+A
A-

البريق... أحد مؤسسي “البحرين الطبية” وعرَّاب البحوث

لقاء الاحد

- “حمد الجامعي” أول مستشفى ينشئ جائزة للبحوث

- البحوث تساهم في تطوير الرعاية الصحية

- نعتز بالدعم اللامحدود للرئيس “الأعلى للصحة” وقائد المستشفى

- إعداد 240 بحثًا جديدًا بمختلف التخصصات الطبية

- أكثر من 11 بحثا بحرينيا تتصدر دوريات طبية عالمية

مسؤول التعليم المستمر ومدير البحوث الطبية بمستشفى الملك حمد الجامعي، وأول رئيس تحرير لمجلة “البحرين الطبية”. عشق مهنة الطب، فأحبته، وتجسدت هوايته في مساعدة ودعم الأطباء الجدد في تخصصاتهم،  حيث يتمنى لهم دائما مستقبلا زاهرا في البحرين. يؤكد ويشدد على أهمية البحوث الطبية في الارتقاء بالرعاية الطبية وتطوير المهنة. إنه ابن المخارقة، وأول جراح بحريني بالأنف والأذن والحنجرة. البروفسور جعفر البريق في أول حوار مع صحيفة محلية، فإلى مضابط اللقاء:

من هنا بدأت الحكاية

يقول البروفسور جعفر البريق إن مجلة البحرين الطبية انطلقت من سترة، حيث تعودنا على الاجتماع في بيت الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد آل خليفة القديم في سترة، وكان معنا الدكتور فيصل الموسوي، حيث قررنا إصدار العدد الأول لمجلة البحرين الطبية، وذهبنا إلى وزير الإعلام حينها، وكان طارق عبدالرحمن المؤيد سنة 1978، فمنحنا تصريح إصدارها، ثم التقينا وزير الصحة الدكتور علي فخرو الذي بارك لنا أول عدد للمجلة في العام 1979، وشكلنا فريقا للتحرير، وكنت أول رئيس التحرير لها، إذ عقدنا أول اجتماع، وكان في بيت الشيخ محمد بسترة، حيث حظينا جميعا بضيافته وكرمه المعروفين، وصدر أول عدد للمجلة باللغة الإنجليزية، موضحا أن عدم وجود محررين مختصين علميا باللغة العربية يبدو عائقا أمام أصدار نسختها العربية.

مستشفى الملك حمد

أشار البريق نفخر بأن يكون مستشفى الملك حمد الجامعي هو أول مستشفى في البحرين ينشئ مكتبا وجائزة ولجنة للبحوث، ويعد أول مستشفى بالبحرين ينشر كتبا شاملة عن البحوث الطبية والعلمية، مع الدعم المستمر الذي تقدمه لجنة البحوث بالمستشفى في تقديم خبراتها لأي مستشفى وأي باحث في البحرين أو خارجها، ولمن  يرغب في الاستفادة من هذه البحوث الطبية المهمة، مردفا أن جائزة الدكتور محمد بن عبدالله آل خليفة للبحث الطبي التي تقدمها مجلة البحرين الطبية تعد من أهم الأحداث الطبية التي تقام بالمملكة، خصوصا وأنها تشهد حضور نخبة من رواد الطب، وأبرز خبراء الرعاية الصحية؛ للاحتفاء بالأطباء والباحثين الذين ساهموا في رفع مستوى الخدمات الصحية والطبية من خلال بحوثهم المتميزة، منوها بالاهتمام الكبير من جانب القائد العام لقوة دفاع البحرين، والذي يضيف برعايته هذا الحفل لسنوات الكثير من الحرص لمدى الوعي والاهتمام المتميز بهذه المناسبة الجليلة.

بحوث طورت الطب

وشدد البروفسور جعفر البريق على قصة البحوث التي طورت الطب، مؤكدا أن كل الإنجازات التي تحققت جاءت من خلال البحوث مثلا “Ct” للأشعة، والتي كانت تستخدم في الجيوش لكشف مقرات العدو ووحداته، ولكن مع البحوث التي قام بها الأطباء، جعلتها تؤدي خدمة عظيمة للإنسان في الكشف عن العديد الأمراض لدى البشر، وكذلك أشعة “الالتراساوند”، وهي الأشعة الصوتية، والتي كانت تستعمل أساسا في الغواصات العسكرية لاكتشاف الغواصات “المهاجمة”، وهي الآن تخدم البشرية. ولو نظرنا للأدوية التي كنا نستعملها العام 1960 نجد أن الادوية التي مازالت موجودة منها تشكل أقل من 5 %، والباقي تغير نتيجة للبحوث الطبية، والتي طورت فعاليتها في العلاج.

