بدأ الرئيس الأميركي ترامب تنفيذ مشروعه ضد الحوثيين الذين يدعمهم النظام الإيراني، وبدأت القوات الأميركية هجمات مكثفة على أهداف ومواقع لجماعة الحوثي المصنفة بقائمة الإرهاب، مستهدفة محافظات صنعاء وصعدة وذمار والبيضاء ومأرب وحجة، وقال ترامب في منشور عبر منصة تروث سو شيال: “لقد انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم بدءا من اليوم.. إن لم تفعلوا، فستشهدون جحيمًا لم تروا مثله من قبل”، أما عن الهدف الرئيس الآخر لهذه الهجمات الأميركية فهو توجيه رسالة قوية للنظام الإيراني، وهذا ما تجلى واضحًا في ما جاء في رسالة ترامب عن هذا الهجوم، حيث حذر ترامب إيران الداعم الرئيس للحوثيين من استمرار دعمها لهم قائلا: “إذا هددت إيران الولايات المتحدة، فإن أميركا ستحاسبكم حسابًا كاملًا، ولن نكون لطفاء في هذا الشأن”.
وما يعزّز الضربات الأميركية على الحوثيين أن الوجود العسكري الحوثي في الممرات الدولية فقد المبرر من وجوده بعد توقف الحرب في غزة وجنوب لبنان والتي كان الحوثيون يتشدقون بها ويجعلونها كـ “قميص عثمان” للهجمات التي كانوا يشنونها على السفن التجارية وناقلات النفط في الممرات الدولية، خصوصًا في البحر الأحمر وباب المندب.
وكما هو معروف أن الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية صنعاء وبعض المدن في جنوب اليمن يمثلون أحد أذرع النظام الإيراني الأربعة في المنطقة، والقضاء عليهم يعني ضعف النفوذ الإيراني في المنطقة خصوصا بعد فقد ذراعين مهمين في لبنان وسوريا بعد سقوط نظام الأسد، ولم يتبق لها إلا ذراع واحد فقط هو بعض المليشيات المسلحة في العراق الموالية لإيران، والتي لا تزال ترفض تسليم سلاحها للجيش العراقي وتمثل عقبة رئيسة في علاقات العراق مع أميركا.
وكل هذه المتغيرات الدراماتيكية حتمًا سوف تنعكس سلبًا على مطالبة أميركا للنظام الإيراني بإجراء مفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني حيث صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في هذا الشأن “بأنه وجه رسالة إلى أعلى سلطة في إيران للتفاوض على اتفاق نووي جديد وإنه ليس هناك إلا طريقتان للتعامل مع إيران “عسكريا، أو إبرام اتفاق”. فيما رفض المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي ذلك وقال إن طهران لن تتفاوض بخصوص برنامجها النووي مع الولايات المتحدة. وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة رافائيل جروسي قد قال “إن الوقت ينفد أمام الطرق الدبلوماسية لفرض قيود جديدة على أنشطة إيران، مع استمرار طهران في تسريع تخصيب اليورانيوم إلى درجة قريبة من صنع أسلحة”.
وبذلك وصلت الأمور إلى طريق مسدود وأصبح احتمال ضرب أميركا لإيران “احتمالا وضع على الطاولة” كما صرح بذلك مستشار الأمن القومي الأميركي، وما يعزز حدوث ذلك تطابق الموقفين الأميركي والإسرائيلي في ضرورة تدمير البرنامج النووي الإيراني.. وإن غدًا لناظره لقريب.
كاتب وأكاديمي بحريني