تتمة لمقالنا بالأسبوع الفائت عن: الابتكار في الشركات والمؤسسات لتحقيق التنمية المستدامة.. فنقول بأنه يوجد أنواع متعددة للابتكار، كالابتكارات الفنية، والابتكارات الإدارية، ونوضحها على النحو الآتي:
الابتكارات الإدارية: ويتعلق بالنظام الاجتماعي بالمنظمة، ويقصد به: كل ما يرتبط بالعلاقات التي بين الأفراد الذين يتفاعلون معًا، لتحقيق هدف معين، ويشمل الابتكار الإداري: القواعد، والأدوار، والإجراءات، والهياكل المتعلقة بعملية الاتصال، والتبادل بين الأفراد والبيئة.
الابتكارات الفنية: هي الابتكارات التي تتعلق بالتكنولوجيا الإنتاجية المستخدمة، والمنتجات التي تقوم المنظمة بإنتاجها، ويهدف هذا الابتكار إلى تطوير الأداء الفني بالمنظمة، وذلك: بإضافة أنشطة، أو مجالات، أو خطوات جديدة، إلى نظم الإنتاج، أو الخدمات بالمنظمة. وكذلك تقديم منتجات أو خدمات جديدة لم تنتجها المنظمة من قبل.
ومن أهم العوامل التنظيمية المؤثرة على الابتكار:
‌أ- استراتيجية المؤسسة:
وهنا لدينا نمطان من المؤسسات، النمط الأول: مؤسسات تتبع استراتيجية ابتكارية، وهي المؤسسات التي تجعل من الابتكار مصدر لميزتها التنافسية في السوق، وأحد أبعاد أدائها الاستراتيجي فيه، والنمط الثاني: يتبِع استراتيجية موجهة نحو الحالة القائمة أي التكنولوجيا، والمنتجات والخدمات الحالية، وبالطبع فإن النمط 
الأول يبحث عن المبتكرين، ويوجد لهم مجالات وفرص كثيرة، أما النمط الثاني، فيواجه النشاط الابتكاري للحفاظ على الحالة القائمة.
 القيادة وأسلوب الإدارة:
تعمل القيادة دورًا فعالًا في تحفيز أو إعاقة الابتكار داخل المؤسسة، حيث تعرف: على أنها ممارسة التأثير على الموظفين (العاملين)، بحيث
 يتعاونون فيما بينهم في سبيل تحقيق هدف مشترك، فالقيادة الابتكارية في المؤسسة هي التي تشيع جو الابتكار وتوجد الحوافز، في حين أن القيادة 
البيروقراطية المحافظة على الحالة القائمة تجد من التغيير الخطر الذي يشيع الفوضى، وإذا كان نمط القيادة الأول يتسم بالأسلوب (الديمقراطي)، المرونة، التحرر من الهرمية وجمود الهياكل والقواعد، فإن النمط الثاني(البيروقراطي) يتسم بالمركزية، عدم المرونة، الهرمية، البروتينات القوية، واتصالات أسفل وأعلى الفريق، كما أوضحت تجارب المؤسسات الناجحة أن التحول من الهيكل التنظيمي التقليدي إلى استخدام فرق العمل يمكن أن يشكّل المناخ الأكثر ملائمة لتعزيز ودعم الابتكار في المؤسسات والشركات الرائدة اقتصاديًّا.