تقف مملكة البحرين اليوم شامخة بكل فخر، بعدما نالت بجدارة مقعدًا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة 2026–2027، في إنجاز يعكس الثقة الراسخة التي يوليها المجتمع الدولي للمملكة، ويؤكد مجددًا مكانتها الراسخة والمتميزة على الساحة العالمية كدولة متمسكة بالحوار، محبة للسلام، ومخلصة في سعيها نحو تعزيز الأمن والاستقرار الدوليين.
هذا الانتصار الكبير هو ثمرة استراتيجية سياسية متزنة وحكيمة، رسم ملامحها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، الذي جعل من البحرين نموذجًا للدبلوماسية الرشيدة والسياسة الحكيمة القائمة على الاحترام المتبادل والتعاون الإيجابي مع المجتمع الدولي. وقد وضع جلالته، من خلال إيمانه الراسخ بالمبادئ الإنسانية والعدالة، البحرين في موقع مشرّف بين دول العالم.
وقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أن انتخاب البحرين لعضوية مجلس الأمن يُعد دليلًا على مكانة المملكة الدولية، وتجسيدًا لنجاح سياستها الخارجية القائمة على المبادئ السامية والتعامل الإيجابي مع مختلف دول العالم، في ظل توجيهات جلالة الملك المعظم.
ويستحق وزير الخارجية الدكتور عبداللطيف الزياني، كل الثناء والتقدير على الدور المهم الذي قام به في قيادة هذا الملف بحنكة دبلوماسية ومهارة مهنية عالية، مدعومًا بفريق وزارة الخارجية البحريني الذي أظهر التزامًا وكفاءة عالية، جسدت مجددًا القدرات الكبيرة التي يتمتع بها الكادر البحريني، وتمثيله المشرف للمملكة في المحافل الدولية.
إن انضمام البحرين إلى مجلس الأمن لا يُعد مجرد إنجاز دبلوماسي، بل هو مسؤولية عالمية وتحدٍّ خاص لتقديم صوت الحكمة والاعتدال في أروقة صنع القرار الدولي. فالبحرين، التي طالما كانت مناصرة للسلام والحوار، ستكون الآن شريكًا ملتزمًا في دعم الأمن والسلم الدوليين، والسعي المشترك لمواجهة التحديات العالمية، من النزاعات والتغير المناخي إلى قضايا التنمية وحقوق الإنسان.
هذا الإنجاز يؤكد مجددًا أن المبادئ لا تتآكل أمام المصالح، وأن الدبلوماسية المبنية على الشفافية والصدق ستظل دائمًا مسموعة ومحترمة.
أحرّ التهاني لمملكة البحرين، قيادةً وحكومةً وشعبًا، على هذا الإنجاز الدبلوماسي الرفيع. ونتطلع بفخر إلى فترة عضويتها المقبلة في مجلس الأمن، آملين أن يكون صوت البحرين منبرًا للحكمة ورسالة سلام في عالم بات في أمسّ الحاجة إلى العقول الصافية والقلوب الصادقة.