+A
A-

صدور “خليفة بن أحمد السيرة والمسيرة” بالتزامن مع “اليوبيل الذهبي”

مع جلالة الملك صداقة طفولة ومشوار عمر وطريق واحد

خليفة بن أحمد.. وحكاية عشقه للعسكرية

للقنص مكانة خاصة في وجدانه بين الهوايات

“المقيظ” ذاكرة زمن لا يتكرر

 

مهمة هي الكتابة عن شخصية عامة أحبها الجميع وأعجبوا بها وبتميزها في القيادة والريادة وفي حسّها الوطني الطاغي وفي فضائها الإنساني الملهم القادر على الاقتراب من الناس والاندماج معهم.

هكذا هي شخصية القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، وهكذا يأتي كتاب “خليفة بن أحمد السيرة والمسيرة” الذي بذل فيه الإعلامي والكاتب سعيد الحمد، والعقيد الركن عبدالله سعيد الكعبي وقتًا وجهدًا استغرق أكثر من سنتين من المتابعة والبحث وجمع الوثائق والصور واستقصاء المعلومات وتدقيقها ثم تحريرها وصياغتها في سياقها التاريخي والزمني.

واللافت أن الكتاب يأتي متزامنًا مع احتفالات وفعاليات قوة دفاع البحرين بيوبيلها الذهبي “خمسون عامًا” على تأسيسها وانطلاقها وهو ما يشكل تاريخًا لابُد وأن يُسجل وهو ما سعى الكتاب لتأصيله.

وفصول الكتاب التي تعددت وتنوعت في صفحاتٍ تربو على “500” صفحة تعرض تفصيلاً سيرة ومسيرة القائد العام، فتطوف بنا الصفحات والسرديات والحكايات والوثائق والصور والمرويات من مكان ولادته وتنقلات العائلة من المحرق إلى الرفاع الشرقي وظروف حقبة نهاية الأربعينات وخمسينات القرن الماضي وهي حقبة اكتنزت الكثير من الخصوصية البحرينية المتطلعة آنذاك للحاق بعصرها الجديد وقتها، والمؤثرات الاجتماعية المحيطة والمختلفة التي أسهمت ولا شك في تكوين شخصيته وبلورتها على نحوٍ قيادي وإنساني مؤهل لما وصل له بجدارة واستحقاق.

ويستحضر القائد العام لقوة الدفاع حكاية عشقه للعسكرية التي لم تبدأ من فراغ وإنما جاءت عبر حادثة لم يروها من قبل ويذكرها الكتاب تفصيلاً مع سردٍ مطوّل لحياته في المراحل الدراسية في البحرين وخارجها، وعرض موثق وتاريخي للبيئة الجغرافية والاجتماعية وتحليل سوسيولوجي لما ارتبط بها من ساحات وألعاب مارسها الأطفال في مراحل الصبا الأولى وما تركته في تكوين الشخصية مثل الحنينية وساحتها الممتدة وواديها العميق وعين مائها العذب، والثقافة المجتمعية عامةً في بلادنا بلورت جيلاً بحرينيًّا قاد مرحلة البناء في الستينات والسبعينات ومازال يعطي ويبذل المزيد.

كما ويعرض الكتاب في فصوله للجانب الآخر لشخصيته حيث تأخذنا محطات الكتاب لحوار مع القائد العام عن هوايته المتعددة بدءًا من علاقته بالبحر، وكيف بدأت وتطورت وإلى أين وصلت، وما هي خصوصية هذه الهواية وأين مارسها وكيف برع فيها تمامًا كما برع في هواية العرب الأولى “القنص” الذي أحبه طفلاً ففي سن السابعة بدأ مع “الحبال” كما يُسمى شعبيًّا صيد الطيور الصغيرة بالفخاخ الخشبية البسيطة وأين كان الحبال الذي مارسه مع أقرانه من أبناء الفريج والحي الرفاعي القديم والملاعب الشعبية ودواعيس الرفاع الشرقي وساحاته المفتوحة لفرق صغيرة من الأطفال يلعبون كرة القدم ويتنافسون على “سحارة” صندوق بيبسي.

ومع جلالة الملك صداقة طفولة ومشوار عمر وطريق واحد يسجل فيه الكتاب الوفاء في صداقة عمر بدأت في مراحل الطفولة الأولى بين جلالة الملك والمشير لا لتنتهي وإنما لتمتد في مشوار طويل من العطاء والانتماء .. وتفاصيلها يعرضها الكتاب في فصله الثاني.

وتحت عنوان “المقيظ ذاكرة زمنٍ لا يتكرر” يستعيد القائد العام في الحوار ذاكرة زمنٍ آخر وحكاياتٍ ستبدو فيها المفارقة بين زمنين مدهشة، و”المقيظ” كما يُسمى شعبيًّا هنا هو المصيف وكانت له حكايات ومواسم وحياة قائمة بذاتها يروي المشير منها الكثير في “المقيظ”.

ويعرض الكتاب من خلال حديث الكاتبين مع القائد العام، للمؤثر والمكوّن والاهتمام الثقافي الخاص بالأدب والشعر والفن والإبداع ومجالات الموسيقى والغناء والكلمة والتشكيل واللون وهي مؤثرات ساهمت في بلورة شخصيته بما انعكست في وجدانه الثقافي والفكري مزيدًا من الانتماء والالتحام بالبحرين وبما جاورها من بلدان شقيقة وعزيزة.

ويذكر الكتاب “لا يمكن لموضوعية البحث ولدقة توثيق سيرة ومسيرة المشير أن تكتمل دون أن توازيها في العرض والتسجيل قراءة تفصيلية تاريخية عن قوة دفاع البحرين منذ نشأتها حتى اليوم، وهي القوة التي ارتبط بها وارتبطت به فبذل لها عمرًا وجهدًا وقيادةً ومتابعة وتخطيطًا استراتيجيًّا مستقبلاً استمر لعقودٍ ومازال”.