ماذا عن الأولاد والطب؟

أولادي لم يحبوا مهنة الطب كما أحببتها وعشقتها، لدي بنت طبيبة، وهي ابنتي البكر، ولكن ابني محمد الذي دخل كلية الطب تركها، وهو غير آسف على قراره، ليتجه لدراسة “المال والأعمال”، وهو الآن مدير مبيعات في شركة معروفة بسويسرا، بينما فضلت ابنتي الثانية دراسة الاقتصاد، وهي تعمل في أحد البنوك الشهيرة بالبحرين.

الطب حبي وعشقي الكبير

يضيف البروفسور البريق باعتقادي أن مهنة الطب والطب كله “حبي وعشقي الكبير” أنا اعتبر الطب هو مهنتي وعملي الذي أحبه ولا أملّ منه، وهوايتي في دعم ومساعدة الأطباء الجدد في عملهم، وأتصور أنها مهمة الطبيب الذي يوصل لدرجة ألاستشاري، ليمد يد العون والمساعدة لأبنائه من الأطباء الشباب في مستقبلهم؛ لأنهم المستقبل والجيل الذي نحلم بأن نرى البحرين من خلالهم وبجهودهم مركز متقدم وعالمي من الناحية الطبية، وأن تصل الخدمات الطبية فيه إلى مستويات متقدمة.

 

ذكريات في سطور

لقد حصلنا على دعم من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وسمو رئيس الوزراء منذ العام 1980؛ لدعم البحث الطبي وتشجيعه كل المنجزات الطبية حصلت من خلال البحوث، وكان جلالته وسمو رئيس الوزراء أول الداعمين للبحوث العلمية بالخليج والمنطقة.

 

ماذا عن بداياتك؟

كانت ميولي علمية، والطب كان هدفي الأول بلا منازع، ولو عدت إلى قراري مرة أخرى لاخترت الطب دون غيره؛ لإحساسي أنها مهنة تخدم الإنسانية، جدتي كانت “قابلة” اسمها أم محمد، وكانت تساعد النساء في  “الولادة” ودون مقابل. كانت شهيرة في المنامة في فريج “المخارقة والحمام، وكانت قدوة حسنة أحبها الناس جميعا في منطقتها، تساعد من دون مقابل، أحببت حبها للناس، كانت تتكفل بمن تقوم بتوليدها ولا تملك تجهيزات الولادة، وهذه كانت عادات أهل البحرين الطيبين جمعيا.

دخلت المدرسة وكل ميولي علمية، وفي الثانوية، وفي العام 1958، أصدرت مجلة علمية طبية كانت “مجلة حائطية”.

 

زملاء الدراسة

من الشخصيات التي درست معها، والتي بقيت في الذاكرة، وستبقى بها وهم من أعز أصدقائي، وزير الإعلام السابق طارق المؤيد، وفاروق المؤيد، وكانوا من الطلبة الأوائل، ولكن لم يكن أحد منهم يرغب في دراسة الطب، سوى شخصي والدكتور نبيل الشيراوي رحمه الله، ولكن والشيراوي كان أشطر مني. عندما خلصت الثانوية، كان معدلي 72، وكان وقتها معدلا عاليا، وكنت فخرا لعائلتي التي كانت تتألف من أربعة أولاد وأربع بنات، ووالدي كان يعمل في البداية بتجارة الذهب، ثم التحق للعمل في بابكو، ولما ترك بابكو باشر العمل من خلال دكان تجاري.

عبدالنبي الشعلة... المتفوق

ومن الأصدقاء الذين تركوا ذكريات لا أنساها، هو الصغير الجميل، عبدالنبي الشعلة، والذي كان يصغرنا بثلاثة صفوف، لكنه كان طالبا “عصاميا، ومجدا متميزا جدا”، وكنا نغار كطلبة منه؛ لأن المدرسين كلهم يكنون له الحب، لقد كان مسؤولا، ولكنه يملك قلبا ممتلئا بالحب والتعاون، وكنا وثلة الأصدقاء نتنبأ له بمستقبل زاهر، وقد تجدد لقائي بالشعلة بالهند مرة أخرى، حينما كان يدرس هناك، وكان مثالا للطالب البحريني الذي نقل طيبة أهل البحرين معه إلى الهند، كان حقيقة من الطلبة المتفوقين، وحقق درجات عليا ومتميزة وسط الطلبة العرب والخليجيين، ورفع اسم وسمعة البحرين عاليا، كما عودنا دائما.