+A
A-

الشباب: الذهب زينة وخزينة وينافس أكبر الماركات العالمية

الذهب ذلك المعدن الثمين منذ الأزل، الذي صار لفترة من زمنٍ ليس ببعيد ذكرى في صناديق الأمهات والجدات، ولكن ما لبث أن عاد بريقه يخطف الأبصار على أعناق وسواعد الفتيات الشابات.

أسباب كثيرة أعادت للذهب مكانته ورمزيته في نفوس النساء، فهو اليوم الخيار الأول في الهدايا الأنثوية لجميع الأعمار، حتى لحديثات الولادة، كما أنه طغى بشكل كبير على الكثير من الماركات العالمية التي تبيع المجوهرات بأسعار باهظة تسقط فور شرائها.

فما الذي دفع الجيل الحالي لاقتناء الذهب مجددًا ؟ سؤال طرحته “مسافات البلاد” على بعض الشابات وأصحاب محلات الذهب، تناقش فيه الإقبال الشديد والتنافس على اقتنائه.

الشابة وديعة الوداعي شاركتنا رأيها عن هذا الموضوع قائلةً “العديد من الاسباب أدت إلى الاهتمام بالذهب، أولها أنه بات ينافس ماركات عالمية لكنها ما زالت محتفظة بقيمتها الشرائية، وكانت جداتنا يصفن الذهب بأنه زينة وخزينة، اليوم نحن نعيش في عصر الموضة والفاشن، فإذا أرادت الفتاة أن تشتري قطع مجوهرات من ماركة معينة - دون ذكر اسماء - فهي تحتاج أن تدفع مبلغا يفوق 500 أو 1000 دينار على اسم ماركة، ولو احتاجت أن تبيعه لاحقًا لن تستفيد حتى من نصف سعره، بينما الذهب اليوم أصبح متوفرًا بنفس تصاميم هذه الماركات مع الاحتفاظ بالقيمة الشرائية له، فالمحلات تتفن في تصاميم الذهب وتصنع التصاميم العالمية طبق الأصل، مما يعني أن تشتري الفتاة تصميم الماركة التي أعجبتها وتستفيد من سعرها في نفس الوقت”.

وأضافت “السبب الثاني أنه على الرغم من ارتفاع سعر الذهب إلا أن البيع أصبح ميسرًا أكثر، مثلًا البيع عن طريق التقسيط والعروض الترويجية، أيضًا العروض الترويجية في المناسبات الاجتماعية، إذ باتت محلات الذهب تستخدم هذه الطريقة بكثرة، فتكون الأسعار حينها في متناول الجميع مما يعزز نسبة الإقبال على الشراء. الناس اليوم صارت أوعى لمسألة الذهب، ففي السابق كانوا يفضلون شراء الماركات الحديثة على أن يلبسوا ذهبا تصاميمه قديمة ولا تحاكي الزمن الحالي وأعمارهم، لكن اليوم التصاميم صارت أفضل وحديثة أكثر”.

كما وافقتها الرأي الشابة بتول العلوي باعتقادها أن “السبب الرئيس لانجذاب الفتيات هذه الأيام للذهب بعد أن كان حكرًا على الكبيرات في السن هو توفر التصاميم الناعمة التي تتناسب والأعمار الصغيرة والشابة، وتتماشى أيضًا مع العصر والموضة، كما أنه في بعض الأحيان يعد البديل الأرخص للماركات العالمية”.

وأشارت العلوي إلى أن “الحسابات الإعلانية في وسائل التواصل الاجتماعي التي تعد المتحكم الأول في أذواق الشابات اليوم لها دور كبير، إذ بدأت تروج لمحلات الذهب في البحرين مما يجعل المستهلك يستفيد أيضًا من العروض التي يقدمونها”.

من جهته قال موظف المبيعات في إحدى محلات الذهب الشاب جواد أحمد  “إن سوق الذهب انتعشت خلال العامين الماضيين وزادت المبيعات بشكل كبير، والفضل الأكبر يعود إلى وسائل التواصل الاجتماعي خصوصًا أن معظم الناس باتوا يفضلون التسوق عن طريق الانترنت ومعرفة الأسعار منذ البداية حسب ميزانيتهم، وبالنسبة لنا ساهمت خدمة التوصيل التي نوفرها كثيرًا في حجم الإقبال، بالرغم من أن سعر الذهب مرتفع كثيرًا عمّا كان عليه قبل سنوات، لكن الثورة الاتصالية سهلت كل شيء، أما بالنسبة للإقبال فنجد زيادة من الفتيات الصغيرات، لكن لا زالت السيدات الكبيرات يشترين الذهب أكثر”.

وعن نصيحته للزبائن الراغبين في شراء الذهب قال جواد “هناك بعض المعلومات العامة التي تخص الذهب يفهمها المجتمع بشكل خاطئ، مثلًا أن يطلب مني المشتري عيار الذهب البحريني، وأنا أعلم أنه يقصد عيار 21، ومن ثم يستغرب عندما يكتشف أن صناعته تمت في الإمارات. كذلك يعتقد الزبائن أن المحل عندما يضيف لقطعة الذهب سعر المصنعية، فإنه يضيفها لصافي أرباح المحل وهذا الأمر الخاطئ، إنما سعر المصنعية يكون متوزعًا على أشياء عدة مثل الضريبة وتكاليف الاستيراد وختم البلدية ونسبة بسيطة فقط تدخل في أرباح المحل”.