أبدعت هوليوود في 2017 بالعديد من الأفلام هذا العام، وبحسب المتابعين كان العام هو عام الأفلام لتنوع ما قدم فيه من إنتاجات سينمائية كبيرة من أكشن وخيال وحرب وأطفال، حاولت الصناعة السينمائية الأميركية فيه الجمع بين الأذواق والمدارس المختلفة، وقدمت نجومنا المفضلين بصور وأدوار مختلفة في أفلام تنشد الترفيه، وأفلام أخرى تنشغل بمصير البشر، حكايات واقعية وأخرى فانتازية. في هذا التقرير نسلط الضوء على أهم هذه الإنتاجات السينمائية:

The shape of water

يعود المخرج المكسيكي جييرمو ديل تيرو ليستكشف مشاعر البشر بحكاية تجمع بين الدراما والفانتازيا مرة أخرى بتيمة قريبة من فيلمه الشهير Pan’s Labyrinth الفائز بثلاث جوائز أوسكار في العام 2006.

Dunkirk

فيلم المخرج كريستوفر نولان عن معركة دانكرك، إحدى أهم معارك الحرب العالمية الثانية، بهذا الفيلم نقلنا نولان للعيش داخل جحيم الحرب، بسرد بصري مميز في ثلاثة خطوط زمنية، وبأقل قدر ممكن من الحوار المنطوق، فيلم حربي نفسي لا نرى فيه الكليشيهات الهوليودية المعتادة، ولا يبشر بالحرب كما يخيفنا منها، نظل رهائن برفقة الجنود المحاصرين على شاطئ دانكريك، تحت رحمة عدو لا نراه.

Coco

فيلم المخرج الأميركي لي أونكريش، الفائز سابقًا بجائزة أوسكار عن فيلمه Toy Story 3. هذا فيلم عن الأحلام، العائلة، والكثير من الشغف بالموسيقى، وكما يبدو المرشح الأقوى لجائزة الأوسكار في فئة أفلام الرسوم.

Logan

نشاهد فيه لوجان في المستقبل، متقدم في السن، قدرته الخارقه على الشفاء تخفت شيئًا فشيئًا، يعتني بأستاذه تشالز اكسافير الذي يعاني اضطرابًا في الذاكرة، ووسط كل هذا يجتمع لوجان بطفلة صغيرة يبدو أنها تحمل جيناته. يقدم لنا هنا المخرج جيمس ماجنولد نهاية عنيفة، دموية، ومؤثرة نفسيًا لإرث لوجان من خلال فيلم مصنف للكبار فقط، مغامرة طالما أجلتها أستديوهات مارفل في التعامل مع سلسلة X- Men، ولكنها أقدمت عليها أخيرًا.

war for the planet of Apes

في ختام ثلاثية كوكب القرود يقدم لنا مات ريفز معالجة مفاجئة للغاية، نجد أنفسنا كمشاهدين في صف القردة على حساب البشر، الأمر مربك في بدايته، لكنه يصبح أقرب للمنطق حينما تستمر الرحلة ونجد أن ما نعرفه كمبادئ إنسانية أقرب لما يفعله القردة عما يفعله بنو البشر، قد تكون هذه إحدى أقوى العلامات المنتشرة في سينما هذا العام عن فقدان الأمل بالبشر.

اعتدنا من ذي قبل على تصنيف أفلام كوكب القرود في خانة الأفلام التجارية، ولكننا هنا نشاهد فيلمًا ممتعًا على المستوى الجماهيري ومثيرًا للتأمل بحق على المستوى النقدي.

Thor: Ragnarok

قدمت لنا أستديوهات مارفل فيلمًا ممتعًا ومضحكًا ومترابطًا داخل عالمها السينمائي الخاص بأبطال Avengers، نرى هنا Thor، الإله الذي يقع في الأسر، ويدفع لمواجهة مدمرة مع The Hulk، نقطة قوة هذا الفيلم الأبرز هي جرأته المدهشة على السخرية من كل ما اعتدنا عليه من أبطال مارفل، سخرية تختلط بلحظات من النوستالجيا التي توفرها طريقة السرد الذكية للغاية.

Mother!

حكاية البشر والإله، قصة رعب نفسي مليئة بالهواجس الدينية، هذا ما يقدمه لنا دارين أرنوفسكي في فيلمه الجديد، قد تكون الرمزية الدينية مباشرة ومزعجة في بعض الأحيان، ولكن أداءات خافيير بارديم، جنيفر لورانس، إيد هاريس، وميشيل فيفر ضمنت في النهاية تماسك الفيلم.

Blade Runner 2049

جزء ثانٍ عقب أكثر من ثلاثة عقود، معالجة مستقبلية قاتمة وحزينة ومتشائمة تضمن الحياة لجزء جديد من حكاية كلاسيكية، هذا ما يقدمه لنا المخرج الكندي دينيس فيلانوف، والذي ينجح فيلانوف دائمًا في صنع حكايات تجبرك على مشاهدتها أكثر من مرة، كما تدفعك لقضاء ليالٍ بعدها للتفكير فيها، هنا يفعل هذا من خلال جو غرائبي يجمع بين بطل جديد هو ريان جوسلنج، وآخر قديم هو هاريسون فورد القادم من الجزء الأول من السلسلة، والذي تم إنتاجه في العام 1982، رؤية فيلانوف المستقبلية تدور في زمن يبدو فيه البشر وكأنهم على حافة الانقراض.

The Insult

مشاجرة صغيرة تفتح جرح أمة، إهانات متبادلة بين لبناني يدين بالولاء لحزب القوات المسيحية، وفلسطيني مسلم يعيش في مخيم لاجئين تعيد للأذهان ملفات الحرب الأهلية اللبنانية التي تُركت دون حل حقيقي، هذا ما يقدمه لنا المخرج اللبناني زياد دويري في فيلمه الجديد، الفيلم الذي يستمر في صنع الجدل أينما حل.