أكد سفير البحرين لدى الولايات المتحدة الأميركية الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة أن النمو الاقتصادي المتواصل ونجاح المملكة في جذب الاستثمارات الأجنبية، جاء نتيجة طبيعية للبيئة الاقتصادية المنفتحة التي أوجدها النهج الإصلاحي لعاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والسياسات الاقتصادية الحكيمة والمتماشية مع رؤية البحرين 2030، منوهًا في الوقت ذاته إلى أن الزيارة الناجحة التي قام بها ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، إلى الولايات المتحدة الأميركية في نوفمبر الماضي، شكلت دفعة قوية لتعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين، بما في ذلك العلاقات الاقتصادية التي شهدت توقيع اتفاقيات بلغت قيمتها ما يقارب 10 مليار دولار.

جاء ذلك في الحلقة النقاشية التي أقامتها غرفة التجارة الأميركية لبحث ومناقشة العلاقات الاقتصادية المتميزة بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأميركية الصديقة، وللترويج للمنتدى الاستثماري “بوابة الخليج” المزمع عقده في البحرين خلال الفترة 8 إلى 10 مايو المقبل، وذلك بحضور الرئيس التنفيذي لهيئة التنمية والتخطيط العمراني الشيخ نايف بن خالد آل خليفة وعدد من المسؤولين بوزارتي الخارجية والتجارة بالولايات المتحدة الأميركية وما يزيد عن 20 شركة أميركية.

واستعرض سفير البحرين لدى الولايات المتحدة، آخر التطورات فيما يتعلق بالمشاريع الكبرى التي يتم تنفيذها في المملكة، ومنها: مشروع توسعة مطار البحرين الدولي، وإنشاء جسر الملك حمد، وتطوير مرفأ البحرين، وديار المحرق، وما تمثله مثل هذه المشاريع من فرص استثمارية كبرى للشركات الأميركية.

وتطرق السفير في حديثه إلى التنامي المطرد الذي شهده التبادل التجاري بين البلدين منذ التصديق على اتفاقية التجارة الحرة قبل ما يزيد على عقد من الزمن، حيث كانت البحرين، أول دولة خليجية، تبرم اتفاقية من هذا النوع مع الولايات المتحدة.وفيما يتعلق بقرار الإدارة الأميركية الأخير بفرض تعرفة جمركية على واردات الألمنيوم والصلب، أوضح أن مملكة البحرين تترقب القرار الذي سيصدر من وزارة التجارة الأميركية بشأن آلية التقديم للإعفاءات الجمركية قريباً، معرباً في الوقت ذاته عن ثقته في أن البحرين، كحليف عسكري مهم وشريك اقتصادي للولايات المتحدة الأميركية، ستتمكن من الإيفاء بمتطلبات هذه الإعفاءات المرتقبة.

وخلال الحلقة النقاشية، أعلن السفير أن المنتدى الاستثماري “بوابة الخليج” والذي سينظمه مجلس التنمية الاقتصادية في مايو، سيركز على الاستثمار في قطاعات النفط والغاز، التطوير العقاري، السياحة، الإسكان، الكهرباء والماء، التصنيع، الإسكان، والمواصلات، وسيستضيف نخبة من المستثمرين والرؤساء التنفيذيين لشركات عالمية متخصصة في العديد من المجالات، موضحًا أن المنتدى سيتضمن مسارين، أحدهما معني بالمحادثات عالية المستوى والتي ستشمل مشاركة الحكومات والصناديق الاستثمارية السيادية والشركات متعددة الجنسيات، وستركز على تحديد فرص الاستثمار في السوق الخليجية، بينما سيكون المسار الآخر معنيا بفرص استثمارية محددة ومشاريع جاهزة للاستثمار.

وفي سياق متصل، أعلن السفير استضافة غرفة التجارة الأميركية لوزير المالية الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة، والرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية خالد الرميحي في أبريل القادم للتسويق للمنتدى. وشدد سفير البحرين في واشنطن على أن العلاقات البحرينية الأميركية المتميزة في المجالات الاقتصادية والأمنية، ليست مترابطة فحسب، بل تمثل عنصرًا مهمًا في أمن واستقرار المنطقة. من جهته، أكد الرئيس التنفيذي لهيئة التنمية والتخطيط العمراني في مداخلته خلال المناقشة، أن الهيئة تقوم حالياً بتنفيذ سياسات البحرين المتعلقة بالتنمية والتخطيط العمراني، بما يتماشى مع المبادئ الثلاث الأساسية لرؤية 2030 والمتمثلة في الاستدامة والتنافسية والعدالة.