+A
A-

خامس أيام انتفاضة إيران... القتلى والمعتقلون في ازدياد

تواصلت الاحتجاجات في إيران لليوم الخامس على التوالي للمطالبة بتحسين الأواضع الاقتصادية، وأدت إلى سقوط 12 قتيلا وأصابت العشرات، واعتقال المئات منذ بدء الاحتجاجات، فيما تفرض رقابة مشددة على شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الأجنبية. وتجسد هذه التظاهرات أقوى تحد للنظام الإيراني منذ انتخابات عام 2009، بعدما خرج الإيرانيون إلى الشوارع رفضا لتزوير نتائج الانتخابات لمصلحة الرئيس المحافظ آنذاك محمود أحمدي نجاد.

وانطلقت أمس الاثنين أولى المسيرات الاحتجاجية لانتفاضة إيران المستمرة من مدينة يزد، جنوب إيران، ذات الأغلبية الفارسية، وقبل موعدها المقرر بساعة، حيث بدأ المتظاهرون بهتاف “الموت للديكتاتور”، بحسب مقطع نشرته صفحات وحساب وقنوات تغطي الاحتجاجات، منها صفحة “شهرونديار” عبر موقع “فيسبوك”. كما خرج أهالي طهران في تمام الساعة الخامسة عصراً حيث كان مقرراً أن تخرج مظاهرات موحدة مع سائر المحافظات الإيرانية وهتف المحتجون: “الموت للديكتاتور”. لكن الشرطة أطلقت على المحتجين الغاز المسيل للدموع. كما نشر ناشطون مقطعاً يظهر خروج جموع المواطنين العرب في مدينة الفلاحية جنوب إقليم الأهواز وهم يتجهون نحو نقطة التجمع.

وبينما أكد التلفزيون الإيراني الرسمي مقتل 12 متظاهراً، أفاد ناشطون بارتفاع عدد القتلى وجرح أكثر من 120 من المحتجين واعتقال أكثر من 500 منهم في مختلف المدن بينما تدخل الانتفاضة يومها الخامس في أغلب مناطق البلاد.

هذا واستمرت المظاهرات ليلاً في عشرات المدن حيث امتدت من العاصمة طهران إلى شمال غرب البلاد في أرومية وزنجان وخوي إلى بلوشستان، وشرقاً بمدن زاهدان وتشابهار، وشمالاً إلى رشت، وجنوباً إلى شيراز وكرمان والأهواز وغرباً في كردستان وكرمنشاه.

وفي وسط طهران نشرت صور ومقاطع عن تجمعات واشتباكات مع الأمن بعد توجه المتظاهرين نحو بيت المرشد، وكذلك صدامات في أصفهان وهمدان ونهاوند ودرود وخرم أباد وأراك ودماوند.

واتسعت رقعة المظاهرات في كافة المحافظات، ومن المتوقع أن تمتد ليلاً في أغلب مناطق ايران وبزخم أقوى من الليالي الماضية، بحسب ناشطين إيرانيين.

ونقل التلفزيون الإيراني عن مصدر حكومي قوله إن جهات أمنية عليا قررت تقييد استخدام تطبيقات “تلغرام” و”انستغرام” في إيران. وأفاد المستخدمون يوم الأحد أنهم فقدوا الاتصال بالتطبيقين عبر شبكة الهاتف النقال.

إلى ذلك، نفى وزير الاتصالات الايراني، محمد جهرمي، خلال تغريدة له على موقع “تويتر” حجب مواقع التواصل الاجتماعي في إيران بشكل دائم وقال إن حجب موقعي “تلغرام” و”انستغرام” لن يستمر.

هذا وتداول الإيرانيون عبر مواقع التواصل، أمس الاثنين، ملصقاً ومنشورات تحدد نقاط التظاهر في حوالي 70 مدينة في تمام الساعة الخامسة بتوقيت طهران، من عصر الاثنين، بأول يوم من عام 2018. واستمرار لردود الأفعال الدولية حيال مظاهرات إيران، دانت ألمانيا قمع المتظاهرين السلميين في إيران ودعت الحكومة الايرانية إلى احترام حق المتظاهرين بالتجمعات السلمية. وقالت الخارجية الالمانية في بيان بأنها تراقب أوضاع إيران عن كثب، كما حذرت مواطنيها من السفر إلى إيران.

من جانبه، حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس الاثنين بأن الشعب “سيرد على مثيري الاضطرابات ومخالفي القانون” الذين يتظاهرون منذ أيام في أنحاء إيران.

وقال روحاني في تصريح نشر على موقعه الإلكتروني الرسمي إن “أمتنا ستتعامل مع هذه الأقلية التي تردد شعارات ضد القانون وإرادة الشعب، وتسيء إلى مقدسات الثورة وقيمها”، وفق قوله. وأضاف أن “الانتقادات والاحتجاجات فرصة وليست تهديداً، والشعب سيرد بنفسه على مثيري الاضطرابات ومخالفي القانون”.

لكنّ روحاني قال، الأحد، إن الأجهزة الحكومية ينبغي أن تؤمن لمواطنيها “مساحة للنقد”، محذّراً في الوقت نفسه المتظاهرين من أي أعمال عنف.

وقال روحاني في أول تعليق له على التظاهرات الاحتجاجية، التي تشهدها مدن إيرانية عدة منذ الخميس “النقد شيء والعنف وتدمير الممتلكات شيء آخر.. الأجهزة الحكومية ينبغي أن تؤمن مساحة للنقد والاحتجاج المشروع”.