العدد 6010
السبت 29 مارس 2025
banner
الدكتور علي الدين هلال
السبت 29 مارس 2025

 لعل أستاذنا الجامعي الدكتور علي الدين (أستاذ العلوم السياسية في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة) هو نموذج للمثقف العربي الذي ظل مؤمنًا بالأفكار الوطنية والإصلاح السياسي حتى بالرغم من ارتقائه مناصب أكاديمية داخل الجامعة وتقلده مناصب وزارية داخل الحكومة، ثم داخل الحزب الوطني الحاكم في عهد الرئيس الأسبق الراحل حسني مبارك. في مطلع مايو 2010، رتبت لي هيئة الاستعلامات المصرية مشكورةً برنامجًا إعلاميًّا تضمن مقابلة عدد من الشخصيات الإعلامية والجامعية واللغوية، وكان من أبرزهم: المرحوم الأستاذ الإعلامي الصحافي مكرم محمد، نقيب الصحافيين وأمين عام اتحاد الصحافيين العرب الأسبق، وعميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وقتذاك الدكتورة منى البرادعي (شقيقة محمد البرادعي مدير وكالة الطاقة الذرية الأسبق الحاصل على جائزة نوبل، والمرشح المنسحب لرئاسة الجمهورية بعد إسقاط الرئيس الأسبق حسني مبارك)، ورئيس مجمع القاهرة اللغوي المرحوم فاروق شوشة، بالإضافة إلى صاحبنا الدكتور هلال نفسه، وقد جرت مقابلتي له في مكتبه بالكلية بناء على طلبي، ولم تكن مقررة ضمن برنامج الزيارة، وهو واحد من المثقفين التوفيقيين الذين ظلوا متمسكين بمبادئهم الوطنية والإصلاحية رغم تقلده مناصب حكومية. وأتذكر أنه عندما كان يُدرسنا على مدارج الكلية أوائل السبعينيات، وكان حينها في مقتبل الثلاثينيات من عمره، من أفضل أساتذتنا انفتاحًا على مداخلات الطلبة وحواراتهم معه، وكان الطلبة معظمهم حينذاك تملؤهم الحماسة الثورية اليسارية والناصرية في مثل هذه السن من المراهقة، وعلى عكس الدكتور هلال فإن أساتذتنا الآخرين كانوا متقيدين بموضوع المحاضرة فقط، دون أن يتيحوا لطلبتهم فرصة للتحاور معهم أو الاستفسار، سواء عن موضوع المحاضرة نفسها وفق منهجها الدراسي، أو في أي موضوع سياسي خارجي ذي صلة بها.
وكانت طريقة الدكتور هلال في عرضه لآرائه القومية واليسارية معتدلة وحذرة هادئة مثيرة للإعجاب حقًّا. لذا حار زملائي الطلبة المصريون والعرب في معرفة التيار الذي ينتمي إليه، فمنهم من خمّن بأنه “يساري ماوي”، ومنهم من وصفه بأنه “ناصري”، إلا أنه في تقديري كان مستقلاً غير متحيز لتيار بعينه وإن كان منفتحًا على كل تلك التيارات.
والدكتور هلال عُين رئيسًا لقسم العلوم السياسية خلال الفترة من 1992 إلى 1994، كما عُين مديرًا لقسم البحوث والدراسات بالكلية خلال الفترة من 1985 إلى 1994، وعُيّن كذلك رئيسًا لقسم الإدارة العامة بين 1997 -  1999. كما شغل منصب أمين المجلس الأعلى للجامعات 1992 - 1994. وعلى صعيد المناصب الرسمية التي تقلدها، فقد عُيّن وزيرًا للشباب والرياضة في الفترة 1999 - 2004. كما عُين في عام 2006 في منصب أمين الإعلام في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، وعضو أمانة الحزب، وأمين التدريب والتثقيف السياسي في الحزب. وكُلف بتأهيل جمال حسني مبارك (ابن الرئيس) سياسيًّا لتقلد مهمات حزبية في الفترة التي اتهم والده بأنه يبطن النية لتوريثه الرئاسة في مكانه.

كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .