عميق في الثقافة، وشتى صنوف المعارف، وخلدوا كنوزا وروائع في الأدب والفن.

كانت المحرق هي البرج الشامخ المتوج بالعلماء والأدباء، ويمكنني أن أطلق على هذه الصور المعلقة في جانب من الخيمة التي تحتضن فعاليات المهرجان صفحة من الصفحات المشرقة التي يجدر نشرها والتذكير بها والإشادة بأصحابها؛ نظرا لما قاموا به من أعمال خالدة، فشكرا للقائمين على المهرجان، وفي مقدمتهم رئيسة هيئة الثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة على مظاهر هذا الوفاء، كما هناك عدة اجنحة بالمهرجان مثل الحرف الشعبية ومعرض الصور الفوتغرافية للأبواب والعمارة بالمحرق، وورش عمل تصميم الفخار وصناعة السفن وصناعة الألعاب الشعبية هي بمثابة مرآة عاكسة لتراث وهوية وثقافة هذا البلد العزيز ومآثره الحقيقية وعطاءاته المتميزة في مسيرة الإنسانية.