+A
A-

ما لا تعرفه عن توم وجيري... مشاهد محذوفة لأسباب كثيرة

بعد مرور أكثر من 70 عامًا على إنتاجها، تظل حلقات الرسوم المتحركة الأشهر “توم وجيري” متداولة بين الأجيال المتعاقبة، والتي لا يسأم من مشاهدتها الكبير قبل الصغير، بسبب طرافتها، وحسها الكوميدي العالي، وتتناول في مجملها الحرب الأزلية بين القطط والفئران.

ولكن إذا تابعت حلقات “توم وجيري” خلال السنوات الأخيرة، فتكتشف أنه تم حذف بعض المشاهد التي لا تتعدى الثواني على الشاشة، من بعض نسخ الحلقات المعروضة على شاشة التلفزيون، بسبب احتوائها على “مضمون عنصري”. وتضم هذه المشاهد تحديدًا تحول كلا من “توم” و”جيري” لما يشبه أصحاب البشرة السمراء، بعد تعرضهما لانفجار أو لحريق؛ فتصبح وجوهههما سوداء اللون، مع كبر حجم شفتيهما، بينما يصبح شعرهما مربوطًا من الخلف.

أيضًا من المشاهد التي ألصقت تهمة العنصرية إلى “توم وجيري” واحدة من شخصياتها الرئيسية، وهي الخادمة السمراء “مامي”، التي دائمًا ما نرى ساقيها فقط في الحلقات، دون أن نرى وجهها، باستثناء مرة واحدة فقط التي تم الكشف عن وجهها فيها، وتتحدث بلهجة الأفارقة المقيمين في أميركا.

كما حذّر موقع “أمازون” لمستخدميه عبر خدمته لبث الأفلام والمسلسلات على الإنترنت في 2016، أن حلقات “توم وجيري” المعروضة لديه “قد تحتوي على مشاهد تحمل “تحيّز عنصري”، والتي كانت شائعة في المجتمع الأميركي وقت إنتاج الحلقات، ولكنها خاطئة الفكر سواء في الماضي أو الحاضر”.

ولكن من جانبه، أكد جوزيف باربرا وهو أحد المؤسسين لشخصيات “توم وجيري” أن مثل هذه المشاهد لا تعكس آراءه الشخصية، ولكنها كانت تعكس ما كان شائعًا في ثقافة المجتمع الأميركي، وقت إنتاج هذه الحلقات في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، والتي كان يتم تقديمها بروح الدعابة فقط.

وأمام كل هذا الجدل، ولتخفيف حدة الهجوم عليها، قامت شركة “تيرنر” في منتصف التسعينات بإعادة تسجيل صوت الخادمة “مامي” في حلقات “توم وجيري”، لتبدو لهجتها غير شبيهة بلهجة الأفارقة الأميركيين، وأصبحت لهجتها أقرب وكأنها أيرلندية. وبدءًا من 2011، قامت قناتي Cartoon Network وBoomerang بحذف المشاهد التي تظهر فيها الخادمة “مامي”، باستثناء الحلقة التي تحمل عنوان Part Time Pal.