+A
A-

قرطاسية زمن الطيبين.. خرّجت عباقرة ومفكرين

لكل زمان رجاله وطعمه كما يقولون، والتعليم في البحرين على امتداد تاريخه الطويل فيه قصص وحكايات، فالذي درس في مدارس الخمسينات شاهد ما لم يشاهده من درس في مدارس الثمانينات، ومن درس في مدارس الثمانينات شاهد ما لم يشاهده من درس في وقتنا الحاضر.

وهكذا تستمر الأجيال وهي طبيعة الحياة وسنتها، شخصيا لقد التحقت بالمدرسة في بداية السبعينات، وتخرجت في الثمانينات، اي انني واكبت عقدين ولكن الصورة كانت متشابهة إلى حد كبير، فالأدوات والقرطاسية التي كنا نستخدمها في السبعينات استخدمنا بعضها في الثمانيات ومنها “دفتر التمارين” الأحمر الشهير، “والبراية الدائرية ذات الموس الحاد” و”المسطرة الخشب” و”الحسابة المليئة بالخرز وفي أسفلها سبورة” و”الشنطة المرسوم عليها دب” و “الهندسة المرسوم عليها خارطة العالم” و”ألوان الشمع الصغيرة” و”الجلادة” التي تشبه الكيس”.

و”المحاية الخنينة ذات الحروف” و”الصمغ اللي علبته بلاستيك” وغيرها من أدوات القرطاسية البسيطة التي تعكس زمن الطيبين وأصبح مكانها اليوم في أسواق الأنتيك.

أما أبناء جيل اليوم فقد توافرت لهم قرطاسية خمس نجوم وأدوات من مختلف الماركات العالمية الشهيرة، بدءا من الحقائب ذات الاشكال والأنواع والرسوم المختلفة لشخصيات رياضية أو فنية، إلى دفاتر مطلية بالحرير والجلادات الراقية، وأقلام أشبه بالعصا السحرية، وآلات حاسبة بحجم الأصبع وأساليب تعليمية حديثة جدا ووسائل تكنولوجيا.

بيد أن الفرق بين قرطاسية زمن الطيبين، وقرطاسية أبناء جيل اليوم تكمن في الجودة والقوة، فالأدوات التي كنا نستخدمها من أقلام وبرايات ومساطر كانت تعيش معنا لأكثر من صف دراسي “وتعمر” إلى ما شاء الله، فالقلم لا ينكسر بسهولة وكذلك المسطرة والبراية، والشنطة مصنوعة وكأنها ضد الصدمات، و”قوطي” الهندسة يتحمل أقوى الضربات الناتجة عن نرفزة الطالب واحتكاكه بالمدرس. أما قرطاسية أبناء جيل اليوم فهي لينة وسهلة الكسر ولا تبقى عند الطالب إلا أيام معدودة، فهي مصنوعة حسب منهج “الفاست فود” بدليل أن الطالب في هذا الزمن يغير شنطته 3 مرات في العام الدراسي الواحد، ويغير أقلامه كل أسبوع!

في هذا التقرير وبمناسبة بدء العام الدراسي الجديد نطلع القارئ من أبناء جيل اليوم على بعض من قرطاسية زمن الطيبين وأهم الأدوات، وهي في حقيقة الأمر قرطاسية ساهمت في تخريج عباقرة ومفكرين وشخصيات رفيعة تمسك مناصب عاليا في المجتمع.